خلفت المعاملة التي باشرتها قنصليات المملكة المغربية بدولة بلجيكا تجاه المواطنات والمواطنين العالقين في خضم هذه الفترة من الحظر الجوي أصداء جد طيبة لتكرس للمعاملة المواطنة الي يستدل بها في عز الازمة العالمية جراء انتشار فيروس كورونا المستجد. وأعلنت قنصليات كل من بروكسيل وانفرس ولييج عن تكفلها بالسياح المغاربة العالقين ببلجيكا بتاشيرات سياحية ويجدون صعوبات مالية في مقامهم ببلجيكا، ماديا بمصاريف اقامتهم وماكلهم ومشربهم في فنادق تم الاتفاق معها لهذا الغرض الى غاية ان تنفرج هذه الازمة ويتمكنوا من العودة الى المغرب. ويسري هذا الإجراء فقط على من قدم الى بلجيكا بتاشيرة سياحية. وشكلت قضية المغاربة العالقين في الخارج إثر حظر الرحلات من وإلى المغرب – والتي تلقت قناة 24تيفي" اصداءها من بعض المواطنين المغاربة – في بعض دول المهجر إحدى هذه التمظهرات التي مافتئت تطبع السلوك العام للدولة المغربية تجاه مواطنيها زمن الجائحة. والمثال هنا من القنصلية العامة للمملكة المغربية في لييج -بلجيكا- التي بادرت وبتشاور مع سفير جلالة الملك في بروكسل، إلى اتخاذ إجراءات كثيرة وكبيرة لصالح العالقين من المغاربة غير المقيمين في بلجيكا. ولقد كرست انشغالات واهتمامات القائمين على شؤون القنصلية العامة للمملكة المغربية في لييج -بلجيكا- لسياسة المواطنة، وساهمت ظروف الوضعية الصحية العالمية الحالية استرجاع بريق معدن المغاربة النفيس والنقي والغالي، والذي تجلى في تضامنهم وتآزرهم وتآخيهم، كما أبانت عن قدرة الدولة المغربية على تدبير الأزمات برصانة وهدوء ونجاعة، وأكدت أن الدولة عندما توضع أمام خيارين ستختار المواطن بدل الإقتصاد، وهذه هي الحقيقة التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية والتي وقفت أمامها مشدوهة من بلد قال للعالم بأكمله شعبي شعبي. وذكرت المصادر من عين المكان بلييج البلجيكية انه من أبرز هذه الإجراءت التي انطلقت منذ 14 مارس 2020،: إنشاء خلية أزمة تعنى بمراقبة أوضاع هذه الفئة من المواطنين بشكل يومي، مع وضع أرقام هاتفية وبريد إلكتروني رهن إشارتهم للتواصل المستمر معهم والإستماع لمشاكلهم والتجاوب الإيجابي معها. كما تم القيام بالتكفل الكامل بخصوص الإيواء والمأكل والمشرب لصالح العديد من المواطنين الذين يواجهون صعوبات مالية في والونيا ودوقية لوكسمبورغ الكبرى، وان العمل مستمر على قدم وساق من أجل تمديد تأشيرات العالقين إلى حين إمكانية عودتهم إلى أرض الوطن، عبر التواصل اليومي مع السلطات المختصة البلجيكية منها واللكسمبورجية. وللإشارة فإن العالقين الذين يبلغ عددهم حوالي 185 فردا تولى للذين يعانون منهم من أمراض مزمنة عناية خاصة، عبر توفير الادوية اللازمة لهم. ومن جانب آخر تعمل القنصلية على تحسيس عائلات اللييج، وبباقي القنصليات المغربية ببلجيكا. واعتبرت هذه السلوكات ولو انها تدخل ضمن المهام الرئيسية بأنها ثقافة وطن، ثقافة المغاربة الذين يقفون وقفة رجل واحد متى كان التهديد موجها نحو الوطن والمواطنين، والتي من شانها تقوية روابط التحام المغاربة ملكا وشعبا. علما أن السلطات المغربية المختصة تأخذ على عاتقها تكاليف الدفن بالنسبة للمعوزين، والمتوفين بدفنهم في المقابر الاسلامية ببلجيكا. ومن المؤكد أن هذه التدابير لم تكن لتنجح لولا المجهودات الجبارة لموظفي القنصلية بمدينة لييج وسيقدمون نموذجا يحتذى في والوحدة والتضامن. ولتكون هذه المواقف معبرة بصدق عما جادت به وطنية وغيرة القائمين على القنصلية العامة للمملكة المغربية في لييج -بلجيكا- والتي يقف على رأسها إبن مدينة 0زرو السيد حسن توري، وهو مثال حي لما يقوم به الوطن في هذه الظروف لرعاية أبنائه في الداخل والخارج.