صنفت مجلة فوربيس المختصة في عالم المال و الأعمال و تصنيف أثرياء العالم ثلة من المغاربة في مراكز متقدمة ضمن نخبة "صحاب اللعاقة الصحيحة" ، من بين هؤلاء الذين يتوفرون على ثروات هائلة نجد مجموعة من الشخصيات الذائعة الصيت نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر ميلود الشعبي صاحب "يينا" العملاقة، عثمان بنجلون صاحب البنك المغربي للتجارة الخارجية، أنس الصفريوي صاحب الشركة الوحيدة في العالم لانتاج الغاسول و الذي جعلته عقارات الضحى من أغنياء العالم، مريم بن صالح رئيسة الباطرونا المغربية و وريثة مجموعة شركات ضخمة على رأسها "والماس"، كريم التازي الشيوعي الذي طور ثروة أبيه ليدخل نادي "المرفحين" من أوسع أبوابه، أخنوش السوسي الذي يملك ربع أغادير و نواحيها و صاحب محطات "إفريقيا" و أكبر فلاحي المغرب و زوج سلوى أخنوش التي اختارت "الموروكو مول" لتستثمر به، نجد كذلك "آل قيوح" الذي يوجد على رأسهم عبد الصمد وزير الصناعة الحالي، و كذلك ملك الخمور بالمغرب إبراهيم زنيبر المنتج لأكثر من 35 مليون "قرعة" جعة في العام مليونان منها تصدران لأمريكا و اليابان و بعض دول الإتحاد الأوروبي... طريقة وصول هؤلاء لنادي الأثرياء تختلف من شخص لآخر، فمنهم من ولد بملعقة من ذهب في فمه و طور تركة الأب ليزيد في الأرباح و يوسع الإستثمارات، منهم من بدأ حياته عصاميا من لا شيء و أصبح من أغنياء الوطن كحالة ميلود الشعبي راعي الماعز الذي قتل الجوع أخاه فهاجر من مداشر الصويرة للقنيطرة هناك حيث اشتغل في البناء قبل ان يؤسس لنفسه مقاولة صغيرة ما فتئت تكبر شيئا فشيئا لتتحول فيما بعد "للشعبي للإسكان" التي تعد واحدة من عشرات الشركات التي يملكها الرجل في مجموعته، و هناك من وصل للإغتناء في عهد "الغفلة" و بطرق بعضها ملتوي كحالة بعض أهل فاس و مراكش الذين حولهم الإستعمار و الإستقلال من أشخاص عاديين لأغنياء يسيرون ثرواث بمئات الملايير... فاس و سوس، أصل أغلب مالين اللعاقة بهذا الوطن، ففي فاس يبرز اسم بنجلون مالك "فينانس كوم" و تأمينات إيريما الوطنية، بناني الرجل الثاني في المؤسسة العسكرية، الكتاني رجل الأعمال الذي سير ثروة الأهل و طورها، مولاي حفيظ العلمي الذي كان جده بائع سيارات و أبوه مدير وكالة بنكية بمراكش بينما هو الأن صاحب مجموعة "ساهام" المالكة لشركات التأمين و عدة فروع في الإتصالات و التقنيات المعلوماتية، العلمي لزرق رئيس مجموعة "أليانس" الرائدة في إنشاء الفنادق و الذي إشتغل سابقا كمدير عام لمجموعة "أونا"، القباج الذي اختار تسيير ثروة الأسرة و استثمارها في المجال الفلاحي، مريم و أخوها محمد بن صالح أصغر أثرياء المملكة ورثة مجموعة "هولماركوم" التي تمتلك شركة "طيران العربية" و "والماس" و أطلنطا للتأمينات و غيرها، ورثة المرحوم فريد برادة مالك "كولورادو" و ابن برادة مدير لوبينيون السابق و وصهر بنحميدة و الذي قضى نحبه بعد سقوط طائرته الخاصة التي كانت تقله رفقة أسرته الصغيرة في إحدى عطلهم... نجد كذلك ضمن أغنياء فاس السقاط صاحب "مغرب ستيل" و التازي صاحب إختراع "المشط" الذي نسرح به شعورنا صباح مساء و مول "ريشبوند" و شركات أخرى، هناك أيضا الشرايبي، الصقلي، بلمليح، السبتي، الغزاوي، الأزرق، مكوار، العراقي، العلوي و آخرون... هناك أيضا عائلات أصلها يهودي و إعتنقت الإسلام فازداد نفوذها نذكر منها بنكيران، الكوهن، بنيس، بنشقرون، برادة، جسوس، لحلو، التازي، اسميرس و غيرها من العائلات المالكة لثروات طائلة و يسيرون جل الشركات بالمغرب و حتى خارجه... و إذا كان أهل فاس إغتنموا و أسسوا ثرواتهم منذ القرن ما قبل الماضي فإن لسوس أيضا مليارديراتها الذين بدأ أغلبهم من الصفر، جلهم ينحدرون من جبال تافراوت، أبرزهم أخنوش صاحب مجموعة "أكوا" التي تمتلك "إفريقيا غاز"، هناك أبا عقيل صاحب بطاريات "السوبر لوكس" أو "العود الأبيض"، نجد كذلك ضمن قائمة أغنياء المغرب السواسة أمهال، أكوزال، أيت مزال، الراجي، أولحوس، قيوح و آخرون... و لأن لكل قاعدة اسثتناء كان لابد من وجود مليارديرات من خارج هاتين المنطقتين، هنا نستحضر إبراهيم زنيبر، رجل عصامي بدأ حياته من الصفر بسيدي قاسم ليصبح أكبر "كراب" بالعالم العربي و الإسلامي، يبيع أكثر من 35 مليون قرعة في العام مليونان منها توجه للخارج مما جعل المغرب أكبر منتج للخمر في الدول العربية و الإسلامية... زنيبر اللي دار لاباس على ظهر الشعب الكادح عاشق قراعي البيرة و الروج الرخيصة كان مفلسا في بداية الخمسينات حيث كان يساعد والده في بيع الحبوب و الصوف في سوق الخميس بحي صحراوة بسيدي قاسم بعدما انتقلوا لها من مدينة سلا هربا من الفقر، من سوق الخميس إذن لإمبراطور الخمور في المغرب، تصل أرباحه السنوية من قنينات الروج و "حكاك" البيرة و قارورات الشامبانيا لأزيد من 225 مليار سنتيم بعد أن اكتسح سوق الشراب بالمغرب بنسبة 85% يصدر منها 4% للميريكان و اليابان و أوروبا. شغل الرجل في فترة ما منصب مستشار للراحل الحسن الثاني، قبل ذلك كان اشترى سنة 1956 من أحد الفرنسيين 740 هكتار ثم منحه الحسن الثاني 1100 هكتار من الكروم و العنب، أما اليوم فيملك أكثر من 3000 هكتار مما جعله يبيع 35 مليون قرعة سنويا من أصل 55 مليون تنتج في بلدنا و بالتالي أصبح الرجل ملك الخمور في المغرب تدر شركاته وحدها على خزائن الدولة ما يقارب 723 مليون درهم كضرائب بينما يشغل حوالي عشرة الاف عامل و عاملة لهذا تزيد ثروة الرجل في صمت دون أن يزعجه أحد على بيعه الخمر للمغاربة رغم أن القانون المغربي واضح في تجريمه لذلك. في 2003، باع الهوليدينغ الملكي "أونا" فرعه الصناعي "براسري ماروك" التي كانت تنتج قنينات البيرة "فلاك سبيسيال" ب 7،1 مليار درهم، أنذاك كان شكيب بنموسى هو مديرها قبل أن يصبح وزيرا للداخلية فرئيسا للمجلس الإقتصادي و الإجتماعي، لكن أرقى أنواع الخمور و أغلاها التي كانت في فنادق الخمس نجوم و العلب الليلية الهاي كلاص كانت تصنعها شركة تابعة للملياردير زنيبر ضمن مجموعته "ديانا هوليدينغ" تسمى "سيليي دو مكناس" لهذا كان بديها أن ينال الرجل شرف إنتاج أغلى خمر و أفضل أنواع الشامبانيا في العالم بفضل منتوجه الجديد "لؤلؤة الجنوب" الذي أطلقه سنة 2007. زنيبر صاحب التسعين سنة و صاحب ثروة الملايير التي تعجز ألة حساب رقمية عن استيعاب أصفارها، لا يزال محافظا على رشاقته و وسامته رغم سنه، يمارس المشي بمحل إقامته بقصره الذي يتربع في ضواحي مكناس وسط حقول التين، كما أدمن على السباحة لمدة 20 دقيقة يوميا في مسبح إمبراطوريته كما يروي أحد المقربين منه. زوج "لالة غيثة" له 20 ابنا و ابنة، بعضهم من زوجاته و أخرون بالكفالة، يهيئ الآن ابنه ليث زنيبر الذي درس في أمريكا و أنشأ مقاولة في الصين لخلافته على عرش امبراطورية الخمور... هؤلاء إذن بعض من أثرياء الوطن، اختلفت طريقة إغتنائهم لكنهم كلهم يشتركون في كونهم يسيرون المغرب و اقتصاده، لكل حكايته المرتبطة بتساؤل عريض من أين لك هذا؟ لكنهم في الأخير هم من يحكمون المغرب... أناس تخشى أزمة الاستثمار و أناس يخشون اسثتمار أزماتهم، هذا هو مغربنا..