بعد ثلاثِ سنواتٍ من الهِجران والقطيعة، تبدو الأزمةُ الخليجيةُ اليوم، والتي تستمرُ منذُ سنة 2017، في طريقِها إلى الحلحلةِ والانفراج. مؤشراتٌ قويةٌ تدلُ على توصلِ الدولِ الخليجيةِ المعنية، لاتفاقٍ "يرضي" جميعَ الأطراف. بدأت ملامحُ هذه الإنفراجة، ببيانٍ صدرَ أمس عن دولةِ الكويت، كشفت من خلالهِ عن مباحثاتٍ "مثمرة" جرت خلالَ الفترةِ الماضية، لحلِ الأزمةِ الخليجيةِ بينَ قطر من ناحية، والسُعودية والإمارات والبحرين ومصر من ناحيةٍ أخرى. وزيرُ خارجيةِ الكويت، الشيخ أحمد ناصر الصباح، أعلنَ في كلمةٍ بثها تلفزيون الكويت، أنَّ هذه المباحثات "أكدَ فيها جميعُ الأطرافِ حرصهم على التضامنِ والاستقرارِ الخليجيِ والعربي، وعلى الوصولِ إلى اتفاقٍ نهائيٍ يحققُ ما تصبو إليهِ، من تضامنٍ دائمٍ بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبِهم". فهل المُصالحة الخَليجية مُمكنة اليوم؟ ولماذا تُجرى في هذا التوقيتِ تحديدا؟ يرى الإعلاميُ والمحللُ السياسيُ المصري، رزق مدني في تصريحٍ لموقعِ قناةِ كاب 24 أن :"الأزمةَ الخليجية ليست في الأصلِ وليدة 15 يونيو 2017، بل كانَ لها رواسب كثيرة تغلغلت بين الدولِ الخليجية، خاصةً قطر والسُعودية والإمارات. ولعلَ أبرزَ هذهِ الأسباب ترجعُ للاتهامات التي وُجهت لقطر بكونها كانت وراءَ اغتيال ِالملك عبد الله بنعبد العزيز". وتعليقاً منهُ على اقترابِ تحقيقِ المُصالحة الخليجية، اعتبر المحللُ السياسيُ أن : "تلطيفَ الأجواء الخليجية في هذا التوقيتِ تحديدا، يعودُبكل بساطةٍ إلى اقترابِ مغاردةِ الرئيسِ الأمريكي دونالد ترمب، البيتَ البيض". وأضافَ رزق مدني في تصريحهِ لموقعنا، أن ترمب يريدُ في الواقعِ، أن يضعَ بصمةً أخيرةً في خزانةِ سياستهِ الخارجية، خاصةً وأنه أعلنَ عن عودتِهِ في انتخابات 2024. كما أنهُ لا يريدُ لإدارةِ "بايدن" أن تكون لهَا يد أو نُقطة بيضاء في المصالحةِ الخليجية. "ترمب يريدُ إذن أن يضعَ في حصالته الانتخابية من الآن، داعمين كُثر لهُ مستقبلاً". وأضافَ رزق مدني : "نحنُ على بعضِ خُطواتٍ من المصالحة. نحنُ أمام خبرٍ سعيدٍ ومعه يمكننا أن نقول، بأن الأزمةَ الخليجية قد تصبحُ من الماضِي قريباً، ولا يهم الآن، هل نفذت دولة قطر مطالب دول الحصار أم لا ؟. ترحيب خليجي وما أن أعلنت الكُويت عن "انفراجةٍ" في الأزمةِ الخليجية، حتى سارعت الدولُ الخليجيةُ المعنية، بالترحيبِ بقُربِ التوصلِ لاتفاقٍ، بوساطةٍ أمريكيةٍ-كويتية. قطر"خطوة مهمة" وزيرُ الخارجيةِ القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وصف بيان الكويت، بأنه "خطوةٌ مهمةٌ نحو حلِ الأزمةِ الخليجية". الكويت "إنجاز تاريخي" بِدورهِ أعربَ أميرُ الكويت الشيخ نواف الجابر الأحمد الصباح، عن سعادتِهِ وارتياحهِ للاتفاقِ حولَ حلِ الأزمة، مُهنئاً قادةَ دولِ الخليج على "تحقيقِ تلكَ الخطوة التاريخية". السعودية "حلٌ مُرضٍ قريبًا" من جهتِها، أعربت السُعودية عن تفاؤلِها وأملِها في التوصلِ إلى حلٍ نهائيٍ مُرضي لجميعِ أطرافِ الأزمة الخليجية، قريبًا جدًا، بما يصبُ في مصلحةِ كافةِ دول المنطقة. عمان "نُثمّن ونشكر" رحبت سلطنةُ عمان بالبيانِ الكويتي، مثمنة جهودَ الأميرِ الراحل للكويت والأمير الحالي، وجهود الرئيسِ الأمريكي المُنتهية ولايته دونالد ترمب، لحلِ الخلافِ الخليجي. الأردن"مصلحةٌ خليجيةٌ وعربية" البيانُ الكويتيُ لقي أيضاً رحيباً من الأردن. بحسبِ وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي فإن هذا الاتفاق :" يحققُ التضامنَ الدائم ويعززُ الاستقرار في منطقةِ الخليج العربي، ويخدمُ طموحات شعوبها بالنمو والازدهار ويسهمُ في تعزيزِ الأمنِ العربي الشامل لمواجهةِ التحديات المشتركة".