في زمن الجهوية المتقدمة، وفي مغرب المؤسسات وأغنية تقريب الإدارة من المواطن ، لازالت جملة" سير للرباط" سائدة في جميع ربوع مملكتنا الشريفة، ولم تنفع ترسانة النصوص الدستورية المتحدثة باسم الجهوية والتي صوت عليها المغاربة في تنزيل غالبية مضامينها بالشكل المتوخى منها – سيما فيما يخص ربط المسؤولية بالمحاسبة – حيث يجد المواطن نفسه في بعض الحالات العصيبة بين مخالب وأنياب لاترحم وطنيته ولاتأبه بالقوانين لكونها تعي جيدا أنها بعيدة عن متناول الرقابة . قادما من طنجة نحو الرباط الأحد المنصرم، – يحكي الأب والأم بألم – وبإرشاد من طبيب ابنتهما ذات الشهرين بعد عطل أصاب قلب رضيعتهما على الشرايين، الأمر الذي استعصى تشخيصه بعاصمة الشمال لغياب المعدات والتخصصات – وتلكم طامة أخرى لايسع الحديث بخصوصها في هذا الحيز – وفور الوصول الى مستشفى زايد بن سلطان الذي قدمه الراحل زايد بن سلطان آل نهيان هدية وهبة ذات مدلول إنساني واجتماعي عميق للمغرب، وهو من ضمن حسناته العديدة والصدقات الجارية ، غير أن تسلط تجار البشر عليه، حولوه إلى مرتع عصابات موزعة على التخصصات تنهب بلا رحمة يمنة ويسرة، ولاتقبل إلا بمن سينصاع لنزواتهم، تحت أعين السلطات الوصية أو ربما بتواطئ صارخ معها، واجهتهما الدكتورة " هاجر" برفض إستقبال الرضيعة " ل ا" بدعوى أن الأسرة غير متوفرة ، وأن طبيبها في طنجة لم يربط الاتصال بالمستشفى للإستئذان ، معناه أنه لاقيمة لديها لشيئ إسمه المستعجلات في قاموسها الإنساني، رغم أن الرضيعة استقدمت من طنجة على متن سيارة الإسعاف داخل قفص زجاجي ، تتنفس بصعوبة ، ولم ترحم حالتها ، وتفوهت بما لايقدر الشيطان على قوله بالحرف " ونقوليك محال واش تعيش ليكم هاد لبنيتة فيد الله … " فهل نماذج هذه الطبيبة تسمى ملائكة الرحمان أم أبالسة قباض أرواح البشر ؟ وبعد أن زاد الأب في إستجدائها ، إتصلت المسماة " هاجر " بمسؤول طبي " الشيخاوي" فردت على الأب أنه عليه أن يرحل مع إبنته الى مستشفى السويسي للأطفال ، حسب تعليمات هذا المسمى بالشيخاوي شهادة طبية قبل التشخيص تيقن الأب أنه ليس من العينة المرغوب فيها من لدن هؤلاء البؤساء، وزاد في استعطافه سيما وابنته تصرخ أمامه وقد علت الزرقة وجهها، هنا بدأت " هاجر " في حياكة المؤامرة، وزودته بمراسلة تشير من خلالها إلى ضرورة استقبال الطفلة بالإنعاش لإجراء عملية بقلب مفتوح حسب المراسلة الطبية (لدى كاب 24 تيفي نسخة أصلية منها) وطالبته بالتوجه إلى الصندوق المجزرة، وهنا هول الفاجعة ، طالبه المسؤول بمبلغ 130 الف درهم، تلاثة عشر مليون سنتم، وعندما تسائل عن سبب إرتفاع هذا المبلغ قال له هذا هو القانون إلى حين إنتهاء الإجراءات الطبية ونتحاسبو ,,,, تضاعف حجم الصدمة لدى الأب، تعجب كيف أن السرير أصبح معدا، وكيف أن الإستقبال المرفوض أصبح ممكنا إذا ماتم الخضوع للمبلغ المهول، فقصد مصحة أخرى بعد عناء وهنا كان للاطباء راي آخر، هو أن الرضيعة لاتلزمها عملية جراحية بتاتا لنوعية المرض، وبعد ليلة واحدة أدى الأب مبلغ خمسة آلاف درهم ,,, عكس المبلغ المطلوب في مبالغة كبيرة مائة وتلاثون ألف درهم، وهي تخضع الآن لتحاليل طبية . وفي إنتظار رحيل أنس الدكالي وقدوم الوافد الجديد، وقبل سماع تقارير إدريس جطو التي ينظر إليها الغالبية أنها لن تجدي نفعا في المحاسبة الحقيقية، على رئيس الحكومة الإلتفاتة إلى جانبيه من المسؤولين مصاصي الدماء الذين يتاجرون علانية في البشر لمحاسبتهم وفق مالديهم من شكايات المواطنين لأنها هي التقارير الأجدى نفعا، فإدارة مستشفى زايد بن سلطان بالرباط وبعض الأطباء العاملين بها نجحوا نجاحا كبيرا في الفشل وفي أداء مهامهم التي أدووا بشأنها قسم المهنة، ووجب الضرب بيد من حديد على نماذج من أمثال الطبيبة هاجر ومسيرها الشيخاوي الذين يقضون مضجع الراحل برحمة الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان , ولنا عودة للموضوع باسهاب ,,, عصير كاب