هل هبة الدولة تحفظ عبر احترام القانون و إقامة العدل بين الناس ؟ أم عبر إطلاق العنان لمن كلف بالسهر على احترام القانون و تطبيقه ليعمل ما شاء ووقت ما شاء . دون حسيب أو رقيب. أليس للمواطن كرامة كما للدولة هيبة ؟ وما قيمة هيبة لدولة مواطنها بدون كرامة ؟ لقد توصلت قناتنا ببيان استنكاري بمثابة شكاية تظلمية من فعالياتالمجتمع المدني بمنطقة المحاميد بمراكش يستنكرون فيها ما وصفوه بالشطط في استعمال السلطة والتعسف والعلاقات المشبوهة مع لوبيات و سماسرة البناء العشوائي، و البناء بدون ترخيص لقائد الملحقة الإدارية باسجور عمالة إقليممراكش . وفي هدا السياق ومساهمة من قناتنا في تنوير الرأي العام المغربي والأجنبي و لتذكير بعض رجال السلطة عسى أن يعودوا من غفلتهم إلى جادة الصواب لنقول لهم أن المغاربة كرماء ومتسامحين، و لكن لا يقبلون و لا يتنازلون عن حقوقهم و كرامتهم . فإن ذاكرتهم تختزن ذكريات يفتخرون بها لكثير من رجال السلطة الذين رحلوا بعدما أدوا واجبهم على الوجه المطلوب و بكل تفان و إخلاص و فاء لما اقسموا عليه خدمة للوطن و المواطنين . وقد ظل الكثير منهم يحضى بالاحترام و التقدير حتى بعد انتقالهم من مكان عمل إلى آخر. أو تقاعدهم . بل إن منهم من استمر ذكر تصرفاته الحميدة على ألسنة الناس، فجمعوا بذلك بين خدمة الوطن و احترام حقوق المواطن. غير انه أيضا ظلت و لا تزال ذاكرة المغاربة مليئة بذكريات سيئة عن ممارسات وتجاوزات بعض رجال السلطة وهم قلة بالنظر إلى العدد الكبير للمنتمين إلى جهاز رجال السلطة، حيث كانت لتجاوزاتهم الأثر السيئ على البلاد والعباد، و كانت أعمالهم و سلوكاتهم محل استنكار و شكاوى كثيرة و تظلمات عديدة من قبل المواطنين، أبرزها علاقتهم مع تجار البناء العشوائي، الشيء الذي كان سببا في انتشار البناء العشوائي وزحف دور الصفيح على هوامش مدن المغرب . مما كان له الأثر الوخيم في وقوع مآسي اجتماعية واقتصادية لا يزال الجميع يعاني منها في شتى الأقاليم. فإذا كان عمل رجال السلطة فيه من الضبابية القانونية ما لايوجد في أيجهاز آخر، فهو يجمع بين العسكري والموظف والسياسي والقضائي في آنواحد، ناهيك عن كونه يشتغل و فق المجاز ومناخ الشارع العام . فلزاما عليه أن يعمل جاهدا وفق القانون في زرع الثقة بينه كرجل سلطة وبين المواطن كإنسان و بدلك تكون هناك علاقة تكامل بين السلطة والشعب . أما أسلوب التخويف و الترهيب يؤديان حتما إلى تأجيج الوضع وخلق عداوة بين المواطن و رجل السلطة .