قالت مصادر من الشرطة إن 24 شخصا على الأقل اعتقلوا وأصيب مئات آخرين، بينهم 50 شرطيا، بجروح في أحداث أعقبت "مسيرة الكرامة" أمس السبت بمدريد. واندلعت هذه الأحداث في ساحة دي كولون وسط العاصمة الإسبانية مدريد عندما حاول مجموعة من الأشخاص الوصول إلى شارع جينوفا حيث يوجد مقر الحزب الشعبي (الحاكم). ووقعت الاصطدامات بعد انتهاء المظاهرة، إذ تصدت الشرطة لعشرات الشباب شرعوا في رشق رجال الأمن، وإقامة متاريس، وحرق صناديق القمامة وتحطيم نوافذ الأبناك. ووفقا لمصادر الشرطة فإنه يوجد من بين المعتقلين ثلاثة قاصرين متهمين ب"مقاومة والمس بالسلطة وبأعمال التخريب"، مشيرة إلى أن أربعة من ضباط الشرطة، أحدهم في حالة خطيرة، نقلوا إلى المستشفى. وشارك آلاف الأشخاص في المظاهرة الضخمة التي نظمت أمس بمدريد احتجاجا على "البطالة، والأوضاع الاجتماعية، وسياسة التقشف وخفض الميزانية التي أقرتها الحكومة خلال العامين الماضيين". ورفع المتظاهرون، الذين جاءوا من أقاليم الأندلس وكتالونيا وأستورياس وإستريمادورا ومن جهات أخرى من إسبانيا، أعلام كل جهات إسبانيا، مرددين شعارات نددت ب"الوضع الاجتماعي" لشريحة مهمة من الإسبان. كما ندد المشاركون في هذه المظاهرة، التي جرت تحت مراقبة عدد كبير من رجال الشرطة وعناصر مكافحة الشغب، بارتفاع معدل البطالة الذي بلغ 26 في المائة من مجموع الساكنة النشيطة، وكذا بسياسة التقشف التي تنهجها حكومة ماريانو راخوي منذ سنتين. وطالب المشاركون في هذه المظاهرة، التي نظمت تحت شعار "خبز وعمل وسقف للجميع"، والتي دعا إليها تجمع الجمعيات والنقابات منها نقابة الأندلس للعمال و"الجبهة الحضرية - نحن الأغلبية"، الحكومة بوقف تخفيض ميزانيتي التعليم والصحة. وانضمت للمتظاهرين، تجمعات أخرى كأرضية المتضررين من عمليات إخلاء المساكن، والقمة الاجتماعية التي تضم نقابات اللجان العمالية والاتحاد العام للعمال واتحاد نقابات العمل، الذي يضم أزيد من 100 منظمة تمثل المجتمع المدني، وتنسيقية "25 س". وعبأت وزارة الداخلية نحو 1650 من عناصر الشرطة وعناصر مكافحة الشغب بهدف ضمان الأمن وكذا للحيلولة دون وقوع أعمال شغب قد يثيرها المتشددون من بين المشاركين في هذه المظاهرة. يشار إلى حكومة المحافظين شرعت منذ وصولها إلى السلطة في 2011 في نهج سياسة تقشف صارمة وذلك بهدف الحد من العجز العمومي وخفض دين إسبانيا.