تم بالكلية متعددة التخصصات بالعرائش، أمس الاثنين، إطلاق مزرعة ذكية ستساهم في تعزيز البحث العلمي في مجال الفلاحة والصناعات الغذائية. وتهدف هذه المزرعة الفريدة من نوعها، التي افتتحت بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي ورئيس جامعة عبد المالك السعدي بوشتى المومني وعميد كلية متعددة التخصصات بالعرائش محمد العربي كركب، إلى تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة في القطاع الفلاحي قصد تخطيط وإدارة المحاصيل بشكل دقيق. وستساهم هذه البنية البحثية، الموضوعة في جهود عقلنة استخدام الموارد الطبيعية وترشيد استعمال المبيدات والأسمدة بمعالجة انتقائية للتربة والمحاصيل ضمن مقاربة مستدامة، إذ تعتمد هذه المزرعة الذكية على استخدام تقنيات أنترنيت الأشياء وطائرات بدون طيار لتحديد خصائص التربة ومراقبة تطور النبات وتقدير الغلات ،بالإضافة إلى برامج معلوماتية ذكية تقوم بتحليل البيانات واتخاد القرارات بدون حاجة إلى تدخل بشري. كما اطلع الوزير خلال هذه الزيارة على مجموعة من المدرجات من الجيل الجديد التي تعتمد على التفاعل الرقمي بين الأستاذ والطالب، واستعرض تطبيقات خاصة بالهواتف الذكية تم تطويرها محليا لتدبير الشؤون الطلابية، وقاعات رقمية لتعلم اللغات وتقوية المهارات الناعمة، إلى جانب زيارة مشروع "بوابة المستقبل" ، الذي يهدف إلى تعزيز قابلية تشغيل الخريجين وتحفيز روح المبادرة والإدماج السوسيو-مهني للشباب. وأبرز السيد ميراوي، في تصريح صحافي بالمناسبة، أن الكلية متعددة التخصصات بالعرائش حققت تقدما كبيرا في مجال الرقمنة، إذ تشكل نموذجا يحتذى في هذا المجال، مشيدا بجهود إدارتي الجامعة والكلية وانخراط الباحثين وهيئة التدريس والطلبة في تطوير خدمات رقمية على مستوى الكلية. ونوه الوزير بمشروع "المزرعة الذكية" التي ستساهم في تجميع قدرات البحث العلمي والابتكار وتجميع كفاءات الباحثين بما يتماشى مع المؤهلات الفلاحية لإقليم العرائش، مشيدا بانفتاح الكلية على محيطها الاقتصادي والاجتماعي وسعيها لتلبية متطلبات سوق الشغل من حيث الأطر. من جانبه، اعتبر السيد المومني أن الزيارة مكنت من الالتقاء بمجموعة من الأساتذة الباحثين والطلبة الدكاترة الحاملين لمشاريع بحوث في مجالات الفلاحة والصناعات الغذائية، ومن الاطلاع على جهود رقمنة خدمات الكلية، مبرزا جهود الكلية لتكوين أطر وكفاءات تتلاءم وحاجيات سوق الشغل بإقليم العرائش المعروف بمؤهلاته الفلاحية. بدوره ، اعتبر السيد كركب أن المزرعة مشروع للبحث العلمي يشتغل فيه باحثون من مختلف التخصصات (بيولوجيا، فيزياء، رياضيات ...) لتطوير فلاحة ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي من أجل ترشيد الموارد الطبيعية، خاصة مياه الري، ولتحسين جودة المحاصيل في إطار مقاربة مستدامة. وعقد الوزير لقاءات مع مجموعة من الطلبة والأساتذة استمع فيها للنتائج التي حققتها هذه المشاريع والبرامج والدور المحوري التي تلعبه في تجويد وعصرنة التكوين والبحث العلمي بالكلية المتعددة التخصصات بالعرائش.