في تواصل لقناة كاب 24 مع الباحث والمحلل السياسي الاعلامي "محمد العروقي" رئيس تحرير موقع "أوكرانيا اليوم"، حول حقيقة الأوضاع في أوكرانيا وآخر التطورات التي تشهدها الأزمة الأوكرانية الروسية، أكد أن هناك أزمة حقيقية بين روسياوأوكرانيا انطلقت خلال الثورة سنة 2014 بعد هروب الرئيس الأوكراني السابق الموالي للنظام الروسي. ويضيف الأستاذ " محمد العروقي" ان روسيا قامت بضم جزيرة القرم" جراء قيام نظام أوكراني جديد موال للغرب، كما ان موسكو عملت على دعم حركة إنفصالية في شرق أوكرانيا تسبب في قيام جمهورتي "الدانيستيك" و"لوكانستيك" الشعبيتين وغير المعترف بهما دوليا. ويوضح ذات المتحدث ان الحكومة الأوكرانية قامت بعملية عسكرية سُميّت آن ذاك بعملية "مكافحة الإرهاب" لهدف لإسترجاع المناطق الإنفصالية، إلا ان ضعف تسلح الجيش الأوكراني في تلك المرحلة صعب عليه إنجاح العملية أمام جبهات مسلحة مدعومة من روسيا. ويسترسل رئيس تحرير موقع "أوكرانيا اليوم " أنه بسبب هذه الإضطرابات تدخلت كل من فرنسا وألمانيا للوصول الى حل دبلوماسي للأزمة، فتقرر عقد اجتماع بين روسيا و أوكرانيا بحضور دول أوروبا المسماة "نورماندي" في العاصمة البيلاروسية،فأسفر اللقاء عن توقيع إتفاقية "مينسك" الشهيرة. ويضيف الأستاذ" محمد العروقي" أنه لم يتم الإلتزام بمضمون الإتفاقية من قبل الجهات المتنازعة إلى اليوم، عدا في شق أمني بسيط يتعلق بإنشاء منطقة عازلة بين الجماعات الإنفصالية المسلحة والقوات الحكومية الأوكرانية،كما أصبح أطراف الصراع يفسرون مخرجات الإتفاق بم يخدم مصالحه الخاصة. وفي الشق السياسي يقول المصرح لقناة " كاب 24 " ان الأمر يتطلب إجراء انتخابات في المنطقة المتمردة، لكن الطرفان اختلفا حولها، فدولة أوكرانيا تطالب بإجراء انتخابات تحت إشراف السلطات الأوكرانية بينما الطرف الإنفصالي يطالب بانتخابات يشرف عليها بنفسه. ومنذ ذلك الحين يقول الاعلامي والمحلل السياسي "محمد العروقي" ان العلاقة الروسية الأوكرانية في توتر وجمود، فالجماعات الإنفصالية المدعومة من روسيا تطالب بوضع خاص للمنطقة المتصارع عليها والذي تم تسميته بالوضع الخاص " للطومباس" بحجة انها من الأقليات الروسية، بينما رفضت أوكرانيا ذلك معتبرة ان الأمر سيفتح المجال لأقليات في غرب اوكرانيا للمطالبة هي الأخرى بوضعية خاصة الشيء الذي سيرمي بالبلاد الى التقسيم. ويقول المتحدث لقناة "كاب24" ان روسيا في الآونة الاخيرة بدأت في إجراء مناورات عسكرية على الحدود الاوكرانية تخوفا من توسع "حلف الناتو" في اوروبا الشرقية التي كانت تحت حكم الإتحاد السوفياتي، خاصة وان أوكرانيا تقع على الحدود الشرقية لروسيا اضافة الى رغبتها في الانضمام الى "الناتو"، ما ازعج "موسكو" ودفع بها إلى المطالبة بضمانات أمنية، بينما تقول "كييف" أنها دولة حرة مستقلة ذات سيادة ويحق لها الإنضمام لأي جهة، في المقابل ترحب دول "حلف الناتو" بأي دولة استوفت شروط الانضمام. وفي شهر دجنبر المنصرم بدأت حدة التوتر بين الدولتين في تصاعد جراء إدعاءات غربية تقول ان هناك هجوما محتملا ووشيكا من روسيا لغزو أوكرانيا، بينما تنفي "موسكو" الأمر وتعتبره مجرد اشاعات، وحسب ماتداولته منابر إعلامية فقد سحب الروس بعضا من قواته المتواجدة بالحدود الأوكرانية،إلا ان التوتر لازال سيد الموقف وسط أجواء دبلوماسية مكهربة. ويوضح الأستاذ "محمد العروقي" رئيس تحرير موقع " أوكرانيا اليوم " لقناة كاب24 أنه ولحدود الساعة لم يتوصل أطراف النزاع إلى أي حل يرضي الجميع، كما ان هناك حربا نفسية وإعلامية مبالغ فيها سببت أجواءً من القلق والتوتر الواضح على الشعي في الشارع الأوكراني، إلا أن المرافق العمومية والمؤسسات الحكومية تعمل بوثيرة عادية كما ان الحياة في أوكرانيا جد طبيعية وكأنه لاتوجد أزمة روسية أوكرانية.