تحتضن مراكش الحمراء في سابقة من نوعها أول نسخة لمهرجان الفيلم القصير و ذلك في أواخر شهر شتنبر و بداية أكتوبر حسب ما أفادت به اللجنة المنظمة التي يمثلها العنصر النسوي لأول مرة. في بادرة لم يسبق لها مثيل العاصمة السياحية على موعد سينمائي مميز مع مهرجان مراكش للفيلم القصير "Marrakech short film festival " الذي سيفتتح هذا العام أولى دوراته في "جنان تمسنى" و مواقع أخرى أغلبها تراثية في حي "القصور القديم" بمقومات سينمائية إبداعية بامتياز، و ذلك في الهواء الطلق مدة أسبوع كامل مع التباعد الإجنماعي بحيث لا يتعدى عدد الحاضرين 70 شخصا في اليوم. تأتي هذه الواقعة الثقافية و الفنية بعد التدهور الذي عرفته وضعية السينما بالمغرب نتاج الحالة الوبائية التي أغلقت بيد من حديد كل متنفسات عشاق السينما و المسرح و غيرهما من مجالات الفن التي لا تعترف بالقيود السطحية و الحدود الواقعية، حيث حال إغلاق قاعات السينما و الحظر الصحي دون الإستمتاع بالأجواء الإبداعية التي اعتاد عليها الجميع، و كان وقع ذلك على مراكش مدينة الفنون كبيرا، لذا اُعْتُبِرَ التخفيف من الإجراءات الإحتياطية الضوء الأخضر لإنطلاق فعاليات ثقافية أبرزها هذا المهرجان. و لعل ما يميز هذا الحدث كونه نتاج العنصر النسوي الذي أبان عن حضوره الفعال، حيث سهر على تنظيم المهرجان كل من "رامية بلعادل" و "تايس مارتن"، وهما فنانتان مقيمتان بمراكش راكمتا سنوات من الخبرة في تنسيق المناسبات الثقافية، و ذلك بتنسيق مع فريق محلي ديناميكي و لجنة تحكيم مرموقة تتمثل في كل من "كمال هشقار" الذي يترأسها (صانع أفلام مغربي-فرنسي) ، "دانيال ج سويسا" (مخرجة و منتجة سابقة، مدرسة في مجال السينما و script doctor)، "ماري كورتين" (أول منتجة لإلتقاط الصور للمجلات و العلامات التجارية الفاخرة للأزياء في مراكش)، و "مهدي الصفريوي" (مصور أزياء مغربي مقيم في باريس)، إضافة إلى "طارق منعم" (ممثل من أصول مغربية). و يحتضن المهرجان باقة من الأفلام القصيرة شاملة المحلي و الأجنبي من المخرجين و عددها 42 فيلما كما أكدت الللجنة المنظمة، و ذلك بالموازاة مع برنامج تنافسي يقوم بالأساس على المواهب المغربية. و وفق ما أعربت عنه اللجنة ذاتها فإن المختارات لهذه السنة 2021 ستعرف تنوعا مهما حيث ستحوي في المنافسة المغربية تصنيفات عدة (أفضل فيلم،أفضل مخرج،أفضل ممثل) أما المختارات الدولية فستضع العين على أفلام أجنبية عديدة كما من الملاحظ أن التنافس سيكون شديدا نظرا للوزن الذي تتصف به الأعمال الفنية التي يتبناها المهرجان و العدد المهم لها. و يشار إلى أن مهرجان مراكش للفيلم القصير سيتشرف باستضافة بلد الفراعنة مصر التي ستقدم بدورها مجموعة من الأفلام البارزة، كما أن المهرجان سيطء بقدمه هذه الخطوة بشراكة مع عدة مؤسسات و فعاليات تأتي في مقدمتها "Marrakechi Made" ، "JNANE TAMSNA"،"EL FENN" ،"جمعية القصور مراكشالمدينة" زيادة على "Marrakech Green Wheels"و، "Save Cinema As In Morocco" و،"THE SAWAGI" و آخرون سيعلن عنهم المنسقون حسب ما أقروا به. و في هذا الصدد يعتبر هذا المهرجان خطوة فنية غير مسبوقة حيث يبرز العنصر النسوي الذي و لأول مرة يحمل الشعلة و يبادر بخلق مثل هذه المبادرات التي ستحيي الفن من جديد و تمحو بعزيمة وإصرار الفجوة التي خلقت بين مراكش و عالم الأفلام القصيرة، كما سترصد الأعمال الإبداعية محلية كانت أو أجنبية.