في تحليلها لمضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب اشارت صحيفة "إلباييس" الإسبانية المقربة من دوائر القرار السياسي والعسكري بمدريد أن خطاب الملك محمد السادس أمس الجمعة 20 غشت الجاري وضع حدا للأزمة الدبلوماسية مع إسبانيا بشكل غير متوقع تماما وذلك بعد الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، والتي كانت الأكبر في السنوات الأخيرة، وأعقبت علاج إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو في الأراضي الإسبانية ودخوله بهوية مزورة ودخول ما يقرب من 10 آلاف مغربي في يومين إلى سبتةالمحتلة. ولفتت إلباييس في مقالها إلى أنه بمناسبة الخطاب الذي يلقيه سنويا للاحتفال بثورة الملك والشعب ، أكد العاهل المغربي أنه يريد تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في علاقاته مع إسبانيا، تقوم "على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات". وأضافت الصحفية أن الملك أقر في خطابه بأن العلاقات مع اسبانيا "مرت في الفترة الأخيرة بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي، الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها"، مشيرا أنه أنه تابع شخصيا وبشكل مباشر سير الحوار وتطور المفاوضات للخروج من الأزمة التي مر بها البلدان. وشددت "إلباييس" على أنه خلال الأسابيع الماضية، تم ملاحظة إشارات مختلفة وقوية دلت على قرب حدوث انفراج في العلاقات بين المغرب وإسبانيا ، لكن القليل من المراقبين توقع مثل هذا الالتزام الواضح والمباشر من الملك محمد السادس لتجديد الثقة مع إسبانيا. وقال نفس المصدر الإعلامي أن الانعطاف المفاجئ في موقف الرباط اتجاه مدريد، قد يكون مرده كذلك التوتر المتزايد في علاقاتها مع الجزائر، بعد الاتهامات غير المسبوقة التي وجهها المجلس الأعلى للأمن في الجزائر للمغرب، كونه يقوم بأعمال عدائية، واتهامه بالوقوف وراء موجة الحرائق التي ضربت البلاد، ودعم حركتي "الماك" و"رشاد" اللتين تصنفهما الجزائر كتنظيمات إراهابية، مستخلصة "أنه ربما اعتبرت الرباط في هذا الوقت أنها لا تستطيع تحمل خوض نزاعين مفتوحين مع جارتيها الرئيسيتين".