لا تكاد تأتي مناسبة وطنية ،إلا وتأتي معها الخطب الملكية ، كآلية توجيه أو تصحيح مسار إعوجاج ما ، أو نقد فعل أو ممارسة تنافي أصل التدبير المعقلن في المسار العام . ولقد باتت تشكل هذه الخطب في مناسبات متوالية ، إن لم نقل أنها باثت تلعب دور الناقد من زاوية الملاحظ ، لكل حركة وسكون ، خصوصا وأنها باتت تحمل في طياتها قلما أحمرا ، مسطرة في كل مناسبة تحت الممارسات المؤسساتية ،المؤسسة أصلا على قاعدة المفهوم الإداري بمفهومه "تدبيرا معقلنا". والذي لا يشرفنا نحن كمغاربة جوهرا ،لما بثنا نراه يشكل فارقا صارخا بين الأصل والممارسة ككل. اليوم وبعدما كان قد طل علينا خطاب عيد العرش، بلهجة حركت النائمون فوق كراسيهم ، ونزل كالعاصفة على رؤوس حماة الفساد بل وأعلن الفيثو بتفعيل الفصل الدستوري القاضي بربط المسؤولية بالمحاسبة ، في فحوى رسالة حملت أكثر من ذلالة ، شعارها إعلان صريح شعاره إعلان حرب ضد المفسدين ، عبر جلد الممارسة ووعد بالمحاسبة ، سارع عن بكرة أبيهم ، بل وكل من بطونهم ملئى بأموال دافعي الضرائب ، الزمن من أجل البحث عن مظلة تظلهم من مغبة غذ تأتي فيه المحاسبة مخافة أن تضعهم بين أحضان السجون متابعين بتقارير سوداء سجلت سجلهم الحافل بالنهب والفساد ،وهو ما أثلج صدر المغاربة ،بل وعبروا عن فرحتهم ، بدخول القصر على خط محاسبة ، المخلين بواجبهم الذي أدوا عليه القسم لأجل خدمة الوطن وقضايا المواطنين، قبل أن تكشف تقارير سوداء العكس، خصوصا بعدما وصلت الأمور إلى نقطة الصفر وباتث تندر بغذ أسوأ، زكاها بعد ذلك النوم العميق الذي خيم على المؤسسات العمومية والخصوصية ،قبل أن يقرر معها القصر الدخول على الخط بعد علمه بسخط الشارع عن واقع أقل ما يمكن وصفه بالمرير ، واضعا قبلها أصبعه على مكامن الخلل ،مقررا وضع حد لهاته التجاوزات، التي لا تشرف الوطن الذي وضعته التشكيلة المذكورة في النفق ، مكتفية بالتغريد الآمجدي بأرقام ونتائج لا علاقة لها صلة، بما تم تحريره من طرف المجلس الأعلى للحسابات ولا الهيئاة الرقابية ككل ،التي تفاجأت بروائح نثنة 0نبعتت من مصدر التدبير و زكمت فيه الأنوف. اليوم طل عيد الشباب ، وطلت معه رسالة توجيهية واضحة المعالم ، جاءت مشخصة لواقع الشباب، وما آلت إليه أوضاعهم الإجتماعية ، لم لا وهي التي باتت تندر من مغبة غذ أسوأ، بعد 0نتشار لظواهر عديدة ، كظاهرة البطالة والإجرام والإدمان وكذا ظاهرة الهجرة ، وعدمية الجدوى من وجود تكوينات لا علاقة لها بسوق الشغل والتي معها جاء الخطاب ليصحح مسار معوج ، 0شترط فيه فاعلية التكوين لما لها من دور في إرساء دعائم الحصول على العيش الكريم، وأشاد الملك في مستهل خطابه بالمناسبة والذي أكد على الدور الريادي على أهمية التكوين المهني، في تأهيل الشباب بغية إذماجهم في سوق الشغل ،انطلاقا من حرف الصناعة التقليدية وما توفره لأصحابها وكذا الصناعة الغذائية ومعها المهن المرتبطة بمجالات الفلاحة وبالمواقع الإستراتيجية لكل منطقة ، وصولا إلى الكفاءات في مجال السياحة والخدمات والمهن المرتبطة بصناعة السيارات والطائرات ومجال التكنولوجيا الحديثة لرفع كل الإكراهات التي تحول بين إرادة الشباب وبين ما يأملونه في وطنهم المغرب . هذا التشخيص الميكروسكوبي لا شك أنه رسالة قوية لإيلاء أهمية للعنصر البشري ، ولطبيعة التكوين وجودته ،لما له من أثر على سوق الشغل ، مشخصا لواقع اجتماعي محض ، باحثا عن السبل الكفيلة لتحقيق إرادة الشباب في العيش الكريم ، الذي كان من أسباب ركوده فئة البطون المتدلية ، وهم ممن يسمون أنفسهم المدبرين للشأن الوطني العام ، الذين ساهموا بشكل كبير في ركود الشباب وجعله في حلقة التيه والضياع ، فتحية لك يا عيد الشباب ولما جئت به للشباب.