قال عبد السلام الدباغ، الكاتب العام لجمعية المهندسين الزراعيين المغاربة، إن "مخطط المغرب الأخضر" يعتبر تجربة رائدة وملهمة لتجاوز التحديات التي تعرفها القارة الإفريقية في مجال الأمن الغذائي. وأوضح الدباغ، الذي كان يتحدث خلال ندوة حول تحديات الأمن الغذائي في إفريقيا، نظمت على هامش المؤتمر التأسيسي لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة بشرم الشيخ المصرية، أن على بلدان القارة العمل على تشجيع الفلاحة التضامية التي تهم صغار المزراعين، لتجاوز التحديات التي تعرقل تطور القطاع الفلاحي، مبرزا أن المغرب انخرط بقوة في تشجيع الفلاحة التضامنية عبر سلسلة تدابير تسهل عملية الانتاج وتؤطره، وهو ما تضمنته الدعامة الثانية من مخطط المغرب الاخضر، وذلك إلى جانب الاهتمام بالزراعة ذات القيمة المضافة العالية. واستعرض المتحدث مختلف التوجهات التي تضمنها مخطط المغرب الأخضر والدعامات التي يقوم عليها، مبرزا أن العديد من دول القارة الإفريقية استفادت من هذه التجربة في تطوير منظومتها الزاعية والنهوض بها. وأوصت الندوة بالخصوص بضرورة توفير التمويل اللازم لبرامج التكيف والحد من آثار التغييرات المناخية في إفريقيا وتفعيل اتفاقية مكافحة التصحر والتعاون مع حث الدول الكبرى على الوفاء بالتزاماتها في هذا المجال. ودعت الندوة لتعزيز التعاون في مجالات البحث العلمي وتطبيق نظم الزراعة الحديثة والعمل على التعاون في اتخاذ الإجراءات والتشريعات اللازمة لتوفير التكنولوجيا الحيوية والاستفادة منها، والتعاون في مجال الحفاظ على التنوع الحيوي الإفريقي وتفعيل الاتفاقيات الدولية القائمة. ودعا المشاركون في الندوة كذلك إلى تبادل المعارف والخبرات والزيارت والبحوث التطبيقية وتبادل التقنيات الحديثة ودعم القدرات والدعم الفني ونقل التكنولوجيا في إقامة المشاريع الزراعية المشتركة في مجالات الإنتاج الزراعي والري ومستلزمات الإنتاج الزراعي والتصنيع الزراعي والتجارب الزراعية البيئية بين الدول الإفريقية . وأكدوا اهمية ترشيد استهلاك المياه والتربة والاهتمام بتحسين دخل المزارعين وبوحدات الإنتاج الصغيرة والمتوسطة، مبرزين أن هناك أملا كبيرا للنمو والتطور في افريقيا، حيث تصنف 6 دول بالقارة من ضمن أسرع 15 دولة في النمو في العالم . وطالب المشاركون بضرورة إنشاء منطقة تجارة حرة لتحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز القدرة التنافسية، والتركيز على البنية الأساسية، وتطوير التجارة البينية والمناطق الحرة وإزالة الحواجز الجمركية.