أشرف محمد ساجد، وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، وجميلة المصلي كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، إلى جانب سعيد زنيبر والي جهة فاسمكناس، وعبد الغني الصبار عامل عمالة مكناس، وعبد المالك البوطيين رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاسمكناس، والقنصل الفرنسي وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية، عصر أمس الجمعة فاتح مارس، على افتتاح المعرض الوطني للمعادن المنظم من طرف غرفة الصناعة التقليدية بجهة فاسمكناس، بشراكة مع وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، بالعاصمة العلمية فاس تحت شعار "فنون المعادن ماض عريق ومستقبل مشرق". وفي كلمته الافتتاحية أكد عبد المالك البوطيين، رئيس غرفة الصناعة التقليدية أن تنظيم هذا المعرض الموضوعاتي، يأتي في إطار تثمين المنتوجات التقليدية بقطاع المعادن، والمساهمة في رفع قيمتها على المستويين الوطني والدولي، وجعله مدخلا لتأهيل قطاع الصناعة التقليدية، وفرصة لتبادل التجارب والخبرات بين الصناع التقليديين عبر ربوع المملكة المغربية. من جانبها، أعربت جميلة المصلي على أهمية هذا المعرض وجاذبيته في تثمين القطاع الإنتاجي للمعادن، ومنتوجاته التقليدية في أفق البحث عن أسواق محلية وخارجية تليق بقيمة وجمالية هاته المنتوجات، داعية في نفس الآن الصناع التقليديين على بذل المزيد من الجهود في الإبداع والابتكار وتبادل الصناعة والخبرات للرقي بالقطاع وفق التطلعات المرجوة. ولم تفت جميلة المصلي الفرصة لتشكر عبد المالك البوطيين رئيس غرفة الصناعة التقليدية بالجهة، على تكريسه لثقافة الاعتراف، من خلال تسمية أروقة المعرض بأسماء رواد الصناعة التقليدية، الذين أبدعوا في القطاع، وبصموه بإنجازات وأعمال ظلت موشومة في خيال كل الصناع التقليديين وعشاق هذا الفن التقليدي الراقي. هذا، وقد عرف المعرض أيضا مشاركة نوعية للباحث في التراث اللامادي، الأستاذ علي زيان، الذي جعل من رواقه فضاء للتعريف بالتراث اللامادي الخاص بالمنتوجات المعدنية بالمغرب، والذي اعتبره علي زيان في تصريح خص به "كاب 24 تيفي" عبارة عن سفر في الزمن الجميل للصناعة التقليدية الخاصة بالمصنوعات المعدنية منذ القرن السابع عشر، من خلال استحضار الدراسات الاستشراقية التي اهتمت بصناعة الأسلحة والثريات والحلي ومختلف الأواني في الحضارة الإسلامية، وصولا إلى الحضارة المغربية الأندلسية. وعرض علي زيان مقالات مختلفة، توثق للمرحلة الكولونيالية ابتداء من سنة 1912 و1921 و1933 و1937، والتي تناولت موضوع الصناعات المعدنية التقليدية مع تأصيل تاريخي ودراسة تراثية معمقة، اهتمت بالرمزية والحمولة الثقافية، وصور قديمة توثق للوضعية التي كان عليها الصناع التقليديين مع مجموعة من المعروضات النحاسية والفضية، واستحضار التراث العبري المغربي في هذا النوع من الفنون والصنائع، التي برع فيها اليهود كصناعة الركبات والفوانيس والصواني الفضية والصياغة. وقد حمل رواق علي زيان العديد من الإشارات والتساؤلات الحارقة، حول أسباب انقراض حرفة "القزادرية" بمدينة مكناس، ومحاولة تقييد حرفة الدمشقي كتراث لامادي للإنسانية لدى اليونسكو، باعتبارها حرفة تتفرد بها العاصمة الإسماعيلية مكناس دون باقي مدن العالم. كما عرف المعرض مشاركة 120 عارضا، يمثلون مختلف الحرفيين والصناع التقليديين والمقاولات الحرفية الصغرى والمتوسطة والتعاونيات المهنية، التي تشتغل بقطاع المعادي، بالإضافة إلى فاعلين متخصصين في العتاد التقني، وشخصيات وزانة على الصعيدين المحلي والوطني.