أعاد اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زادة يوم الجمعة قرب العاصمة طهران، للأذهان موضوع اغتيال مجموعة من العلماء النوويين الإيرانيين خلال السنوات الأخيرة. فيما يلي سلسلة الاغتيالات التي تعرض لها علماء نوويون إيرانيون منذ العام 2010: محسن فخري زادة..رجل الظل": أحيطت شخصية العالم محسن فخري زادة الذي اغتيل الجمعة، بسرية تامة، وذلك رغم دوره المؤثر في برنامج إيران النووي، إذ كان ظهوره الإعلامي معدوما، ونادرا ما اعترفت به وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية بكونه مجرد "أستاذ جامعي". ورغم الجهود التي بذلتها الحكومة الإيرانية لإبقاء اسم زادة مجهولا، إلا أن أجهزة استخبارات بعض الدول كشفته، وصنّفته باعتباره أحد أعمدة هرم برنامج إيران النووي السري. إغتياله: وتعرض عالم الذرة محسن فخري زاده للاغتيال، الجمعة قرب العاصمة الإيرانيةطهران، بعد استهداف سيارته من قبل مهاجمين واشتباكهم مع مرافقيه. بحيث أصيب بجروح خطيرة نقل على اثرها إلى المستشفى حيث توفي هناك رغم محاولات الفريق الطبي لانقاذه . مسعود علي محمدي… الأستاذ الثوري الملتزم: أستاذ وعالم نووي إيراني متخصص في الفيزياء النظرية، اغتيل في انفجار غامض بطهران صباح 12 يناير 2010، واتهمت إيران المخابرات الأميركية والإسرائيلية بالوقوف وراء مقتله، وصف ب"الأستاذ الثوري الملتزم" وهي المفارقة التي وضعته بين مقرب من النظام ومتعاطف مع المعارضة. عمل أستاذا في جامعة الإمام الحسين في طهران التي تعتبرها المعارضة الإيرانية في الخارج "مطبخ" البرنامج النووي الإيراني الذي تنفي طهران وجوده، وكان يدرس الفيزياء النظرية. كان مسعود علي محمدي عضوا في مجلس المركز الدولي للسنكروترون الخفيفة لتطبيقات العلوم التجريبية في الشرق الأوسط، وذكرت تقارير إعلامية أن محمدي كان مرتبطا ببرنامج إيران النووي، لكن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية نفت ذلك ورفضته في بيان رسمي. إغتياله: اغتيل مسعود علي محمدي صباح 12 يناير 2010 في انفجار غامض إثر خروجه من منزله في منطقة قيطرية بضواحي العاصمة طهران, ووجهت السلطات الإيرانية الاتهام إلى المخابرات الأميركية والإسرائيلية بالوقوف وراء عملية اغتياله. نفذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام شنقا في مايو 2012 بحق مجيد جمالي فشي منفذ عملية اغتيال محمدي بعد أن أدانته المحكمة بتهمة "محاربة الله ونشر الفساد في الأرض". مجيد شهرياري.. الشهيد: ولد مجيد شهرياري الفيزيائي وعالم الذرة الشهير الذي يعتبره البعض كبير علماء إيران في هذا التخصص في زنجان عام 1966 ظل في بلدته حتى أنهى المرحلة الثانوية، ثم سافر إلى طهران للإلتحاق بالجامعة، تخرج في جامعة امير كبير للصناعة قسم الهندسة الإلكترونية عام 1984 ، ثم حصل على ماجيستير الهندسة النووية عام 1989 من جامعة شريف الصناعية. كما حصل على الدكتوراه عام 1998 في تخصص العلوم والتكنولوجيا النووية من جامعة امير كبير. عمل كأستاذ للفيزياء بجامعة الشهيد بهشتي. تزوج من الدكتورة بهجت قاسمي الأستاذة وعضو الهيئة العلمية بجامعة الشهيد بهشتي، وله طفلان . اغتياله: تم اغتياله عام 2010 ، اثناء خروجه من منزله في الساعة السابعة صباحًا برفقة زوجته الدكتورة بهجت قاسمي ليتجها إلى الجامعة، جلس جوار السائق، وجلست هي بالخلف، بعد بضعة مئات من الأمتار في شارع الجيش بطهران اقتربت دراجة بخارية من السيارة لتفعيل قنبلة لاصقة. في هذه اللحظة صرخ السائق الذي كان من القوات الخاصة أن يقفزوا خارج السيارة، وتبعته الزوجة، لكن الدكتور مجيد لم يستطع الخروج من السيارة لاحكامه حزام الآمان، وتوفى على الفور. ودُفن في ضريح إمام زاده صالح بن موسى الكاظم بطهران. عقب اغتياله اتهمت وسائل الإعلام والحكومة الإيرانية المخابرات الأمريكية والإسرائيلية بتنفيذ الحادث. وقد أطلق الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد اسم " الشهيد مجيد شهرياري "على هيئة الطاقة الذرية بطهران، تقديرًا لإسهاماته في المجال النووي، وتخليدًا لذكراه. داريوش رضائي …العالم الذي اغتيل في الخامسة والثلاثين من عمره: داريوش رضائي نجاد ولد عام 1976 في ابدانان وتوفي في 23 يوليو 2011 بطهران، هو عالم نووي ايراني مشهور، وكان رضائي، الذي بلغ الخامسة والثلاثين من عمره عندما تعرض للاغتيال، يعمل محاضرا في الجامعة وحاصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء . إغتياله: لقي أستاذ الفيزياء الإيراني داريوش رضائي مصرعه رميا بالرصاص في عملية اغتيال نفذها مهاجمون مسلحون في شرقي العاصمة الإيرانية في 23 يوليو 2011. وقال نائب وزير الداخلية الإيراني آنذاك إنه لم يكن على صلة بالبرنامج النووي الإيراني، بعد أن أشارت تقارير أولية في بعض وسائل الإعلام إلى مثل تلك الصلة. مصطفى أحمدي روشن…العالم الذي دفع ثمن منصبه : ولد أحمدي روشن سنة 1970 في مدينة همدان وتخرج سنة 2002 من جامعة شريف الصناعية في فرع الكيمياء. كان يحضر لدراسة الدكتوراء في مجال الهندسة الكهربائية. وأشرف على أحد أقسام منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم في محافظة إصفهان. نقلاً عن وكالة أنباء فارس، ذكرت صحيفة الجارديان أن أحمدي روشن كان خبير كيمياء ومتخصصاً في صنع الأغشية البوليميرية للانتشار الغازي وهي جزء من العملية اللازمة لتخصيب اليورانيوم. كان أحمدي معاون الشؤون التجارية في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم. هناك العديد من المقالات كتبها ونشرت في مجلات عالمية. هو متزوج وله ولد باسم علي. إغتياله: لقي المهندس الكيميائي أحمدي روشن (32 عاما) مصرعه في انفجار قنبلة لاصقة في سيارته وضعها راكب دراجة نارية في طهران في يناير 2012. وتوفي راكب آخر متأثرا بإصابته في الواقعة في المستشفى كما أصيب أحد المارة. وقالت إيران إن القتيل كان عالما نوويا أشرف على قسم في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم. وألقت إيران بمسؤولية الهجوم على إسرائيل والولاياتالمتحدة. فريدون عباسي دواني…رئيس قسم الفزياء : وشغل دواني منصب نائب رئيس ومدير منظمة الطاقة الذرية في فبراير 2011 وفقا لما ذكرته وقتها وكالة فارس للأنباء، لكن وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء ذكرت أنه أقيل من منصبه في أغسطس 2013. وفرضت الأممالمتحدة عقوبات على عباسي دواني، الذي كان رئيسا لقسم الفيزياء في جامعة الإمام الحسين، بسبب ما قال عنه مسؤولون غربيون إنها مشاركته فيما يشتبه في أنها أبحاث لتطوير أسلحة نووية. إغتياله: أصيب العالم هو وزوجته في انفجار سيارة ملغومة في اليوم نفسه الذي قتل فيه مجيد شهرياري. وقال وزير المخابرات الإيراني آنذاك حيدر مصلحي "هذا العمل الإرهابي نفذته أجهزة مخابرات مثل المخابرات المركزية الأميركية -"سي آي إيه" (CIA)- والموساد و"إم آي6′′ (MI6)"، وهو اسم المخابرات البريطانية. وقال حيدر مصلحي وزير المخابرات في ذلك الوقت "هذا العمل الإرهابي نفذته أجهزة مخابرات مثل المخابرات المركزية الأمريكية 'سي.آي.إيه‘ والموساد الإسرائيلي وجهاز إم.آي6 البريطاني، مشيرا إلى أنه تم اعتقال أفراد مجموعة أرادت تنفيذ عمل إرهابي لكنها أخفقت. اعترفوا أنهم تلقوا تدريبا من أجهزة المخابرات تلك". وشغل عباسي-دواني منصب نائب رئيس ومدير منظمة الطاقة الذرية في فبراير 2011، وفقا لما ذكرته وقتها وكالة فارس للأنباء، لكن وكالة "إرنا" ذكرت أنه أقيل من منصبه في أغسطس 2013. اسرائيل والولاياتالمتحدة …وعلاقاتهما بالاغتيالات؟ ومع أن إيران لم تعرض أدلة ملموسة على ضلوع إسرائيل أو الولاياتالمتحدة في اغتيال علماء الذرة الإيرانيين، إلا إن "أصابع الاتهام" جاهزة لتوجيهها إلى هاتين الدولتين، وعناصرهما الاستخبارية، من قبل السلطات الإيرانية. ويتهم الغرب إيران بأن لديها برنامج نووي سري قد يفضي إلى تطوير سلاح ذري، وهو الأمر الذي تنفيه إيران وتصر على أن برنامجها النووي مدني وسلمي يهدف إلى توليد الطاقة.