منذُ الثالثِ من الشهرِ الحالي، يقومُ مساعدُ كاتبِ الدولة الأمريكي المكلفِ بشؤونِ الشرقِ الأوسط وشمالِ إفريقيا، ديفيد شينكر، بزيارةِ ثلاثِ دولٍ عربية: الأردن ثم الجزائر واليوم يتواجدُ بالمغرب. وزيارةُ شينكر -حسب المُعلن- تهدفُ إلى مناقشةِ التعاونِ الاقتصادي والأمني مع قادةِ الحكومات، وتستمرُ إلى غايةِ 12 من الشهرِ نفسِه. لكنَّ الافتَ، في جولةِ المسؤولِ الأمريكي هذهِ المرة، يكمنُ في تصريحاتهِ الأخيرة حول الصحراء المغربية، والتي أَدلى بها في مؤتمرٍ صِحافي من الجزائر العاصمة، حيثُ أكد على أن "المفاوضاتِ حولَ قضيةِ الصحراء يتعينُ أن تتمَ في إطارِ مخططِ الحكمِ الذاتي الذي اقترحهُ المغرب". بل وزاد قائلاً ومؤكداً بأن اعتراف الإدارة الأمريكية بسيادةِ المغرب على أقاليمهِ الجنوبية هي "مقاربةٌ شجاعةٌ" ترمي إلى إيجادِ تسويةٍ للخلافِ حول الصحراء. فما دلالاتُ تَصريحاتِ شينكر هذه التي أطلقها من قلبِ الجزائر؟ وما تأثير وأبعاد زيارتهِ لكلٍ من الجزائر والمغرب على ملفِ الصحراء المغربية؟ في هذا الإطار، يرى الدكتور نور الدين بلحداد، أستاذٌ في معهدِ الدراساتِ الإفريقية بالرباط والمتخصص في شؤونِ الصحراء المغربية، في تصريح لموقع قناة "كاب 24 تيفي"، يرى أنَّ زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤونِ الشرقِ الأوسط وشمالِ إفريقيا، ديفيد شينكر، إلى الجزائر ثم إلى المغرب، تأتي في إطارِ البحثِ عن حلولٍ لتصفيةِ النزاعِ المفتعلِ حول الصحراء المغربية، "خاصةً في ظلِ التعنثِ الجزائري الذي أبانَ عن حقدٍ دفينٍ للحقيقةِ التي أقر بها العالم أجمع، من خلال التأكيدِ والاعترافِ بفعاليةِ مقترحِ الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لانهاءِ هذا النزاع". وأضافَ المتخصصُ في شؤونِ الصحراءِ المغربية، بأنَّ أهدافَ وسياقَ زيارة "شينكر" للمنطقةِ المغاربية، التعبير بصراحةٍ عن الوقفِ الأمريكي الأخير، الذي اتخذته الولاياتالمتحدة بالاعترافِ بالسيادةِ الكاملة للمغرب على أقاليمه الجنوبية. من جهةٍ أخرى، أوضح بلحداد لموقعنا، بأنَّ جوهرَ زيارة المسؤول الأمريكي ، تكمنُ في إقناعِ الحكامِ الجزائرين بأنه لاَ فائدة ولا جدوى من إطالةِ هذا النزاع. أما بالنسبةِ لتأثيراتِ ودلالاتِ جولة "شينكر" على ملفِ الصحراءِ المغربية، يقولُ محدثنا: "نحنُ لا نعتقد أنَّ موقفَ الجزائر سيكونُ لهُ انعكاس سلبي على توجهِ الخارجيةِ الأمريكية عامةً أو على القرارِ الأمريكي الأخير خاصةً، لأن قرار ترمب قرار سيادي وليس مرتبط بأشخاصٍ بل هو قرارٌ ساري المفعول في دواليبِ حكمِ الإدارةِ الأمريكية". وتابعَ الخبيرُ في شؤونِ الصحراءِ المغربية قائلاً: "هذهِ الزيارة هي فرصة لتثبيتِ المواقفِ والبحثِ عن خرجٍ مشرفٍ للجزائر من واقعِ الهزيمةِ التي تعيشها.. رغم مضايقتها وعرقلتها لجهودِ التنمية بالمنطقة إلا أنَّ القطارَ المغربي ماض وسائر من نَجاحٍ إلى نجاحات". وأشارَ بلحداد في ختامِ تصريحهِ لموقع "قناة كاب 24 تيفي" قائلاً: " بعدَ زيارته للجزائر سيتوجُه "شينكر" إلى الرباط اليوم رفقةَ وفدٍ رفيعِ المستوى لتفعيلِ قرارِ الولاياتالمتحدةالأمريكية بتدشينِ قنصليةٍ عامةٍ في جوهرِ الصحراءِ المغربية: مدينة الداخلة". واعتبرَ مُحدثنا بأنَّ هذه الخطوة، "هي بالضبط ما يقلقُ راحةَ القادة الجزائرين، لأن هذا التمثيل الدبلوماسي سيكونُ له أهداف تجارية اقتصادية محضة، سوفَ تعود بالنفعِ على الجميعِ بينما ستنعكس سلباً على الجزائر".