ليست حياة وحدها التي قتلت، نحن في كل يوم نقتل، قد تختلف أداة القتل ومكان وزمان الجريمة لكن المجرم واحد، نراه يتسكع في دروبنا، في صفحاتنا الفايسبوكية، في مقرراتنا الدراسية، في قنوات الإباحة الاجتماعية والفكرية، نراه حتى في خبزنا وملحنا، يعيش معنا وبنا، نحن نمده بالقوة ليتجبر علينا، يأكل من آنيتنا، ويغتسل بعرقنا، هو عدونا وحامينا. من منا اليوم سيصدق أن الوطن رحيم بأبنائه، وأن حب الأوطان من الإيمان، وأن قطران الوطن أحلى من عسل كل الأوطان، من سيرضى أن يعيش حياته مشيعا لجنائز أبنائه وبناته المقتولين غدرا، ومع سبق الإصرار والترصد، "حياة" ماتت قبل أن تقتل، كلنا ميتون فوق هذه الأرض، إننا فقط ننتظر أن نقتل، ونكتفي بالتفكير كيف سنقتل ؟، طحنا في شاحنة أزبال؟ أم دفنا في حفر الفحم؟ أم حرقا بنار الوطن؟ أم يا ترى سنقتل رميا بالرصاص؟ كيف سنقتل ..؟. أين الخلل؟ حكومة ربما هي في حاجة لنوع جديد من "الفياغرا السياسية " تحركها، هل فعلا لدينا حكومة؟ من يحكم؟ من يملك مفتاح قفل هذا الوضع؟ لا شك ان الخلل فينا، وأن العيب فينا، وأننا بعنا واشترينا فينا، ولم يتبقى لنا منا سوى الكلام وأغانينا … سيمر الوقت وستنتهي قصة "حياة " لتبدا قصة أخرى، قد تكون أقصى، وقد تبدو غريبة، لا يهم ما دام الوطن كلما متنا "قُتلنا" يعزينا، لا يهم ما دام في الحي صوت يصرخ، ونجيبه جميعا: دام لك النصر والتمكين.