ترأس الملك محمد السادس، اليوم الاثنين بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل خصصت لدراسة مدى تقدم أشغال إنجاز مخطط الطاقة الشمسية المغربي "نور" وكذا وسائل تعزيزه في المستقبل. وذكر بلاغ للديوان الملكي أن جلسة العمل هذه، تندرج في إطار المتابعة المنتظمة للملك محمد السادس، لمختلف مراحل هذا المخطط ، وذلك منذ انطلاقه في 2 نونبر 2009 بورزازات وإحداث الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن). وخلال جلسة العمل هذه التي حضرها رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران ، ومستشارو الملك، زليخة نصري وفؤاد عالي الهمة وياسر الزناكي ، ووزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة عبد القادر اعمارة ،والمدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب علي الفاسي الفهري، جدد الملك التأكيد على إرادة المغرب في تحصين تنميته الاقتصادية والاجتماعية من خلال سياسة طاقية فعالة ، وتحترم البيئة بشكل يتيح تجنيب الأجيال المقبلة جميع المخاطر ذات الطابع الاقتصادي والإيكولوجي. وقدم مصطفى الباكوري ، رئيس مجلس الإدارة الجماعية للوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن) ، عرضا حول تقدم أشغال إنجاز المحطة الأولى "نور ورزازات 1" والتي تسير وفق المخطط المرسوم بعد إتمام جميع مراحل التسليم ورصد الاعتمادات المالية. وهكذا فإن أول حصة من كيلوات "نور ورزازات 1"، التي تعد أكبر محطة في العالم بهذه المواصفات التكنولوجية، سيتم ضخها في الشبكة الكهربائية الوطنية انطلاقا من شهر غشت 2015. كما قدم الباكوري أجندة إنجاز المحطات الثلاث "نور ورزازات 2" ، و"نور ورزازات 3" ، و"نور ورزازات 4" ، والتي ستتيح استكمال مركب الطاقة الشمسية لورزازات الذي تبلغ طاقته 500 ميغاوات. وشمل التقديم أيضا انتقاء مواقع جديدة لاحتضان المشاريع المستقبلية، بما يحافظ على الدينامية المحددة في مخطط الطاقة الشمسية المغربي والمتمثلة في إنتاج 2000 ميغاوات في أفق 2020، أي 14 في المائة من حاجيات المملكة من الطاقة، علما بأن نسبة الطاقات المتجددة ستمثل 42 في المائة من مجمل استهلاك الطاقة الكهربائية. وأنجزت عملية انتقاء المواقع الجديدة بناء على الأطلس الشمسي للتراب الوطني الذي تم مؤخرا إعداده وإتمامه بتحليل دقيق ومتعدد الأبعاد لمختلف الجهات. وهكذا فإن المواقع التي تم اختيارها لاحتضان المشاريع المقبلة لمخطط الطاقة الشمسية المغربي "نور" هي ميدلت وطاطا. وقد أعطى الملك ، بهذه المناسبة ، توجيهاته بأن يكون مخطط الطاقة الشمسية المغربي رافعة حقيقية للتعاون جنوب- شمال، والتعاون جنوب- جنوب وذلك ، من خلال اقتسام الطاقة الخضراء مع البلدان الأوربية، من جهة ، ومن جهة أخرى من خلال التعاون المؤسساتي والعملياتي مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء التي تتوفر على إمكانيات حقيقية من الطاقة الشمسية.