بقلم الناشط الجمعوي : مصطفى الوردي [email protected] من منا من لم يتصفح يوما أحد الأشرطة بالموقع العالمي اليوتيوب وأعجب ببعضها لما تتضمنه من رسائل قوية إلى من يهمهم الأمر ، ومن منا من لم يشكر ولو في نفسه مؤسسي هذا المحرك العالمي الموظفين الأمريكيين الثلاثة في شركة”باي بال “السادة ” تشاد هيرلي ، وستيف تشين وجاود كريم ” الذين أخرجوا هذا الموقع إلى الوجود ومن منا لا يعترف بالشعبية القياسية التي فاقت كل التوقعات لليوتيب والتي تجاوزت شعبية شركات عملاقة هي الأخرى تعمل في سوق الفيديو الإلكتروني المجاني ” ياهو ” أو ” دالي موشن ” . من منا من لم يثلج صدره وهو يرى أشرطة تنقل واقعا مرا لشتى المواضيع ( الإجتماعية ، الثقافية ، الاقتصادية ....) من منا من لم يلمس عدالة اليوتيب من خلال مشاهدته لأشرطة بعض القناصة على الموقع بالصورة والصوت لدركيين مثلا يتربصون بسائقي الشاحنات الكبيرة والصغيرة وسيارات نقل البضائع ويأخذون منهم رشاوي للسماح لهم باجتياز نقطة التفتيش دون أن يكلف احدهم نفسه عناء تفتيش السيارات أو التأكد من هوية السائقين . هذا الأشرطة التي تجاوز صيتها الحدود وبثتها كبرى القنوات العالمية كقناة ” إل . سي . إي ” التي بثت روبورتاجا عن قناص ترجيست سمته بروبين هود المغربي . هل توجد عدالة أكثر من اليوتيوب ؟ فبمجرد ظهور بعض الدركين على اليوتيوب سارعت السلطة إلى إعتقال جميع الدركيين الذين ظهروا في الأشرطة وحاكمتهم بتهمة الرشوة . الدركيون الذين اصطادتهم كاميرات قناصة اليوتيت سيكونون عبرة لغيرهم قبل الإقدام على مثل هذا السلوك الفاسد .لكن حينما يصور الحق ويبث بالصورة والصوت نجد هناك من لايعجبه هذا الأمر ويبدأ في البحث على هؤلاء القناصة لتأديبهم ومحاكمتهم والزج بهم في السجون بتهمة نقل الحقيقة فبعضهم لا تعجبه الحقيقة لأنها مرة وتفضح واقع الكثير الذين يدعون المهنية والمصداقية لكن الحقيقة عكس ذلك فكم من فاسد وعابث في الأرض راكم الثروات بالرشوة ” دهن السير يسير ” وتجده حينما يشاهد تلك الأشرطة على اليوتيوب التي يصورها القناصة بإحترافية يخاف بأن تصل إليه عدسات هؤلاء القناصة في يوم من الأيام ، فعلى هؤلاء أن يرجعوا إلى الطريق الصحيح ويكتفوا بأجرتهم الحقيقية التي تصلهم على رأس كل شهر وإلا سيأتي عليهم الدور لامحالة وحينها لا ينفع الندم ، فالقناصة ماضون في طريقهم والأشرطة التي تبث على اليوتيوب تأكد ذلك . فعدالة اليوتيوب لم تقتصر على التصدي للمرتشين فقط بل شملت جميع المفسدين على إختلاف القطاعات التي يمثلونها وقناصة اليوتيوب متنوعون منهم أيضا حتى التلاميذ . من منا من لم ينوه بالمجهودات التي قام به بعض تلاميذة ثانوية محمد السادس بمراكش حينما نقلوا بالصوت والصورة حالة التعفن التي تحيط بجدران وأرضية وأسقف البناية مع إختناق تام لتلك المراحيض وامتلائها بالقاذورات ، وحالة هذه المؤسسة تنطبق على العديد من المؤسسات التعليمية وخصوصا مراحيضها التي تنعدم فيها الصيانة فأين هي الإدارة و جمعيات الآباء ؟ . وهل منا من ينكر الدور الكبير لليوتيب في الإنتخابات الجماعية الأخيرة وكيف ساهم في الإطاحة بمجموعة من الرؤوس التي عمرت طويلا ولم تقدم شيئا من تلك الوعودات التي قدموها في ولاياتهم الانتخابية السابقة فكان لهم اليوتيوب بالمرصاد. ومن منا من لم يغير رأيه في أحد المرشحين بالإقليم بمناسبة الانتخابات الجماعية الأخيرة بمجرد بث بعض الأشرطة على المواقع الإلكترونية وكيف أن المواطن إكتشف حقائق يندى لها الجبين عن الفساد والتسير العشوائي واستغلال المنصب . المهرجانات الخطابية الأخيرة تم تسجيلها بطبيعة الحال من طرف بعض القناصة ولابد وأن يأتي اليوم لعرضها فست سنوات ليست كثيرة ، فعلى من وضعت فيه الثقة أن يكون في مستواها وان ينفذ البرامج التي توعد بها وإلا سيتم فضحه في الانتخابات القادمة ويتم عرض بعض المقتطفات من خطاباته القوية على اليوتيوب لتدمر شعبيته وان غدا لناضره لقريب فتحية للقناصة على اليوتيوب الذين ينقلون صورا حية من واقع مر نعيشه يريدون من خلال بث تلك المقاطع المساهمة في قطع الطريق على كل من سولت له نفسه الكذب علينا والتلاعب بمستقبلنا فتحية أيضا لقناصة اليوتيوب الذين يستغلون هذا المحرك فيما هو إيجابي بطبيعة الحال لأن هناك بعض المرتزقة الذين يستغلون الموقع لنشر الرذيلة وصور ناس وضعوا الثقة فيهم أو التقطوا صورهم خلسة كصور بعض الفتيتات الشريفات المنشورة على اليوتيوب والذين يريدون بعض ضعاف القلوب النيل بهن وذلك موضوع آخر .