قل من 7 أشهر تفصلنا على نهائيات أمم إفريقيا التي نال المغرب شرف تنظيمها ، الكل بدأ يعد العدة لهذا الحدث الذي يتوقع أن يكون الأفضل في تواريخ "الكان" بالقارة السمراء ، و لأن حظوظ البلدان المنظمة في مثل هكذا منافسات ترتفع فإن المطالب الشعبية لا تراوح حلم الفوز باللقب كخيار ، و للتتويج لابد من أرضية صلبة تشمل كل المستلزمات و شروط النجاح و التي يظل أبرزها مدرب قادر على قيادة السفينة نحو بر الأمان. لهاته الغاية تقاطرت على بريد الجامعة مجموعة من السير الذاتية لمدربين من مختلف المدارس الكروية ، طلبات عديدة و أسماء متعددة ، و للحسم في هوية الربان اختيرت لجنة تم انتقاء أعضائها بعناية تامة ، بودريقة ، البوشحاتي ، ماندوزا ، لاركيت ، حجي ، حرمة الله ، الحداوي ، روسي ، فرس ، بدر الدين الإدريسي و غيرهم من الأسماء التي ناقشت و دققت في هويات الراغبين في تحمل مسؤوليات الرجل الأول في العارضة الفنية و التقنية لكرسي احتياط أسود الأطلس. في هذا التحقيق ، سنحاول التطرق للسير الذاتية لأبرز الأسماء التي تم تداولها على نطاق واسع لقيادة الأسود ، أرقام و معطيات عن بروفايلاتهم ، تاريخهم و ألقابهم ، و هل تنطبق عليهم مواصفات و شروط اللجنة التي يستوجب أن يتوفر عليها المرشح لشغل منصب الناخب الوطني ، و من هو الأجدر علميا و الأحق منطقيا بالأرقام و المعطيات لشغل هذا المنصب؟ بادو الزاكي .. أسهم المدرب الوطني في تدني هو المدرب الذي طالما هللت و هتفت الجماهير الشعبية باسمه فور كل إخفاق ، لسبب بسيط هو أن أخر إنجاز أو بالأحرى "شبه" إنجاز في تاريخ المنتخب المغربي كان تحت قيادته و هو الوصول لنهائي كان 2004 بتونس ، قبل ذلك كان حارسا لعرين الوداد الرياضي و الأسود و قائد الكتيبة في مونديال 1986 بالمكسيك ، لعب 118 مباراة دولية منها أربع في كأس العالم و 12 في كاس إفريقيا . كمدرب سجله خالي من الألقاب ، حيث تولى تدريب مجموعة من الفرق الوطنية عبر السنين فقد بدأ مسيرته التدريبية رفقة فريق الفتح الرباطي موسم 1993 و 1994 وانتقل إلى تدريب فريق نادي الوداد الرياضي موسم 1994 / 1995 ليرحل إلى فريق سبورتينغ سلا موسم 1997 / 1996 ثم إلى شباب المحمدية ليمضي مع الفريق موسمين 1996 / 1998 ويعود إلى فريق نادي الوداد الرياضي موسم 1998 / 2000 تم يرحل إلى فريق الكوكب المراكشي لموسم واحد 2000 / 2001 والى المغرب الفاسي موسم 2001 / 2002 تم يشد الرحيل لتولي تدريب المنتخب المغربي لمدة 3 سنوات 2002 / 2005 ثم إلى فريق الكوكب المراكشي لموسم واحد 2006 / 2007 فالرجوع إلى تدريب فريق نادي الوداد الرياضي. جيوفاني تراباتوني .. الكماشة الإيطالية في تجربة مغربية لاعب كرة قدم سابق بدأ مسيرته مع نادي إيه سي ميلان في الستينات ، حقق مع الفريق لقب دوري أبطال أوروبا و لقب الدوري الإيطالي لعدة مرات ، بعد أن اعتزل لعب كرة القدم، توجه تراباتوني إلى التدريب حيث قاد عام 1974 نادي إيه سي ميلان، و قد ظل معهم لمده سنتين وبعدها انتقل إلى تدريب نادي يوفنتوس، و استطاع أن يفوز بلقب الدوري الإيطالي ست مرات، وفاز في كأس إيطاليا مرتين ودوري أبطال أوروبا و كأس الكؤوس الأوروبية و كأس الإتحاد الأوروبي مرة واحدة ، قبل أن يترك تراباتوني الفريق في عام 1986 و يتوجه إلى نادي إنتر ميلان الذي قاده عام 1989 للفوز بلقب الدوري الإيطالي، و فاز معهم أيضا بكأس الإتحاد الأوروبي في عام 1991، ليعود بعد ذلك إلى تدريب نادي يوفنتوس الذي فاز معها بكأس الإتحاد الأوروبي في عام 1993. و في موسم 1994/1995 انتقل إلى تدريب نادي بايرن ميونخ الألماني، ولم يحقق معهم نتائج جيدة، فعاد إلى إيطاليا ودرب نادي كالياري، ولكنه لم يحقق معهم أي نتيجة تذكر، وعاد إلى تدريب بايرن ميونخ مرة أخرى، وحقق معهم لقب الدوري الألماني في موسم 1996/1997، وحقق معهم لقب كأس ألمانيا في موسم 1997/1998. و في عام 1998 عاد إلى إيطاليا مرة أخرى ودرب نادي فيورنتينا، وحصل على المركز الثاني في كأس إيطاليا في موسم 1998/1999، وترك الفريق في عام 2000 ليقوم بتدريب منتخب إيطاليا لكرة القدم، ولكنه حقق معهم نتائج مخيبة في كأس العالم 2002، حيث خرج أمام منتخب كوريا الجنوبية لكرة القدم، وفي كأس أوروبا 2004 خرج من دور المجموعات، فأقيل من تدريب المنتخب، وليقوم بتدريب نادي بنفيكا البرتغالي ليقودهم للفوز بلقب الدوري البرتغالي، وحصل على المركز الثاني في كأس البرتغال، ولكنه رغم نجاحه مع الفريق، فضل العودة إلى الدوري الألماني، فدرب نادي شتوتغارت، ولكنه حقق نتائج مخيبة للآمال فأقيل من تدريب النادي، بعد أن حقق 12 تعادل من أصل 20 مباراة لعبها النادي في الدوري و أخر منتخب دربه هو منتخب جمهورية أيرلندا. ديك أدفوكات .. الكرة الشاملة لا تنفع مع قوة الأفارقة ولد في لاهاي الهولندية ، درب العديد من منتخبات كرة القدم مثل هولندا و الإماراتوكوريا الجنوبية، وقد كان بالسابق لاعب كرة قدم ، كان أدفوكات لاعب خط وسط مكافح، ولعب لعدة أندية مثل أدو دن هاغ، فيلنو، رودا، سبارتا روتردام، أوتريخت، ذا نيثرلاند وشيكاغو ستينغ في أمريكا. بعدها توجه إلى التدريب و أصبح مساعدا للمدرب الأسطورة رينوس ميتشيلز في منتخب هولندا لكرة القدم، و في كأس العالم 1994 قاد الفريق إلى الدور الربع نهائي، وبعدها درب نادي بي أس في آيندهوفن وفاز معهم بكأس هولندا في عام 1996 والدوري الهولندي في عام 1997، وفي عام 1998 عين مدربا لنادي ريجنرز الأسكتلندي بعد إقالة ديفيد موراي و فاز بلقب الدوري الأسكتلندي في أول سنه له مع الفريق، و في السنة التي تلتها فاز بلقب الدوري و قاد الفريق إلى الوصول إلى دوري أبطال أوروبا بعد أن تغلب في التصفيات على نادي بارما الإيطالي. بعد إقالته درب أدفوكات منتخب هولندا لكرة القدم بعد فشل لويس فان غال في قيادة المنتخب للتأهل إلى كأس العالم لكرة القدم 2002، وقادهم إلى التأهل إلى كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2004، ولكن بعد خسارتهم من منتخب البرتغال لكرة القدم في الدور نصف النهائي تمت إقالته من تدريب المنتخب، وتم تعيينه مدربا لنادي بروسيا مونشنغلادباخ، ولكنه في أبريل 2005 قدم استقالته من الفريق. و في يوليوز 2005 أصبح مدربا لمنتخب الإمارات لكرة القدم، ولكنه استقال في سبتمبر 2005 لكي يدرب منتخب كوريا الجنوبية لكرة القدم، وفي كأس العالم لكرة القدم 2006 خرج منتخب كوريا الجنوبية لكرة القدم من الدور الأول، فتمت إقالته، ويدرب حاليا نادي زينيت سان بطرسبرج الروسي وحقق معه ثلاثية تاريخية بالفوز بالدوري الروسي وكأس السوبر وأخيرا بطولة كأس الاتحاد الأوروبي وتمت إقالته في العاشر من غشت من عام 2009 بعد سلسله من النتائج المخيبه للفريق في الدوري و بعد الاتفاق بين المدرب وا لإتحاد البلجيكي لتدريب المنتخب البلجيكي بعد انتهاء الدوري الروسي مما أثر على مسيرة الفريق في الدوري الروسي. جوزي روماو .. مدرب خبير بالكرة و العقلية المغربية مدرب برتغالي يلقب بالثعلب، بدأ مسيرته التدريبيه في نادي فيزيلا البرتغالي وسط موسم 1984/1985 لانقاذ الفريق من الهبوط، قبل أن ينتقل روماو الي نادي اكبر نسبيا و هو نادي ديبورتيفو تشافيز و حقق معهم المركز الخامس في موسمه الثالث مع هذا الفريق المغمور وبعدها شق طريقه في الدوري البرتغالي متوليا تدريب العديد من الانديه منها فيتوريا سيتوبال و بيلينسيس واكاديميكا و الفريكا في الفتره من عام 1990 لعام 2000. في عام 2000 تم استدعاء جوزيه روماو كمساعد للبرتغالي الاخر انطونيو اوليفيرا في تدريب المنتخب البرتغالي و عقب فشل الثنائي في تخطي الدور الأول في مونديال 2002 كوريا و اليابان انتقل روماو لتولي مهام المدير الفني للمنتخب الأولمبي البرتغالي الذي كان سيخوض نهائيات امم اوروبا بألمانيا 2004 تحت 21 عاما المؤهله لأولمبياد سيدني ونجح روماو في التأهل للبطوله و من بعدها نجح في تحقيق المركز الثالث علي الرغم من خسارته لنجوم الفريق في النهائيات مثل كريستيانو رونالدو و ريكاردو كواريسما وهيلدر بوستيجا وتياجو وغيرهم بعد ان تركهم رغما عنه للمنتخب الأول الذي كان يجهز نفسه لخوض غمار يورو 2004 تحت قيادة لويس فيليبي سكولاري. في يوليوز 2005 حزم روماو حقائبه متجها إلي شمال افريقيا و بالتحديد الي نادي الوداد المغربي وفي أول مواسمه مع الفريق حقق لقب الدوري المغربي بعد غياب طال لمدة 13 عاما عن خزائن الفريق وفي موسمه الثاني وبالتحديد في فبراير 2007 رحل عن الفريق بعد مشاكل مع الاداره قيل فيما بعد انها بسبب تدخلهم في عمله. بعد ذلك انتقل إلى قطر ليدرب العربي و يفوز معه بكأس الشيخ جاسم ، ليتولي روماو فيما بعد القياده الفنية للغريم التقليدي للوداد البيضاوي صاحب انجازه السابق , فتعاقد روماو مع الرجاء وحقق معهم الدوري المغربي قبل نهايته بثلاث اسابيع وبفارق 7 نقاط عن ملاحقه الدفاع الجديدي. مقارنة بين الأربعة .. من هو المدرب الذي تتوفر فيه معايير ربان الأسود؟ إذا ما تمعنا جيدا في لائحة المتطلبات و الشروط التي وضعتها اللجنة المكلفة باختيار الناخب الوطني في هوية و بروفايل الرجل القادم في دكة بدلاء احتياط الأسود ، نجد أن بادو الزاكي مدرب لا تتوفر فيه الشروط نظير كونه و إن حقق مع الأسود نتيجة طيبة في 2004 إلا أنه قبل و بعد 2004 يظل سجله شبه فارغ من الإنجازات ، فبعد نهائي رادس عجز الزاكي عن إيجاد فريق يحقق فيه إنجازا يحسب له و بالتالي فإن الزاكي و بحسبة بسيطة يعتبر غير متوفر على الشروط الموضوعة حتى و إن كانت بعض الأصوات الشعبية تطالب بإعادته للأسود خاصة أن اسهم الناخب الوطني في تدني مستمر بعد التجارب الفاشلة لكل من مومن و رفاقه و فاخر ثم الطاوسي. تراباتوني المدرب العالمي صحيح لكنه يبقى مدرب نجح مع الأندية و فشل مع المنتخبات ، مدرب قد يكلف ميزانية كبيرة جدا و قد يعيد لنا سيناريو غيريتس الأسود ، لتصرف ملايير بدون طائل، و تجربة الرجل مع منتخبات عالمية بأسماء وازنة تؤكد و بالملموس أنه يفتقر لمقومات ناخب وطني حتى و إن كانت أسهمه كمدرب مرتفعة. ديك أدفوكات المدرب الذي وضع شروطه المبالغ فيها أمام اللجنة المكلفة باختيار الناخب الوطني ، بدأ من الأول لعبة شد الحبل ، بمطالب مالية و إن كانت تليق بإسم من حجمه غير أنها ستثقل كاهل ميزانية الجامعة في ظل نتائج تظل مفتوحة على كل التوقعات ، أدفوكات نقطة ضعف ملفه أنه مدرب سبق له و أن درب أندية و منتخبات تعتمد على الفرجة و التيكيطاكا أكثر من النتائج ، و بما أن المغرب هو البلد المنظم فلن نجد فرصة أفضل من التتويج بهذا اللقب ، بمعنى أن الوقت الحالي لا تتناسب مقومات الكرة الشاملة و فلسلفة التيكيطاكا التي يعتمدها الرجل للفوز بلقب سنواجه في طريق نيله منتخبات تعتمد أكثر على القوة البدنية و الالتحامات الرجولية ، بالإضافة إلى أن وضع فكر و فسلفة الرجل على أرض الواقع و ملاءمته مع عقلية اللاعب المغربي تتطلب وقتا كبيرا للتأقلم مع المدرسة الهولندية الشاملة الجديدة على واقع كرتنا المغربية. بينما و بتحليل بسيط لبروفايل جوزي روماو المدرب الخبير بالكرة المغربية و الإفريقية و الذي سبق له أن خاض غمار تجارب الأدغال الإفريقية مع الرجاء و الوداد ، المدرب العارف بخبايا و أسرار الكرة المغربية و عقلية المسير و اللاعب و المشجع المغربي ، المدرب الذي أبدى في غير ما مرة رغبته الشديدة في قيادة دفة الأسود ، المدرب الذي رفعت جماهير الرجاء تيفو ضخم يحمل علم البرتغال كاعتراف و تقدير لشخصه و لما قدمه للرجاء و قبل ذلك تكريم الوداد له و التحافه بالعلم المغربي و ارتدائه غير ما مرة للباس المغربي و خاصة الجلباب ، مدرب يحظى بتقدير و احترام كبير في صفوف الجماهير المغربية خاصة أنه فهم جيدا ما تعنيه النتائج الإيجابية للشعب المتعطش للإنجازات و الألقاب. في ظل كل التكهنات الحالية بهوية الناخب الوطني الجديد ، برزت مجموعة من التيارات داخل اللجنة المكلفة باختيار المدرب، حسابات ضيقة و ممارسات تمنينا لو أنها اندثرت و انمحت و راحت لهوامش التاريخ مع جيل ولى ، أسماء نفخ في سجلاتها لغاية في نفس يعقوب و أخرى سوقت على أنها عالمية و هي الأجدر بقيادة السفينة ، في ظل كل هذا خرج بعض العارفين بخبايا الدار ليصيحوا بكل ثقة أن المغرب لا يحتاج لمدرب عالمي من طينة أدفوكات و تراباتوني ليفوز بكأس إفريقيا ، فما يهم في مثل هاته المناسبات هو المدرب الذي بإمكانه أن يحسن التواصل مع لاعبيه و أن يفهم جيدا العقلية المغربية و ما تعنيه الكأس في نفوس عشاق المجنونة الساحرة ، فأن تجلب مدربا يكلفك ملايير السنتيمات شهريا بحجة أنه درب في أعتد الأندية الأروبية و بعد ذلك قد ينجح كما قد يفشل في الاختبار فالخاسر الأكبر يكون هو الكرة المغربية ، فرجاء لا تكرروا مهزلة غيريتس ، رجاء لا تدخلونا في متاهات قد تعيد لنا أوجاع الرأس التي لطالما تخبطنا في ويلاتها فور كل إخفاق ، لا تبيعونا الوهم و لا تعدونا بغير المستطاع ، رجاءا فليكن مدربا عارفا بخبايا الدار و دعونا من حساباتكم السياسوية الضيقة. بقلم : الضميري ياسين [email protected]