ملحوظة بعض الفيديو هات تحتوي على كلمات نابية " ميناء أكادير والرشوة عاين باين " ، " الديوانة والرشوة والفساد " ، " وكيل الملك والتستر على تجار المخدرات بالمغرب " ، " قايد القليعة " ، " قاضي التحقيق والكذب والتماطل " ، " فضيحة من العيار الثقيل لدركي " ، عناوين أشرطة وغيرها كثير بثها مواطن مغربي يدعى " نحكام محمد " على موقع اليوتيوب ليفضح واقع الفساد الذي يعيشه رجال سلطة الجماعة الحضرية للقليعة وليوثق بالصوت والصورة مفارقات عدالة مغربية ، جعلت منه ظالما بعدما كان مظلوما ، وحولته من عامل في ميناء إنزكان إلى قناص يصطاد ضحاياه من المسؤولين " الفاسدين " بأدوات رقمية بسيطة . واجب وانتقام ... تبدأ قصة " القناص الجديد " حين قام قبل أزيد من سنة ونصف بتبليغ رجال الدرك الملكي بالجماعة الحضرية للقليعة (عمالة إنزكان آيت ملول) بوجود عصابة خطيرة تتاجر في مختلف أنواع المخدرات وتعترض سبيل المارة بالقرب من منزله ، الأمر الذي دفع قائد سرية الدرك هناك إلى الانتقال رفقة 12 دركي إلى مكان تواجد العصابة وهناك تمت مداهمتها أمام أعين الساكنة ومن ثم اقتيادها إلى مقر سرية الدرك بالقليعة . فرحة " محمد نحكام " بأداء واجبه كمواطن بلغ عن جرائم تقع أمام عينه سرعان ما سيبددها ظلام الليل وانحراف المسطرة القانونية التي تتبع في مثل هذه الحالات عن سياقها القانوني ، إذ صرح أنه لم يتم تحرير محضر استماع إليه كمشتكي بأفراد العصابة رغم طلبه لذلك، بل أمر بالذهاب إلى منزله الذي تم حرقه في جنح الظلام من طرف أسر أفراد العصابة التي تم إطلاق سراحهم فيما بعد حسب ما أفاد به قناص انزكان . تشرد وقنص من 31 دجنبر 2012 إلى حدود كتابة هذه الاسطر ، يعيش محمد نحكام متنقلا ما بين الخميسات وإنزكان ، مرورا بالرباط والدار البيضاء وغيرهما من المدن المغربية ، ولأن سلطات " القليعة " عجزت عن إنصافه وحمايته ، ودفعته بعجزها وتواطؤ عناصر منها مع خصومه إلى مفارقة أبنائه والابتعاد عنهم ، فقد تسلح بكاميرا هاتفه النقال لقنص كل من يراه فاسدا ، وليفضح عبر مواقع التواصل الاجتماعي كل من تحوم حوله شبهة فساد كبيرا كان أم صغيرا . وهكذا نشر عبر صفحة فايسبوكية تحمل اسم " فضائح القليعة " اعتداء قائد سرية الدرك الملكي عليه ، وبث على قناته في اليوتيوب شريطا يوضح تماطل " قائد الجماعة " في محاربة البناء العشوائي ، وشريطا آخر يبين سوء استقبال وكيل الملك له بمكتبه ، وأشرطة كشف بها استفحال ظاهرة الرشوة في صفوف رجال الجمارك بالمنطقة ، وفيديوهات أخرى تنوعت ما بين التوثيق لعصابات تتاجر في المخدرات بعدة مدن ، ونقل هموم الناس وقضاياهم إلى الرأي العام الوطني . رسالة إلى من يهمه الأمر في آخر شريط له ظهر محمد نحكام بوجه مكشوف وهو يوجه رسالة الى الملك يطالبه فيها برفع الحيف عنه وإحقاق الحق الذي عجزت سلطات إنزكان عن تحقيقه له ، مؤكدا أن المسؤولين الذين فضحهم يتربصون به الدوائر و يسعون لتلفيق تهم ترسله إلى السجن في أقرب الآجال . وأفاد " نحكام " في ذات الشريط أنه كان عضوا في حزب الاستقلال ، وناضل جنبا إلى جنب مع عباس الفاسي وحميد شباط الذي عجز عن إيجاد حل لملفه ، الأمر الذي دفعه إلى تمزيق بطاقة العضوية والكفر بهذا الحزب . وفي رسالة خص بها رئيس الحكومة دعا محمد نحكام عبد الاله بنكيران إلى تذكر شعاراته حين كان مجرد برلماني يدعو إلى محاربة الخمور والمخدرات في الأحياء الشعبية ، وإلى الوقوف في صف المستضعفين والمظلومين بهذا البلد . وأضاف أنه يملك مئات الأشرطة التي من شأنها أن تجر مسؤولين أمنيين إلى السجن بسبب فسادهم ، وأنه مستعد لإعطائها لبنكيران أو لمن يهمه الأمر حتى يتحقق العدل الذي غاب عن مدينته فغيبه عن أهله وأسرته .