ان الحالة الوبائية ببلادنا أصبحت تساءل تصرفات وسلوكيات جميع المغاربة، خاصة وأن عدد الحالات المؤكدة إصابتها "بكوفيد 19 " أصبح يأخذ منحا تصاعديا يوما بعد يوم. فمنذ تسجيل أول حالة إصابة "بفيروس كورونا" بالمغرب في 2 مارس 2020، اتخذت الحكومة مجموعة من التدابير الاحترازية والوقائية من شأنها محاولة السيطرة على الوباء والحد من انتشاره بين الناس وتجاوز هذه الأزمة بأقل الخسائر الجانبية. لكن مع الأسف واجهها المواطنون بردود افعال تختلف حسب الفئات والأشخاص، فمنهم من تعامل معها بكل جدية وحزم تستوجبهم المرحلة والظرفية التي يمر منها العالم بأسره بوعي فردي وجماعي، ومنهم واجهها بالسخرية وعدم المسؤولية. بل منهم من ذهب الى ابعد من ذلك باستهتارهم حتى بالوباء الجديد (والذي يسهر علماء العالم على دراسته ومعرفته لحد الآن)، بسلوكيات غير معقولة في مواجهته. وفي هذا الصدد استحضر تدوينة الإعلامية إحسان كراوي على صفحتها على "فيسبوك" لم أفهم كيف أن فيروس كورونا خلق خوفا ورعبا عند الناس حول العالم وعندما جاء للمغرب ردوه ضحك وتقشاب". فبين السخرية والخوف أو بالأحرى الاحتياط والتدبر، الفارق كبير والنتائج بنفسها كذلك تكون مختلفة. وهذا امر طبيعي ويوجد فبي جميع المجتمعات الدولية قاطبة. لكن الامر عندنا زاد عن المنطق المقبول، فالسخرية عندنا من كل شيء، وهذا نوع من العدمية وادعاء لوعي سطحي مضر بالإنسان نفسه وبغيره وبمحيطه كذلك. ويبقى السؤال مطروح هل اتضحت الصورة الآن عند الجميع ام ليس بعد، خاصة في الوقت الذي تتنامى فيه الحالات الحاملة للفيروس وكذلك عدد الوفيات رحمة الله عليهم؟ وفي حالة النفي، كم عدد الحالات التي يجب أن نصل اليها حتى نعي اخيرا بأهمية الامر، ونضع يدا في يد، وبكل وعي وتضامن جماعيين، المعهود في المغاربة لقطع الطريق على "كوفيد 19 "، لنعود الى حياتنا الطبيعية؟ وأخيرا اهيب بالجميع، ارجوكم بما اننا لازمنا بيوتنا لفترة وحققنا نتائج جيدة لا في الأرواح ولا في الحالات الايجابية، في تضامن ومسؤولية حفاضا على صحتنا وحياتنا وكذلك أهلنا وذوينا واصحابنا واحبابنا، علينا بعد خروجنا من الحجر الصحي أن نبقى يقضين وحذرين في مواجهة هذا الوباء الفتاك.