لا تبعد إلا عشرات الأمتار عن الساحة التذكارية التي خلدت ل"ضربة سانيغال" الشهيرة يوم السابع من أبريل سنة 1947، حين كان الفضاء الحضري لدرب السلطان ومعه أزقة درب الكبير يعج بنشاط مقاومة الحركة الوطنية وعمليات الفدائيين، كما أنجبت المنطقة ثلة من الفنانين والمثقفين والسياسيين المرموقين الذين كانت لهم أدوار مهمة في التاريخ الثقافي والسياسي للمغرب. لكن كل ذلك أصبح جزءا من ماض، تلاشت خلفه تلك الصورة الوردية لدرب الكبير وأزقته، التي باتت اليوم مرتعا لتجارة الحشيش والحبوب المهلوسة ومشتلا للانحراف الحضري، خصوصا في الأوساط الشبابية. تكاثر سكاني وضعف في البنيات الثقافية والصحية المصاحبة لهذا التطور الديمغرافي، كلها عوامل ساهمت في انتشار العنف والجريمة في إحدى المناطق الحضرية الهامشية بالعاصمة الاقتصادية. التي باتت تقض مضجع السكان والفاعلين المدنيين.... في السابق، كان كلما حاول رجال الأمن إلقاء القبض على أفراد العصابات المتاجرة في الحشيش والحبوب المهلوسة بالزنقة 8، إلا واصطدموا بانتفاضة جماعية للسكان المحليين، شباب ونساء وأطفال..، ينتفضون ضدهم ويطاردونهم بالسيوف والعصي حتى مداخل حي درب الكبير، الذي يقع بدرب لسلطان بقلب العاصمة الاقتصادية، ومحاذيا للدائرة الثامنة للشرطة. تاركين خلفهم أصفادهم في حالات عديدة سابقة، كما عرف الزقاق حالات إطلاق نار بواسطة السلاح الوظيفي لرجال الأمن في مرات عديدة، وذلك بمناسبة محاولات اعتقالهم لأحد المروجين أو للدفاع عن أنفسهم من مباغتات المروجين الذين لا يترددون في نصب الكمائن لهم داخل الأزقة، سواء بمباغتتهم بالحجارة من السطوح أو قنينات المياه الحارقة «الما القاطع» ... هي أشبه ب»فافيلات» البرازيل، حيث يتزاوج البؤس الاجتماعي بالمخدرات وسائر الآفات الاجتماعية، فالويل لمن تسول له نفسه الدخول بدافع التطفل أو الفضول. إلا أن «المساء» أبت إلا أن تقتحم هذا الزقاق، برفقة دليل من الحي نفسه، لنقل صورة عن الواقع الاجتماعي الهش والانحراف المتمثل في التجارة المكثفة للحشيش والحبوب المهلوسة، كظواهر حضرية تعج بداخلها... لكن استقدام المسؤول الجديد العميد «الصوتي»، الذي تم تنقيله قبل بضعة أشهر، استطاع في فترة وجيزة، إيقاف العشرات من مروجي الحشيش، والحبوب المهلوسة وتفكيك شبكة الزنقة 8، وتمشيط المنطقة الأمنية لدرب السلطان التي يشكل داخلها درب الكبير والزنقة 8، الذائعة الصيت، أهم النقط السوداء بالمنطقة. كل ذلك، ساهم في استحسان ملحوظ لمجهوداته من طرف الفاعلين المدنيين والسكان عموما، الذين استشعروا عودة الهدوء النسبي، لشوارع المنطقة الصاخبة لدرب السلطان. وانخفاض نسب السرقة بالاعتداء التي تكون في الكثير من الأحيان عقب استهلاك جرعات من المخدرات، التي كانت سابقا تروج وتقتنى في درب السلطان. لقد سبق لهذا المسؤول أن قدم حصيلة عمل مهنية مهمة، تمثلت في اجتثاثه لمقاهي الشيشة بمنطقة أنفا، التي كان يشغل بها منصبه السابق قبل تنقيله إلى درب السلطان، بعد أن آلت فيها الأوضاع إلى مؤشرات سلبية في توفير الأمن بالمجال الحضري. مرحبا : أنتم في زنقة 8.. عقب تعيين المسؤول الأمني الجديد بأيام قليلة، ضربنا موعدا مع دليلنا، وهو شاب يقطن بالحي نفسه، وزبون شبه دائم لتجار الزنقة 8، وما أن تتجاوز شارع الفداء الممتد، وتلج أزقة درب الكبير، حتى يختلف عليك المنظر العمراني والوجوه كذلك... فبالرغم من التوصيات الصارمة لدليلنا بعدم الحملقة في وجوه الشباب الذين نصادفهم عبر الأزقة، إلا أني كنت لا أتردد في اختلاس بعض النظرات إلى تلك الوجوه الشابة التي أنهكها الاستهلاك المكثف للمخدرات وسوء التغذية... هم بتعبير عالم الاجتماع الفرنسي بورديو عبارة عن «حيطيست»، يركنون إلى جدران منازل الحي المتهالكة التي يعود تشييدها إلى سنوات العشرينيات من بداية القرن المنصرم، يراقبون كل الوافدين على فضائهم، ولا يتردد البعض في إرشادك إلى الزقاق إن كنت ممن يلجونه للمرة الأولى، لا تسمع إلا عبارة «زيد أخويا من هنا...» وكأن الكل مجندون لخدمة الزبائن وإرشادهم، هو عبارة عن زقاق طويل ممتد بين مدخل الحي من جهة شارع الفداء وشارع لاكروا. ونحن نترجل في اتجاه المنزل المقصود، هالني ذلك الكم من الشباب البائس الذي ينتظر في الطابور، منهم من يحمل كتبه المدرسية، ومنهم من لم يذق زادا منذ الصباح في انتظار بدء عمل تجار المخدرات، «يدخلون الصف» في خشوع وترقب لدورهم القادم بعد دقائق، حيث لا تسمع إلا العبارات الصارمة لمنظمي العمل بالزقاق، «دخل الصف..» «زيد دخل أنت..»، وصل دورنا فولج دليلي المنزل لأبقى أنا خارجا بقصد الملاحظة أكبر وقت ممكن، فنهرني أحد المنظمين «زيد دخل ألكاسكيطة..» قبل أن يجيبه زميل له «راه صاحبو دخل، غي خليه»، يقضي نظام طابور الانتظار بالاصطفاف على الحائط، ثم ولوج أحد المنازل الذي ينتهي عنده الطابور عبر أفواج تصل إلى عشرة أفراد، تخرج بعد أقل من خمس دقائق، حيث السرعة والحذر هما سمتا الوضع... بالنظر إلى «جودة» النوع المعروض من الحشيش والكمية «المحترمة» للقطع التي تبتدئ من سعر 30 درهما للقطعة الصغيرة «طريفة» إلى قطع أكبر تسمى ب «الربوعا» أي قطعة 30 مضروبة في أربعة و»نص الربوعا»، فإن زبائن الزقاق لا يقتصرون على شباب الحي أو الأحياء المجاورة، بل كانوا يتوافدون من كل حدب وصوب للعاصمة الاقتصادية، وهو الأمر الذي عايناه مباشرة، وذلك حينما نزلت دفعات كبيرة من الشباب، تصل إلى عشرة أفراد من إحدى حافلات النقل العمومي بشارع الفداء جهة المحطة الطرقية، متوجهة صوب زنقة 8. هذه الشهرة هي التي ساهمت في انتعاش تجارة الحشيش والحبوب المهلوسة بالزنقة نفسها، حتى وصلت إلى ماهو عليه اليوم، فهي كانت تحتضن أكثر من خمسة منازل للبيع بالتقسيط والجملة و»الغرامات». كذلك، ليس المدمنون وحدهم من يقصدون الزنقة، لأن بعض تجار المخدرات الصغار من مناطق أخرى، يقصدون بدورهم الزنقة لتبضع كميات تتراوح بين 100 و400 غرام، وإعادة ترويجها لاحقا بمناطقهم الأصلية. استفسرت دليلي عن سر هذا الإقبال الكبير على الزنقة، فأجابني بتلقائية وعفوية: «راه عندهوم الكمايا هي..»، وأضاف، «هنا حتى واحد ميتعدى عليك..»، إذن الضبط والنظام الذي يفرضه تجار ومروجو المخدرات داخل الزنقة، ساهم بشكل واضح في ارتفاع الإقبال على بضاعتهم، إذ يتعرض عادة المدمنون في أزقة درب الكبير أو في مناطق أخرى، إلى الاحتيال عليهم أو الاعتداء من طرف بعض «الفتوات المحلية»، لكن هنا الوضع يختلف... شبكة مراقبة عنكبوتية إضافة إلى الشباب الذين كانوا ينظمون الصفوف، وآخرون الذي عملوا داخل المنازل الخمسة، كان يجند «المروج الحامي» أو «الباطرون الكبير» العشرات من الشباب والأطفال والفتيات في شبكة كبيرة للمراقبة، كان يقبع أغلبهم في مراكز مراقبة ثابتة خلف صناديق بيع السجائر بالتقسيط، ومزودين بهواتف محمولة تخبر مروجي المخدرات بالزقاق بكل حركة مريبة لبعض المارة، وكذا بدخول رجال الشرطة، سواء كانوا داخل سيارات أو مترجلين في حملة مداهمات «فجائية». هم أشبه ب»سكانيرات» بشرية، قادرين على تمييز كل غريب عن المنطقة بلمحة بصر، والاعتياد كذلك على عشرات الوجوه من الزبائن اليومية، منهم كذلك من يتجول باستمرار بمحيط الزنقة عبر الأزقة المجاورة. وما أن يرصدوا رجل أمن أو فرقة مداهمة، يتصلون هاتفيا بمروجي الحشيش داخل الزقاق ومنظمي الصفوف من «الفتوات»، لتغلق الأبواب في لمح البصر ويتم تشتيت الزبناء، أما الفوج الذي يلج المنزل للتزود بقطعته من الحشيش، فإنه يصبح محجوزا رفقة المروجين في أحد المنازل، وقد يستمر الوضع لساعات، كما حصل في أحيان كثيرة، إذ تم خلال فترة «الاحتجاز» هذه، إكرام الزبائن المحتجزين بقطع حشيش مجانية والسجائر وبعض المشروبات، نظرا لتحملهم هذا الواقع دونما إثارة أية مشاكل... العنصر النسائي بدوره غير غائب عن هذه الشبكة، فخلال فترة مكوثنا القصير بالزنقة 8، انتبهنا إلى مجموعات صغيرة من الفتيات، كن ينتشرن على طول الزنقة، وحينها، استفسرت دليلي عن فرضية كونهن زبونات بدورهن يبتعدن عن الطابور الذكوري، فأجابني بأن هؤلاء الفتيات مجندات لحماية الزقاق من المداهمات، إذ لا يترددن في افتعال المشاجرات البينية حال اقتحام رجال الأمن الزنقة، وخلق جو من التشويش المتعمد بالصياح والعراك «التمثيلي» بهدف التشويش على رجال الأمن، ومنح دقائق ثمينة للمروجين لغلق الأبواب وتشتيت الطابور، كما تلعب الفتيات «الحسناوات» داخل هذه الشبكة دور «الحمالات» أو»مسخرات» تنقلن بضاعة الحشيش من منطقة إلى أخرى في صفقات صغيرة، ويلعبن أيضا دورا مركزيا في تهريب الحبوب المهلوسة من شمال وشرق المغرب إلى البيضاء، عبر التستر بتجارة التهريب «المتعارفة»، ودس منقولاتهن بين بضاعة للأغطية أو «التحزم بها»، فهي حتما تدخل في خانة «ما خف وزنه وغلا ثمنه»، لأنه يصل –حاليا- ثمن الحبة منها إلى 50 درهما كثمن متوسط، مرشح للارتفاع في مناسبات عديدة، مثل شهر رمضان. تنظيم محكم وعائدات مهمة كان الكل يعرف وظيفته داخل شبكة زنقة 8، هناك من يرشد، وهناك من ينظم الأدوار الجماعية، لتصل داخل المنزل أمام الدرج حيث يشتغل 3 أفراد، أحدهم يقطع ويسخن الحشيش في عملية لتكريره، ليصير في الأخير قطعا متراصة، ثم تشفيرها بعملية تسخين «علامة شبكية» بمربعات صغيرة على سطح القطعة، وذلك حتى لا تختلط «علامة الجودة» بواقع المنافسة بدرب الكبير وبعض المناطق المجاورة. الاثنان الآخران، أحدهما يتناول القطع الجاهزة للبيع ويمدها للزبائن، في حين الأخير مكلف ب»غلة اليوم» التي يضعها في كيس صغير، ويعزى هذا التنظيم المحكم في وظائف ترويج المخدرات، إلى هاجس الحيطة والحذر للمروجين من المباغتات الأمنية التي أصبحت بوتيرة شبه يومية بعد تعيين المسؤول الأمني الجديد قبل بضعة أشهر. إضافة إلى هذه الصورة المصغرة لاشتغال إحدى الدور التي كانت معدة سابقا لترويج المخدرات، يقع مستوى آخر لتراتبية الوظائف يظل أهمها «البزناس» أي ذلك الذي يناول القطعة للزبون، ويحاول إقناعه بجودة المنتوج وخصائصه، بالعبارة الشهيرة : «شد راها مزيانة، تنوض في الصباح مزيان....» كانت هناك خمس دور، كل واحدة منها تروج ما بين كيلوغرامين إلى ثلاثة كيلوغرامات، إضافة إلى بعض «الغرامات» ليصل معدل ما كانت تروج له كل دار إلى 5 كيلوغرامات، بعملية حسابية بسيطة نحصل على مجموع 25 كيلوغرام توزع بشكل يومي بانتظام، بأرباح تصل إلى أزيد من 30 مليون سنتيم يوميا، دون احتساب عائدات الحبوب المهلوسة، لأن التنظيم المشار إليه سالفا يتضمن كذلك مروجي الحبوب المهلوسة الذي ينعتون ب»الأطباء» .... وقد حصل في أحايين كثيرة، أن اكترى أحد الشباب المتحدرين من الزنقة والقاطنين فيها في بيت عائلي، بأن أكترى «عتبة منزلهم» بمبلغ قد يصل إلى 2000 درهم يوميا، أما عن أجر العاملين، فقد كان نصيب «البزناس»1500 درهم نظير مدة عمل من الساعة الثالثة بعد الزوال حتى غروب الشمس، ليترك المجال لبعض المنحرفين الصغار والمروجين المبتدئين في ترويج بضائعهم الشخصية بكميات محدودة، التي يحصلون عليها من عائدات أوقات الذروة في الاشتغال والجولان بالزقاق، في حين يقصد أصحاب «الغلة» حانات عين الذئاب لصرف دراهم المدمنين البؤساء على ليال الصخب والمجون.... أما الاثنين اللذين يشتغلان في الدرج إلى جانب «البزناس» فيصل أجرهما إلى 500 درهم، وقد يحصل أن يتضاعف إن اشتغلوا في أكثر من منزل واحد في اليوم نفسه، أما جحافل الشباب التي تنظم الأدوار في الطابور أو هؤلاء الذين يراقبون المجال جيئة وذهابا أو عبر موقع ثابت، فتتراوح أجورهم اليومية بين 200 و 300 درهم، إضافة إلى شبكات «الإحسان المحلي» التي ينهجها المرجون-عادة- للتكفل ببعض الفقراء أو ذبح إحدى المواشي وتوزيع لحومها على الفقراء، في وضع أشبه بما كانت تقوم به إحدى الشبكات لترويج المخدرات بالبيضاء. وعيد المسؤول الأمني الجديد عقب تعيينه بأيام قليلة، لم يتردد المسؤول الأمني الجديد، في التوجه رفقة فرقته لمكافحة المخدرات، إلى الزقاق والطرق بقوة على الأبواب التي كانت توصد قبل اقتحامه بدقائق قليلة، وتوعد المروجين بصوت عال بأنه من اليوم لن تباع قطعة بالزنقة، وذلك في إشارة صارمة منه إلى المروجين و»حماتهم» بأنه يعي جيدا لماذا تم استقدامه على عجل إلى درب السلطان». كما يروج بعض الشباب بدرب السلطان إحدى عباراته الطريفة، حين قال: «إنه سوف يأتي يوم يطلق فيه دجاجة في أزقة درب السلطان، تحمل سلاسل ذهبية دون أن يجرؤ أحد على لمسها...» أكيد أن السكان المحليين يستحسنون جديته في التعاطي بحزم مع هؤلاء المروجين، الذين يخربون صحة وعقول الشباب والمساهمة مباشرة، في ارتفاع نسب الجنوح الحضري، لكن «يد واحدة لا تصفق» كما يقول المثل، فحفظ الأمن والصحة العمومية لا يلقى على عاتق رجال الأمن فقط، في غياب المنتخبين سواء محليا أو جهويا، وكذا فعاليات المجتمع المدني للتحسيس بخطورة مثل هذه الظواهر التي باتت تسيطر على المجال الحضري، وتذكي حدة التوترات الحاصلة داخله. كما يجب تقديم كافة الدعم المادي واللوجستيكي للعناصر الأمنية لتجاوز النقص في عدد العناصر الأمنية، عبر تفعيل أدوار الشرطة في حفظ الأمن والسكينة العمومية وتوفير سيارات ودراجات كافية للدوريات الأمنية. مسؤول أمني من طينة مختلفة في الرابع من دجنبر الماضي قررت المديرية العامة للأمن الوطني إحداث تغييرات في مناصب المسؤولية بالشرطة القضائية بالدار البيضاء، من أجل التصدي لتفاقم الجريمة في منطقتي الفداء درب السلطان وعين الشق، كان من أبرز المعينين العميد عبد الإله الصوتي، الذي تم تكليفه برئاسة الشرطة القضائية للمنطقة الأمنية الفداء مرس السلطان، بعد أن تزايد نفوذ تجار المخدرات والحبوب المهلوسة بالمنطقة. الذين يعرفون العميد الصوتي خلال توليه المسؤولية سواء بدائرة الفردوس بالحي الحسني أو السور الجديد بآنفا، يعرفون بأن الرجل من طينة مختلفة لا يكل ولا يمل في محاربة الجريمة مهما كانت المخاطر التي يواجهها أثناء عمله في محاربة تجار المخدرات والخمور والأقراص المهلوسة. المقربون منه يعرفون بأنه يمكن أن يستمر في العمل بشكل متواصل لمدة تتجاوز ال12 ساعة، يواجه خلالها مختلف التحديات في احتكاك مباشر مع أخطر أنواع المجرمين وتجار المخدرات، إذ يبتكر أساليب جديدة للوصول إليهم مهما بلغت المخاطر والتحديات، هذه المواصفات التي لا تتوفر في جميع المسؤولين الأمنيين جعلت بعض سكان المدينة القديمة وخاصة جمعيات المجتمع المدني بها تتحسر على رحيله، بعد علمها بقرار المديرية العامة تعيينة بمنطقة الفداء، على اعتبار أنه استطاع في مدة قليلة التقليل بشكل كبير من الظواهر الإجرامية التي كانت منتشرة، حينما كان رئيسا لدائرة السور الجديد. غير أن العمل المهم الذي عرف به العميد الصوتي خلال عمله بدائرة السور الجديد هو حملاته المنظمة على مقاهي الشيشة المنتشرة بتراب عمالة مقاطعات أنفا، بما فيها مقاهي فاخرة في الشريط الساحلي عين الذياب، وهو ما عرضه في أكثر من مناسبة إلى احتجاجات أرباب المقاهي الذين تنفسوا الصعداء بعد قرار تنقيله إلى المنطقة الأمنية الفداء، غير أن فئة جديدة من تجار المخدرات والأقراص المهلوسة بالمنطقة أصبحت تعد أنفاسها في انتظار ما قد تحمله الأيام المقبلة.