لازال المتتبعون لشأن العلاقات الدولية يتحسرون على الأيام الذهبية للعلاقات المغربية الإماراتية منذ سنة 1972بعد أن كان المغرب البلد السباق لدعم قيام إتحاد دولة الإمارات العربية ، ويستغربون لما شابها على حين غرة عقب تداعيات الثورات العربية ، ونكران الجميل من طرف" آل النهيان " والحساسية المفرطة التي أصابت الإمارات بعد الموقف المغربي وإعادة تشكيل خريطة التحالفات التي كانت قائمة فيما قبل ، والموقف الحيادي الذي إتخذه اتجاه دولة عربية وازنة وعرضه القيام بوساطة بين الأطراف المتنازعة ، فبدأ جليد الروابط بين البلدين يذوب تدريجيا إلى أن وصل مداه مع استدعاء سفراء البلدين والتقليل من التمثيلية الديبلوماسية لهما معا لمدة ناهزت الأن السنة ، فاتضح جليا أن كل من يرفض أي شكل من أشكال الديمقراطية بالطعم الإماراتي في بلاده، فلابد أن يعتبر أيّ رأي يخالف رأيه، حتى لو كان لدولة كبيرة بحجم المغرب، خروجا عن الطاعة يستلزم العقاب. ومع ظهور جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 ، وتعليق الرحلات الجوية مع كافة بلدان العالم ، وظهور حالات عدد من مواطني شعوب العالم عالقين خارج بلدانهم الأصلية ، تكشّفت مؤخرا حدة الأزمة السياسية بين المملكة المغربية والإمارات العربية ، فقد أشارت صحيفة جيروساليم بوست الشرق الأوسط على أن المغرب يمنع إجلاء المواطنين الإسرائيليين بعد خلافات ملحوظة مع الإمارات وأن السياح ينتظرون إعادتهم إلى بلادهم من مطار مراكش ، كما أن هؤلاء الإسرائيليين العالقين موزعين بين الفنادق بمراكش والدارالبيضاء وسط الجالية اليهودية المغربية ، وذلك بسبب تعليق الرحلات الجوية بسبب تفشي جائحة كورونا . تجدر الإشارة أن نفس الوضع يعيشه مواطنون سعوديون ، موزعين بفنادق وسط العاصمة الرباط ، ومجموعة بالصخيرات عاشت الشهر الماضي حالة من الرعب بعد أن تم نقل أحدهم إلى المستعجلات لإرتفاع درجة حرارته عقب ليلة ماجنة مع إحداهن تقول معلومات وثيقة لكاب 24 تيفي ، غير أن إتفاقا لترحيلهم عبر رحلات متتالية إبتداءا من يومه الأحد 19 أبريل ثم غدا الإثنين فالخميس ، جعل المواطنين يستبشرون خيرا لكونهم يراهنون على الإلتحاق بعائلاتهم في شهر رمضان . وبالعودة إلى ملف الإماراتيين العالقين بالمغرب بسبب الجائحة كما آخرين منتمين لدول مختلفة ، فقد عرفت ولازالت تسوية إجراءات ترحيلهم نوعا من المناورات غير المقبولة _ يقول مصدر عال المستوى لكاب 24 تيفي،فقد أجرت الأجهزة الإماراتية مفاوضات ثنائية خاصة مع السلطات الإسرائيلية التي وافقت على العرض الإماراتي ، دون علم مسبق للدولة المغربية المعنية ، مما إعتبر خرقا ومسا بالسيادة ،فقد لجأت الإمارات إلى هذه الحيلة في إدماج رعاياها بالسياح الإسرائيليين العالقين بالمغرب لترحيلهم قبل عيد الفصح في نفس الرحلات ، ظنا منها أنها ستضغط على المغرب لقبول الأمر الواقع وأن الحيلة ستنطلي ،لكن ظل 74 إماراتيا عالقا بالمغرب ينتظرون حلولا لمغادرتهم . المغرب خرج عن صمته ، وعبر عن غضبه بالمباشر حيال الإتفاق الإماراتي الإسرائيلي الملغوم ، في ظل العلاقات المتوثرة ، حيث بلغ إلى علم الأجهزة المغربية ، أن نفس المناورة قامت بها الإمارات مع دول أجنبية أخرى في نفس السياق ، وهو الأمر الذي لن يقبله المغرب نهائيا ، أن يكون منفذا لأوامر دول معينة دون إشراكه في المفاوضات لأخذ رأيه سيما أن الأمر يعود إليه أولا وأخيرا لكونه بلد ذا سيادة كاملة ، وهو ما أدى إلى نسف الخطة الإمارتية الإسرائيلية ، علما أن هذه الأخيرة أجلت عددا من مواطنيها في الأسابيع الأخيرة بدءا من البرازيل إلى نيوزيلاندا . وبهذا ، أثبت المغرب مرة أخرى أنه دولة قوية بمبادئها ، واحترامها للمواثيق الدولية ، وعدم نكران الهوية العربية ، كما نكرت الإمارات وقوف المغرب معها في أحلك الأحداث ، إنطلاقا من الإعتراف بقيام دولتها ، وتعنتها في إجراء مفاوضات مباشرة مع المسؤولين المغاربة بشأن مواطنيهم _ عيني فيه وما قدا عليه _