يبدو أن المغرب بدأ بالفعل دراسة خيار قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسبانيا، خلال الساعات القليلة المقبلة، حيث سبق للمملكة أن حذرت مدريد بالفعل في تصريح مكتوب لوزير الخارجية ناصر بوريطة، يوم الاثنين الماضي، من أن الأزمة لم تقتصر على وجود أو رحيل زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي من إسبانيا، وإنما هي "مشكلة أصلها روابط ثقة مقطوعة بين مدريدوالرباط والأفكار والدوافع المعادية التي تتبناها إسبانيا تجاه قضية الصحراء المغربية". ورجحت صحف إسبانية أن هذا التوتر غير المسبوق بين المغرب واسبانيا مرشح للتصعيد لحد القطيعة الدبلوماسية بين البلدين وطرد السفير، لكن دون وقف التعاون الاقتصادي الذي يشكل عصب الشراكة المغربية الاسبانية.
وحسب نفس المصادر، فقد عقد إجتماع من أعلى مستوى في المغرب للرد على القرار الإسباني بالسماح لزعيم جبهة البوليساريو بمغادرة التراب الاسباني على متن طائرة فرنسية خاصة في اتجاه العاصمة الجزائر.
ومن المرتقب أن تكشف الساعات القليلة القادمة، عن قرار حاسم يصدرها المغرب بشأن عملية مغادرة غالي التراب الاسباني دون اتخاذ أي قرار في حقه، رغم الشكايات الموضوعة ضده المتعلقة بالقتل والتعذيب والإحتجاز، وقد يرتبط هذا القرار بطرد السفير الاسباني من الرباط.
إلى ذلك كشفت صحف اسبانية، أن المغرب سيقوم بردة فعل قوية كنوع من الرد على التعاون الاسباني الجزائري لمغادرة غالي التراب الاسباني في اتجاه العاصمة الجزائر، وذلك بمطالبة السفير الاسباني بمغادرة الرباط فورا.
وعلى الرغم من إخبار اسبانيا للمغرب بعملية مغادرة غالي لترابها، إلا أن عدم محاكمته أمام القضاء الاسباني وإدخاله للمستشفى للعلاج بهوية مزورة تحت اسم "بن بطوش" وعدم تقديم التفسيرات التي طلبتها المملكة، لن يسهم سوى في وضع الملح على الجرح وتفكك الثقة بين البلدين مما سيؤثر على المصالح الاستراتيجية بين البلدين.
وغادر زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي غادر اسبانيا بعد ساعات من بدء محاكمته.
واستمعت محكمة إسبانية الثلاثاء، في أولى جلسات محاكمة غالي، إلى أقواله بشأن عدة جرائم منسوبة إليه والتي تُطارده لدى القضاء.
وغادر زعيم الجبهة، مستشفى سان بيدرو دي لوغرونيو ، وتوجه إلى مطار بامبلونا (نافارا) للعودة إلى الجزائر العاصمة.
ونقلت صحيفة إسبانية، أن زعيم البوليساريو، سيكمل تعافيه من كوفيد -19 في الجزائر ، بمجرد تجاوزه المرحلة الأكثر خطورة من المرض ، بعد أن أمضى 54 يومًا في إسبانيا.