في تجربة عملية وصفت ب"الجنون"، قامت مجموعة من العلماء بتطوير فيروس يهدد الحياة، يشبه سلالة الإنفلونزا الإسبانية التي قتلت عام 1918 نحو 50 مليون شخص. ووفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية، أوضح باحثون أميركيون أن الهدف من التجارب كان فهم المخاطر الصحية العمومية التي تشكلها الفيروسات المنتشرة حاليا في الطيور البرية، فيما أدان المعارضون لتلك التجربة العملية الدراسات الناتجة عنها لخطورتها داعين مموليها لوقف العمل. واستخدم العلماء في جامعة ويسكنسن ماديسون، تقنية تسمى علم الوراثة العكسية لبناء الفيروس من سلالات إنفلونزا الطيور، ثم قاموا بتحوير الفيروس لجعله ينتشر جوا بسهولة أكبر من انتقاله من حيوان إلى آخر. وقال يوشيهيرو كاواوكا، الذي قاد فريق البحث في مختبر عالي الأمان في جامعة ويسكونسن ماديسون، إن العمل سلط الضوء على كيفية تكيف فيروسات الإنفلونزا التي وجدت في الطيور البرية، مع البشر حتى تسبب لهم الوفاة وتنتشر كالوباء. وأضاف كاواوكا للغارديان: "هذه معلومات هامة بالنسبة لمتخذي القرارات حول المراقبة والتأهب لمواجهة الأمراض الفتاكة". من جهته، أعرب الرئيس السابق للجمعية الملكية في المملكة المتحدة، اللورد ماي، عن معارضته لهذه التجربة، قائلا: "العمل الذي يقومون به مجنون. الأمر كله خطير للغاية .. نعم، هناك خطر، ولكنه ليس ناشئا من فيروسات الحيوانات، ولكنه ينشأ من مختبرات الناس الطموحة على الإطلاق". وتنتقل فيروسات الإنفلونزا في الطيور البرية، ليبقى معظمها في الدجاج والإوز وغيرها من الطيور، ولكن في بعض الأحيان تتحور سلالات الفيروس لتصيب البشر.