بعد توتر على أعلى المستويات، غادر إذن زعيمُ جبهة البوليساريو الإنفصالية إبراهيم غالي، الأراضي الإسبانية في جنح الظلام كما دخلها أول مرة. مغادرة غالي جاءت بعدما رفضت المحكمة العليا في مدريد، توقيفه بسبب انتهاكه لحقوق الإنسان، وبعد نفيه لجميع الاتهامات الموجهة إليه أمس الثلاثاء خلال جلسة الإستماع إليه. وشكلت هذه الجلسة محط اهتمام كبير في مدريدوالرباط، على حد سواء، بعد توتر وتصعيد كبيرين في الشهر الأخير. وحذرت الرباط الحكومة الإسبانية بالفعل من أن السماح لغالي "بالعودة إلى دياره وتجاوز العدالة الإسبانية وتجاهل الضحايا" من شأنه أن يزيد العلاقات سوءا، مشددة على أن القضية أكبر من محاكمة غالي، وأن "الأصول الحقيقة للأزمة تعود إلى الدوافع والمواقف العدائية لإسبانيا في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، وهي قضية مقدسة عند المغاربة قاطبة". الآن وقد غادر غالي إسبانيا، يتساءل الكثيرون عن ما قد تحمله الساعات القادمة من تطورات وعن طبيعة الرد المغربي؟ في هذا السياق، اعتبر الدكتور نور الدين بلحداد، أستاذٌ في معهدِ الدراساتِ الإفريقية بالرباط والمتخصص في شؤونِ الصحراء المغربية، في تصريح لموقع قناة "كاب 24 تيفي"، أن إسبانيا "افتضح أمرها بين الدول والأمم، لأنها وبسبب الأزمة الأخيرة ظهرت كحَامية للخارجينَ عن القانون والمجرمين المطلوبين للعدالة الدولية". وأضاف المتخصص في شؤونِ الصحراء المغربية لموقعنا، "لقد انكشفت فصول المسرحية، ولم تعد تجلب الأنظار، لأنها عَرت الإسبان أمام دول العالم وجعلتهم أقزاما، بعيدين عن انتمائهم للدول المتحضرة، التي تحترم التزاماتها وتناصر حقوق الإنسان، التي نعتقد أن إسبانيا جعلت منها مطية للاسترزاق والحصول على المال القذر ولو على حساب كرامة مواطنيها أو المبادئ الإنسانية بصفة عامة ". من جانبه يرى نوفل بوعمري الخبير في ملف الصحراء، في تصريح لموقع قناة "كاب24تيفي،"أن أي بيان للخارجية المغربية يجب أن يكون منسجما مع البيانات التي أصدرها من قبل، ومع تصريحات سفيرة المغرب بإسبانيا التي حذرت مدريد من السماح لإبراهيم غالي بمغادرة إسبانيا". وشدد بوعمري أيضاً، في تغريدة على فيسبوك على أن الرد المغربي، "لا يمكن له أن يكون إلا بتعليق العلاقة الدبلوماسية مع إسبانيا ووقف كل أشكال التعاون معها: ليس فقط الأمني والاستخباراتي، إلى حين سقوط الحكومة الحالية وصعود الحزب الشعبي الإسباني: لأنه الأكثر ثقة وقدرة على الدخول في تفاوض شامل مع المغرب يراع مصالح البلدين". واعتبر الخبير في ملف الصحراء أن، "بيدرو سانشيز ثبت أنه غير مؤهل لقيادة إسبانيا و من مصلحة الجميع أن يرحل".