سبقت سلسلة من التحركات السياسة الكبيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص قضايا حساسة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ورشة عمل برعاية واشنطن تبدأ أعمالها في البحرين يوم الثلاثاء بهدف عرض المنافع الاقتصادية التي يمكن أن يجلبها اتفاق سلام. وفي ظل غضبهم مما يصفونه بأنه انحياز أمريكي لإسرائيل والتركيز على الجوانب الاقتصادية وليس سعيهم لإقامة دولة مستقلة، قال مسؤولون فلسطينيون إنهم سيقاطعون ورشة "السلام من أجل الازدهار" الاقتصادية. وفيما يلى بعض التحركات التي اتخذها ترامب والتي غيرت تماما ملامح السياسة الأمريكية القائمة منذ فترة طويلة والتوافق الدولي بشأن الشرق الأوسط. فبراير فبراير 2017: ترامب يرفض عرض رؤية واضحة لما يقترحه من حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض يوم 15 فبراير شباط، قال ترامب "أنظر إلى (حل) الدولتين والدولة الواحدة. وأنا معجب بالحل الذي يعجب الطرفين... أستطيع التعايش مع أيهما". ومنذ ذلك الحين امتنع فريقه للشرق الأوسط مرارا عن تأييد "حل الدولتين" وهو المعادلة الدولية القائمة منذ فترة طويلة والتي تستند إلى وجود دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية وقطاع غزة وتعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل. 6 دجنبر 2017: ترامب يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ليغير بذلك السياسة والممارسات الأمريكية المستمرة منذ عقود. وأثار هذا القرار غضب الفلسطينيين، الذي يطالبون بالشطر الشرقي من المدينة، الذي احتلته إسرائيل في حرب عام 1967، عاصمة لدولتهم في المستقبل. كما أثار استياء العالم العربي وحلفاء الولاياتالمتحدة في الغرب على حد سواء. ترامب يعلن أيضا أن السفارة الأمريكية في إسرائيل ستنتقل من تل أبيب إلى القدس، المدينة المقدسة بالنسبة لليهود والمسلمين والمسيحيين والتي يعد وضعها من أكثر القضايا الشائكة في الصراع بالشرق الأوسط. الفلسطينيون يقطعون الاتصالات مع البيت الأبيض، قائلين إنه لم يعد من الممكن اعتبار الولاياتالمتحدة وسيطا نزيها. يناير 2018: إدارة ترامب تبدأ سلسلة من خفض تمويل وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة بحجب 65 مليون دولار عن الوكالة التي تقدم خدمات لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزةوالضفة الغربيةوالقدس الشرقية المحتلتين. وبعد سبعة أشهر قطعت واشنطن كل التمويل للوكالة، وقيمته 300 مليون دولار سنويا، كما قلصت مساعدات قيمتها مئات الملايين من الدولارات تقدم للفلسطينيين عبر وكالات إنسانية وتنموية أخرى ومستشفيات. واقترحت الولاياتالمتحدة، التي كانت أكبر مانح للأونروا، تفكيك المنظمة وأن تتولى الدول العربية التي تستضيف لاجئين فلسطينيين تقديم تلك الخدمات. 14 مايو 2018: السفارة الأمريكية في إسرائيل تفتح أبوابها في القدس. محتجون فلسطينيون يتجمعون على الحدود بين إسرائيل وغزة ويلقون الحجارة والقنابل الحارقة فيما حاول بعض المتشددين اختراق الحدود حسبما أفاد الجيش الإسرائيلي. قُتل عشرات برصاص الجنود الإسرائيليين على الجانب الآخر من السياج الحدودي. 10 سبتمبر 2018: إدارة ترامب تعلن أنها ستغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن لأنه سعى لاتخاذ إجراءات ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية. 4 مارس 2019: القنصلية الأمريكية في القدس، وهي قناة واشنطن الدبلوماسية مع الفلسطينيين، تندمج مع السفارة الأمريكيةالجديدة في القدس. وكانت القنصلية ترفع تقاريرها مباشرة إلى واشنطن لكن "وحدة الشؤون الفلسطينية" الجديدة ترفع تقاريرها داخل السفارة إلى السفير الأمريكي ديفيد فريدمان الذي عينه ترامب. 25 مارس 2019: ترامب يعلن اعتراف الولاياتالمتحدة بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 وضمتها في وقت لاحق في تحرك لم يلق اعترافا دوليا. الفلسطينيون يعتبرون تحرك ترامب خطوة أخرى مؤيدة إسرائيل. 19 مايو 2019: البيت الأبيض يعلن أنه سيقيم ورشة عمل تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار" في البحرين يومي 25 و26 يونيو حزيران لتشجيع الاستثمار في الأراضي الفلسطينية باعتبارها الشق الأول من "صفقة القرن" الخاصة بترامب. الفلسطينيون يعلنون عدم مشاركتهم. فريق ترامب الخاص بالشرق الأوسط بقيادة صهره ومستشاره جاريد كوشنر والمبعوث الإقليمي جيسون جرينبلات، يقول إن العناصر السياسية لخطة السلام ستُكشف في وقت لاحق، ربما بعد الانتخابات الإسرائيلية المبكرة الثانية التي من المقرر أن تجرى في سبتمبر أيلول. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض بواشنطن يوم 20 يونيو حزيران 2019. تصوير: كارلوس باريا - رويترز. 8 يونيو 2019: السفير فريدمان يثير التكهنات بأن إدارة ترامب ستقبل تحركا من إسرائيل لضم بعض مستوطنات الضفة الغربية عندما قال إن "إسرائيل لها الحق في الاحتفاظ ببعض الضفة الغربية وليس كلها على الأرجح" في ظروف معينة. وقبل أيام من الانتخابات الإسرائيلية التي أجريت في أبريل نيسان، تعهد نتنياهو بضم مستوطنات في حالة فوزه. 22 يونيو 2019: قبل ورشة عمل البحرين، كشف كوشنر عن تفاصيل الشق الاقتصادي من خطة السلام. وتشمل الخطة إنشاء صندوق استثمار دولي بقيمة 50 مليار دولار لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني واقتصادات الدول العربية المجاورة بالإضافة إلى بناء ممر لوسائل النقل يصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة بقيمة خمسة مليارات دولار.