الشباب عماد الأمة، فعندما نتحدث عن الشباب، فنتكلم عن طاقات، عن خيال عن إبداعات، طموحات ومستقبل. وإذا تحدثنا عن الشباب في المغرب فهم بنسبة ما يعادل نصف تعداد السكان وهذا بحد ذاته مكسب بشري ورأس مال لا مادي. أما الثقافة نور يضيء أمام الإنسان سبل الحياة ، ويجعله يرى على مصباح العقل وبوعي أقرب إلى التمام. وهي أيضاً دعوة متجددة للمعرفة، والمعرفة تقيم أسس الوعي وبالوعي يتحدد أفق الحرية. في ظل هذه الزاوية شهد العالم ثورة تكنولوجية بفضل التقدم العلمي والتطور في وسائل الإتصال، فأصبحت و سائل الإعلام تمارس دوراً جوهرياً في إثارة اهتمام الجمهور بالقضايا والمشكلات المطروحة. وكذا تعد مصدراً رئيسياً يلجأ إليه الجمهور في الحصول على معلوماته عن كافة القضايا السياسية والإجتماعية والثقافية… إلا أن هذا في إعلامنا المغربي ينحصر ضمن زاوية إعلام التسلية والترفيه، فأغلب القنوات تبث قلةً من البرامج الثقافية المعدودة على رؤوس الأصابع، وهذا ناتج عن الجمهور الظئيل والغير مهتم بمثل هذه البرامج الثقافية، حيث أصبح أغلب الشباب ينجرف إلا ما لاقيمة ولا منفعة له كأخبار الفضائح وبرامج اللهو، وقضاء ساعات طويلة في اليوم على صفحات الأنترنت، وتصديق وإعادة نشر أخبار لا أساس لها من الحقيقة والصح. وهذا ما يساعد في خمود الفكر الشبابي وآرتفاع نسبة لا وعي داخل مجتمعنا. من جهة أخرى فإن عصرنا بلا شك جعل الإنسان متعباً من قسوة الحياة وشدة الصراع والركض لتأمين لقمة العيش، فنحن مرهقون عصبياً متوترون من نمط الحياة الجديدة، وهذا ما يجعلنا نلجأ إلى التلفزيون وإلى هاته البرامج لساعات طويلة ونقلل من المطالعة التي كانت أساس ثقافتنا لقرون عديدة. لكن رغم هذا فإنني أحمل المسؤولية أيضاً إلى وسائل الإعلام التي فقدت حس مسؤولية توجيه وتوعية الأجيال الشابة عبر إغنائهم بثقافتنا وحضارتنا وكذا المواضيع المهمة لواقعنا المعاصر، إلا تعريضهم لتسطيح إعلامي يأخدهم نحو الإنشغال بالأمور التافهة والشكلية، فنتج لدينا جيل جميل الشكل مجوف الرأس. وكل هذا سعياً وراء الربح المادي للمؤسسة الإعلامية عبر ارتفاع نسبة المشاهدة مع أننا قادرون على تسوية هذا الوضع عبر تحسين هذه البرامج الثقافية بلغة مبسطة تصل إلى العامة وكذا طريقة تقديمها وجعلها غير مملة وتستحسن رؤية المتلقي، لذلك أقول إذا كان أهل الشعر والكلام قديماً يسافرون الأيام والليالي ليصلوا إلا بلد فيه مطبعة كي يطبعوا إنتاجهم. فقد هيأ الله الطاقات الإبداعية والثقافية في بلادنا لذا يجب أن نأخد دورنا كإعلاميون ونظهر هذا النتاج في أعمال تكون في متناول الجمهور المغربي.