انشغل المجتمع الرياضي العالمي في الأيام الماضية، بمن سيكون اللاعب الأفضل في العالم لسنة 2013، وصاحب الكرة الذهبية، وجاءت النتيجة، الاثنين، لتعلن عن استعادة البرتغالي كريستيانو رونالدو، تلك الجائزة الكبرى، بعد 5 سنوات، حيث سبق له الفوز بها عام 2008. بينما حل غريمه الأرجنتيني، ليونيل ميسي، ثانيًا في اختيارات قادة ومدربي منتخبات العالم وألمع الإعلاميين في بعض الدول، وجاء الفرنسي فرانك ريبيري ثالثًا في تلك الاختيارات.
ورغم أن أغلب التوقعات قبل الإعلان عن النتيجة النهائية كانت تصب في صالح «رونالدو» لما قدمه من مستوى متميز، محطمًا العديد من الأرقام القياسية وقيادته لمنتخب بلاده نحو التأهل إلى مونديال البرازيل 2014، خاصة مع إصابة «ميسي» وابتعاده عن الأضواء خلالها، إلا أن الإنجازات الكبرى ل«ريبيري» مع فريق بايرن ميونخ في العام الماضي، وقيادته الناجحة أيضًا لمنتخب بلاده كانت تضعه في الصورة بشكل كبير، لكن جاءت الاختيارات الشخصية لممثلي العديد من منتخبات ودول العالم لتمنح «رونالدو» اللقب الذي حرمه منه «ميسي» طوال السنوات الأربعة الأخيرة.
وكان كريستيانو رونالدو هو الاختيار الأول ل167 من الأسماء التي قامت بالتصويت الصحيح في هذا الاستفتاء الضخم، بينما كان فرانك ريبيري، هو الاختيار الأول ل163 شخصًا، واختار 119 «ميسي» في المركز الأول ضمن اختياراتهم، بينما جاء «رونالدو» في الاختيار الثاني ل 142 مصوتًا، في حين حل «ميسي» في الاختيار الثاني ل175 مدربًا وقائدًا وإعلاميًا، وهو ما صنع الفارق مع «ريبيري»، وكاد أن يقربه من «رونالدو».
واختير «ريبيري» 78 مرة في المركز الثاني، وكان «رونالدو» هو الاختيار الثالث في قائمة 104 أشخاص، مقابل 85 صوتًا لصالح «ميسي» و78 صوتًا ل«ريبيري» في المركز الثالث.
ومن المعروف أن اللاعب في الاختيار الأول يحصد 5 نقاط، ثم 3 نقاط عن المركز الثاني، ونقطة واحدة عن المركز الثالث، في اختيارات من له حق التصويت على مستوى العالم.
واختارت القارة الإفريقية «رونالدو» في المركز الأول 58 مرة «45%»، ثم «ريبيري»، 33 مرة «25%»، و«ميسي»، 23 مرة «17%»، وكان إجمالي الأصوات التي حصدها نجم ريال مدريد من القارة الإفريقية، سواء حل في الاختيار الأول أو الثاني أو الثالث، هو 102 صوت، مقابل 90 ل«ميسي» و80 ل«ريبيري» .
ولم يظهر ليونيل ميسي، في الاختيار الأول لبعض النجوم الشهيرة في القارة السمراء، عدا قائد منتخب نيجيريا فينسنت إنياما، حيث اختار صامويل إيتو، نجم منتخب الكاميرون، وديديه دروجبا، قائد منتخب كوت ديفوار، ولاعب النادي الأهلى المحترف دومينيك دا سيلفا كابتن منتخب موريتانيا، وابن قارتهم يايا توريه، الإيفواري في المركز الأول، بينما اختار سيدو كيتا، قائد منتخب مالي، الفرنسي ريبيري، أولًا.
ووقع اختيار ستيفن كيشي، مدرب نيجيريا، على «توريه» في المركز الأول، بينما منح الفرنسي صبري لاموشيه، مدرب كوت ديفوار، الاختيار الأول لصالح «ريبيري»، بينما اتفق قائدا منتخبي السودان، طاهر عثمان، وجنوب السودان، جاستن ريتشارد، رغم انفصالهما سياسيًا، على اسم كريستيانو رونالدو، في الاختيار الأول لكل منهما.
وفي القارة الأوروبية، اختير الفرنسي «ريبيري» 60 مرة في المركز الأول «40%»، وحل «رونالدو» في الاختيار الأول لدى 36 شخصًا «24%»، ومن بعيد جاء «ميسي» ب19 صوتًا فقط في المركز الأول «12%»، وكان إجمالى ما حصده «رونالدو» من أصوات أوروبا «114 اختيارًا متنوعًا»، ثم «ريبيري» ب «96»، و«ميسي» ب«95»، بسبب اختيار البرتغالى والأرجنتيني مرات أكثر في المركز الثاني، بفارق أكبر من الفرنسي.
واختفى أيضًا اسم البرغوث الأرجنتيني من الاختيار الأول لدى كثير من الأسماء الشهيرة في عالم كرة القدم بالقارة العجوز، واختير صاروخ ماديرا البرتغالي في المركز الأول لدى كل من ستيفن جيرارد، قائد المنتخب الإنجليزي، وإيكر كاسياس، كابتن المنتخب الإسباني، بينما وقع الاختيار على نجم فرنسا المسلم في المركز الأول في تصويت فيليب لام، قائد المنتخب الألماني، ولويس فان جال، المدرب الهولندي، وإبراهيموفيتش، قائد منتخب السويد، وبالطبع كل الاختيارات الثلاثة الخاصة بفرنسا.
في حين كان اختيار بوفون وبرانديلي، قائد ومدرب إيطاليا، لابن وطنهما المخضرم بيرلو، في المركز الأول، وهو ما كرره روبين فان بيرسي، قائد منتخب هولندا، باختياره لزميله آريين روبن أولًا، واختار كرستيانو رونالدو، بصفته كابتن البرتغال، النجم الكولومبي راداميل فالكاو، في المركز الأول، وبالطبع لم يمنح أي صوت لصالح ميسي في أى مركز حيث اختار، جاريث بيل ثانيًا ومسعود أوزيل ثالثًا.
في حين جاء الصوتان الآخران للبرتغال في صالح الفائز بالكرة الذهبية بالطبع، واختار ديل بوسكي، مدرب أسبانيا وأفضل مدرب في العالم سابقًا، لاعبه المفضل تشافي هيرنانديز، في المركز الأول، ومنحت ويلز صوتين لصالح جاريث بيل، صاحب الانتقال الأشهر هذا العام في سوق انتقالات اللاعبين، فى إشارة إلى أن الاختيار أحيانًا يصب في مصلحة التعصب الوطني أو لرؤية شخصية، بعيدًا عن الإنجازات الحقيقية على أرض الواقع أو المستوى الفني المميز للاعبين.
القارة الأمريكية الجنوبية، وقفت بجوار نجمها الفذ والموهوب، ميسي، كالعادة حيث منحته إجمالًا «26 صوتًا»، مقابل «21 لرونالدو، و16 لريبيري»، وجاء اختيار ميسي فى المركز الأول «11 مرة – 36%»، ثم ريبيري «8 مرات – 26%» و رونالدو «5 مرات – 16%».. إلا أن هذا لم يصنع الفارق الكبير، بسبب قلة حجم التصويت في القارة اللاتينية، مقارنة بأوروبا وأفريقيا وآسيا.
ورغم التنافس الأزلي بين المنتخبين، إلا أن تياجو سيلفا، قائد المنتخب البرازيلي، منح صوته لميسي اختيارًا أولًا، بينما اختار مدربه القدير سكولاري، رونالدو في المركز الأول، ووضع ميسي اختياره الأول بصفته قائد المنتخب الأرجنتيني لصالح زميله وصديقه أندريس إنييستا، وبالمثل لم يرد اسم رونالدو في اختياراته على الإطلاق، حيث ظهر «تشافي» ثم «نيمار» على الترتيب في باقي اختياراته.
واختار روكي سانتا كروز، قائد باراجواي، وأوسكار تاباريز، مدرب أوروجواي فرانك ريبيري، في المركز الأول لدى كل منهما، بينما اختار دييجو لوجانو، قائد منتخب الأوروجواى ابن بلاده لويس سواريز، صاروخ ليفربول الحالى، ودعم ماريو يبيس، الكولمبي زميله وهداف منتخب بلاده راداميل فالكاو، في المركز الأول.
أما فى القارة الآسيوية، فجاء ريبيري في المركز الأول 42 مرة «32%»، ورونالدو «34 مرة – 26%»، و ميسي «33 مرة – 25%»، لكن لم يشفع هذا للنجم الفرنسي، حيث كان إجمالى الأصوات التي حصل عليها في كل المراكز من الأول إلى الثالث هو 74 صوتًا، مقابل 99 لرونالدو و91 لميسي .
وجاءت كل الاختيارات الإيرانية لصالح ميسي فى المركز الأول «3 أصوات )، بينما اختارت اليابان كريتسيانو رونالدو مرتين و فرانك ريبيري مرة، فى حين تنوعت اختيارات الهند ما بين «ريبيري، إنييستا ورونالدو»، واختارت الصين فى المركز الأول «رونالدو و ريبيري.. وتياجو سيلفا»، بينما منحت أستراليا أصواتها الثلاثة للمركز الأول لصالح ريبيري.
وعلى صعيد الاختيارات العربية، فقد تغير الأمر عما شهده العام الماضي من انحياز كبير لصالح ميسي في اختياره بالمركزالأول، حيث اختير هذا العام في المرتبة الأولى 11 مرة فقط، مقابل 22 لصالح رونالدو و14 لريبيري، ووصل إجمالي الأصوات العربية في كل المراكز إلى 41 لصالح رونالدو، و 37 من أجل ميسي و اختير ريبيري 30 مرة .
المركز الأول كان من نصيب «رونالدو» في اختيارات وائل جمعة، قائد المنتخب المصري، وبوب برادلي المدير الفني السابق والإعلامية الشهيرة إيناس مظهر، وهو ما تكرر مع كل اختيارات فلسطين وقطر، وكابتن منتخب العراق يونس خلف، ومحمد حسين قائد منتخب البحرين.
بينما اختار ياسين شيخاوي، قائد المنتخب التونسي، ريبيري في المركز الأول، مثلما فعل كابتن منتخب السعودية سعود كريري، وهو ما اتفق عليه ثنائي الجزائر القائد مجيد بوقرة، والبوسني وحيد خليلودزيتش، المدير الفني.
واختار المدرب الهولندي رود كرول، أثناء إدارته الفنية القصيرة للمنتخب التونسي، زلاتان إبراهيموفيتش في المركز الأول، كما اختار إسماعيل مطر، قائد منتخب الإمارات أندريس إنييستا، أولًا.