معَ كل رئيسٍ أمريكي جديد، تدخلُ القضيةُ الفلسطنية مرحلةً جديدة وكأنها تبدأُ من الصفر. وفي انتظار معرفة الرئيس الأمريكي الجديد، دائماً ما يضعُ الفلسطينيُ يده على قلبه، خوفاً من تأتي سياسات الرئيس الجديد، مخيبة للآمال أو منحازة للاحتلال الاسرائلي. لكن ماذا بعد خسارة الجمهوري دونالد ترمب وفوز الديمقراطي جو بايدن؟ تُجمع الأغلبية الساحقة اليوم (أو على الأقل في العالم العربي)، على أن القضية الفلسطينية عاشت بلاشك أصعب مراحلها خلال فترة إدارة دونالد ترمب. فمن جهة، تميزت هذه الفترة باعطاء الضوء الأخضر لقرارتٍ "تاريخية" كانت لصالح الإسرائليين، لكنها من جهةٍ أخرى، كانت صادمة ومؤلمة للفلسطينين. جملة من قررات لاشك أن الفلسطنيين سيتذكرونها هذه الأيام، وهم يرون ترمب يغادر البيت الأبيض بعد خسارته للانتخابات. والذكرى هنا، ليست من باب الحنين أو شيء آخر من هذا القبيل، بل من باب الأثر البالغ والضرر الكبير الذي ألحقته بهم وبقضيتهم. بل أدخلتهم سُنون عجاف أكثر من أي إدارة أمريكية أخرى. وتنقسم هذه القرارات، وهي كثيرة، إلى نوعين: الأول يهدف إلى فرض وقائع على الأرض لصالح إسرائيل، كالاعتراف بالقدس عاصمة لها، ونقل السفارة للمدينة، والعمل على تصفية وكالة "أونروا" الأممية. أما الثاني، فهي قرارات عقابية لرفضهم خطة التسوية المرتقبة، المعروفة باسم "صفقة القرن". فما هيَ تركةُ ترمب "الثقيلة" على القضيةِ الفلسطينية؟ في 14 نقطة ، ترصد وكالة الأناضول أبرز القرارات التي اتخذتها إدارة ترمب ضد القضية الفلسطينية، والتي كانت في المقابل لصالح إسرائيل: 1- الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل ففي 6 ديسمبر2017، أعلن ترامب اعتراف إدارته بالقدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إلى القدس. 2- نقل السفارة الأمركية إلى القدس في 14 مايو 2018، نقلت الإدارة الأميركية سفارتها من تل أبيب إلى القدسالمحتلة. وقال ترامب آنذاك إن نقل السفارة "يزيح ملف القدس من أي مفاوضات (فلسطينية إسرائيلية)". 3- قطع كامل المساعدات عن الحكومة الفلسطينية في 2 غشت 2018، قررت الإدارة الأميركية، قطع كافة مساعداتها المقدمة للفلسطينيين، بما يشمل المساعدات المباشرة للخزينة وغير المباشرة. 4- قطع المساعدات الأميركية عن أونروا في 3 غشت 2018، قطعت واشنطن كامل مساعداتها عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" (UNRWA)، بقيمة 365 مليون دولار، بعد أن جمّدت نحو 300 مليون منها في يناير من ذلك العام، وهو ما تسبب بأزمة مالية كبيرة للوكالة. 5- وقف دعم مستشفيات القدس في 7 شتنبر 2018، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية حجبها 25 مليون دولار، كان من المقرر أن تقدمها مساعدة للمستشفيات الفلسطينية في القدس، وعددها 6 مستشفيات؛ والتي تقدم خدماتها الطبية للفلسطينيين من سكان الضفة (بما فيها القدس الشرقية)، وغزة. 6- إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن في 11 أكتوبر الأول لعام 2018، أغلقت الإدارة الأميركية، مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن، بعد إبلاغ رسمي تقدمت به الأخيرة للقيادة الفلسطينية، في 10 سبتمبر في العام ذاته. وبعد أيام من ذلك الإبلاغ، طردت الإدارة الأميركية، في 16 سبتمبر، السفير الفلسطيني لديها حسام زملط وعائلته من بلادها. وسبق ذلك، في 10 سبتمبر لعام 2018، إغلاق الحسابات المصرفية لمنظمة التحرير الفلسطينية. 7- دمج القنصلية الأميركية مع السفارة بالقدس في 18 أكتوبر 2018، قررت إدارة ترامب دمج قنصليتها العامة في القدسالمحتلة، والتي تعتبر قناة للتواصل مع الفلسطينيين، مع سفارتها بالمدينة (قناة التواصل مع الإسرائيليين). 8- الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية وفي إطار دعم ترامب لإسرائيل، اعترف في 25 مارس 2019 بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ 1967. 9- شرعنة الاستيطان في 19 نوفمبر 2019 وفي خطوة مخالفة لقرارات الشرعية الدولية، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ، أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة "مخالفة للقانون الدولي. 10- إعلان صفقة القرن في يناير2020، أعلن ترامب خطة السلام للشرق الأوسط المعروفة "بصفقة القرن"، التي قال الفلسطينيون إنها تسعى لتصفية قضيتهم، ورفضوها بشكل قاطع. 11- تأييد خطة الضم الإسرائيلية دون إصدار قرار في الأول من يوليو لعام 2020، أيدت إدارة ترامب ضم إسرائيل أجزاء واسعة من الضفة الغربيةالمحتلة لسيادتها، حيث كان من المقرر أن تشرع تل أبيب بتنفيذ هذه العملية ، لكنها أجلته لأسباب غير معلنة. 12- استبدال القدس بإسرائيل "كمكان لولادة مواطنيها". في 30 أكتوبرالأول الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها ستسمح للمواطنين الأميركيين المولودين في القدس، باختيار إدراج إسرائيل أو القدس كمكان للولادة. وتنفيذا لهذا القرار، أصدرت سفارة الولاياتالمتحدة بإسرائيل، في 31 من الشهر ذاته، أول جواز سفر أميركي، استبدل مكان الميلاد بإسرائيل، عوضا عن القدس. 13- نيّة "غير صريحة" لتغيير القيادة الفلسطينية في 19 سبتمبر، نقلت صحيفة إسرائيل اليوم، المقربة من نتنياهو عن السفير الأميركي فريدمان قوله، إن واشنطن تفكر في استبدال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان. 14- قيادة التطبيع العربي مع إسرائيل قادت إدارة ترامب بدءا من منتصف سبتمبرالماضي، عمليات التطبيع الرسمية بين دول عربية وإسرائيل، التي يرى الفلسطينيون أنها تسعى لتدمير الحاضنة العربية والإسلامية لهم، خاصة أنها تتم قبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وحتى نهاية الشهر الماضي، وصل عدد الدول المطبعة مع إسرائيل، برعاية أميركية إلى 3: الإمارات والبحرين (في 15 سبتمبر)، والسودان (23 أكتوبر).