تم اليوم الأحد بشرم الشيخ الإعلان عن تأسيس اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، كهيئة إقليمية جديدة يعهد إليها العمل على تعزيز التعاون والشراكة بين البلدان الإفريقية في مجالات التنمية الزراعية والمستدامة. ويشكل الاتحاد ملتقى ومنصة لتبادل الآراء ووجهات النظر، بما يساهم في تعظيم دور المهندسين الزراعيين في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة لشعوب القارة، ورفع كفاءتهم وتحقيق التكامل فيما بينهم لخدمة القطاع الزراعي الإفريقي والعاملين به. كما يهدف إلى التنسيق والتكامل بين الدول الإفريقية لمواجهة التحديات التي تواجه دول القارة والتي ترتبط بالتغيرات المناخية والتنوع البيولوجي والتصحر وندرة المياه وغيرها، فضلا عن المساهمة في تفعيل أهداف التنمية الزراعية المستدامة في قطاع الزراعة والأنشطة المرتبطة به. ويسعى الاتحاد كذلك إلى المساهمة في دراسة المشاكل التي يعاني منها القطاع الزراعي الإفريقي ووضع وبلورة الحلول لإزالة المعوقات التي تعترضه ، والارتقاء بالعمل الزراعي والمساهمة في دعم البحث الفلاحي في القطاع وتطوير الارشاد وتقديم الاستشارات اللازمة للحكومات في مجال التقنيات الحديثة وتبادل الخبرات. واعتمد المشاركون في المؤتمر التأسيسي الأول للاتحاد، القاهرة مقرا له، كما انتخب نقيب المهندسين الزراعيين المصري سيد خليفة أمينا عاما له، على أن يعقد المؤتمر المقبل بالمملكة المغربية لاكتمال انتخاب واختيار هيئات وهيكلة الاتحاد. ومثل المغرب في هذه التظاهرة السيد عبد السلام الدباغ الكاتب العام لجمعية المهندسين الزراعيين المغاربة. وتم على هامش المؤتمر تنظيم ندوة حول موضوع الأمن الغذائي في إفريقيا سلطت الضوء على التحديات الراهنة والمستقبلية التي تواججها القارة في هذا المجال. وقال الأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة في كلمة بمناسبة هذه الندوة إن القارة الأفريقية تعتبر ثاني أسرع القارات نموا، وشهدت تقدما ملحوظا في مجال جذب الاستثمارات بزيادة بلغت 4،8 بالمائة سنة 2019، مسجلا أنه برغم تعدد مصادر الثروة في القارة، إلا أن الزراعة تمثل النشاط الرئيسي فيها. وعبر عن الأسف لغياب سياسات جاذبة للاستثمار وضامنة للاستقرار السياسي في معظم بلدان القارة ما يفوت عليها فرصا حقيقية للتنمية والتطور، داعيا في هذا الصدد لتفعيل برنامج الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا، التابع للاتحاد الأفريقي، خصوصا في ما يتعلق بضمان الشفافية وإجراءات التقاضي وسن تشريعات حديثة وتسهيل الإجراءات. كما دعا لتوفير قاعدة بيانات مدققة عن آفاق التنمية الزراعية المتاحة في بلدان القارة، بما يؤدي إلى الاستغلال الأمثل للمؤهلات التي تزخر بها ويعود بالنفع على الشعوب والمجتمعات. من جهته قال رفيق صالح مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد" بجامعة الدول العربية، إن القارة الإفريقية تتوفر على 60 بالمائة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم ومع ذلك تواجه مشاكل وتحديات حقيقة في مجال أمنها الغذائي. ودعا لتكثيف مجالات التعاون بين دول القارة في المجال الزراعي والاستفادة من الإمكانيات المتاحة والمواقع الجغرافية المتميزة وصولا الى تقليص الفجوة الكبيرة المسجلة في ذها المجال. وأوصى المشاركون في المؤتمر والندوة بضرورة تفعيل آليات التعاون الأفريقي في المجال الزراعي، والعمل على توفير التمويل اللازم لبرامج التكيف والحد من آثار التغييرات المناخية في إفريقيا . كما أوصوا بتفعيل اتفاقية مكافحة التصحر والتعاون والتعاون في مجالات البحث العلمي، وتطبيق نظم الزراعة الحديثة والعمل على التعاون في اتخاذ الإجراءات والتشريعات اللازمة لتوفير التكنولوجيا الحيوية والاستفادة منها .