في جو احتفالي بهيج بلمسة يهودية مغربية، تحتضن هذه الأيام منطقة "أغزو نباهمو" الكائنة بتراب الجماعة القروية تنزرت بدائرة أولاد برحيل اقليمتارودانت، فعاليات موسم "هيلولة" الموسم الديني اليهودي المقدس الذي يقام بضريح الحاخام داوود بن باروخ هاك كوهين «RABBI DAVID BEN BARROUKH COHEN AZOGH»، والذي يعرف توافد المئات من اليهود من أصول مغربية على مدار ما يزيد عن قرنين من الزمن، والتي تقام حسب التقويم اليهودي كل يوم "3 طبيط". وفي هذا السياق، شهد الضريح صباح الأحد 29 دجنبر 2019 فعاليات الافتتاح الرسمي للموسم بحضور والي جهة سوس ماسة السيد أحمد حجي مرفوقا بعامل إقليمتارودانت السيد الحسين أمزال، و رئيسي مجلسي جهة سوس ماسة و إقليمتارودانت وعدد من رؤساء جماعات دائرة أولاد برحيل ورؤساء المصالح الخارجية والأمنية والعسكرية، والذين قاموا بزيارة ترحيب ومجاملة لأعضاء الطائفة اليهودية الذين حجوا إلى الضريح، كما قاموا بمشاركتهم بعض عاداتهم وطقوسهم الدينية والإنسانية والدعاء بدوام المحبة والوحدة والتسامح والتعايش في ضل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادر نصره الله وأيده. وتتوزع طقوس احتفالات الطائفة ليهودية بهذا الضريح بين الصلاة والدعاء والتبرك بروح ولي اليهود الصالح، الحاخام "دافيد بن باروخ"، الذي توفي عام 1760، فيما يسبقها بأسبوع إيقاد 9 شموع فوق مجسم ينصب وسط ساحة الضريح، لتمتد الاحتفالات لباقي ايام الأسبوع تحيي فيها الطائفة اليهودية عاداتها وتقاليدها وتستحضر من خلالها قيم التعايش والتسامح بين الديانات السماوية، و تستغلها أيضا فرصة لصلة الرحم بين أفراد الطائفة اليهودية التي تؤكد من خلال هذا الملتقى الديني على إحساسها بمغربيتها وهو ما يعكسه احترام حقها في ممارسة وإحياء عاداتها وتقاليدها الدينية. ويقع الضريح على مساحة 18000 كلم مربع تقريبا، محاطا بأسوار علوها أربعة أمتار، ويضم الضريح قبر الحاخام، ومقبرة دفن فيها ما يناهز 140 جثمانا لليهود من أبناء وبنات القرية، الضريح به قاعة للأكل ومطبخ، إضافة إلى 230 غرفة معدة لإيواء الزوار، الذين يتزايد عددهم كل سنة، حيث يبتدئ الموسم بوصول عائلة ابن أحد أحفاد الحاخام، الذي يدعى «دافيد بن كوهين» إلى الضريح قبل أسبوعين من انطلاق الحفل السنوي، قصد تهييء الأجواء، واستقبال الزوار، الذين اعتادوا المشاركة في الموسم وزيارة الضريح، والقادمين من مختلف بقاع العالم ومن أنحاء ومدن المغرب. هذا ويعرف الموسم كعادته هذه الأيام إستعدادات أمنية مكثفة وصارمة، لتأمين توافد المئات من اليهود المغاربة، من جميع الطبقات الاجتماعية، والقادمين من مختلف بقاع العالم لإحياء القداس والاحتفال بليلة «الهيلولة» .