خلص خبراء سويسريون من معهد لوزان للفيزياء الإشعاعية إلى أنه من المرجح أن يكون الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قد توفي نتيجة تسممه بالبولونيوم، بحسب تقرير نشرته قناة الجزيرة القطرية اليوم الأربعاء (السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني). وقال التقرير الذي نشر على موقع الجزيرة الالكتروني إن نتائج التحاليل لرفات عرفات "تدعم باعتدال الفرضية القائلة أن وفاته كانت نتيجة لتسممه بالبولونيوم-210". وتابع التقرير "تم إجراء تحاليل سمية وسمية إشعاعية جديدة، أظهرت نسبة عالية لم تكن متوقعة من البولونيوم 210 والرصاص 210 النشطة في العديد من العينات التي تم تحليلها". وأكد مصدر فلسطيني مطلع على الملف، طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ذلك قائلا "تضمن التقرير معلومات عن نسبة عالية من البولونيوم في العينة التي تم أخذها" من جثة عرفات. من ناحيتها قالت سها عرفات أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل الأربعاء أن زوجها مات مسموما بالبولونيوم المشع عام 2004. وأضافت لوكالة رويترز في باريس، بعدما تسلمت نتائج تحاليل للطب الشرعي، "نحن نكشف جريمة حقيقية.. اغتيال سياسي". ويتعلق التقرير بعينات أخذت من قبر عرفات في رام الله بالضفة الغربية حين فتح في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وذكر تلفزيون الجزيرة أن الخبراء السويسريين عثروا على مستوى مميت من البولونيوم-210 في العينات. ويؤكد ذلك نتائج تحقيق للقناة التلفزيونية القطرية كشف العام الماضي عن آثار للنظير المشع على مقتنيات شخصية لعرفات. وكان قد تم نبش رفات عرفات في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 لأخذ عينات منها. وتم توزيع ستين عينة لتحليلها بين فرق المحققين الثلاثة السويسرية والفرنسية والروسية وقام كل فريق بعمله على انفراد من دون أي اتصال بالفريق الآخر. ويتهم العديد من الفلسطينيين إسرائيل بتسميم عرفات وهو ما تنفيه الدولة العبرية على الدوام. وتوفي عرفات عن 75 عاما في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2004 في مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري قرب باريس، الذي نقل قبل وفاته بشهر، بعد أن عانى من آلام في الأمعاء من دون حرارة في مقره العام برام الله، حيث كان يعيش محاصرا من الجيش الإسرائيلي منذ ديسمبر/ كانون الأول 2001. ولم تطلب أرملته آنذاك تشريح الجثة. وكان التقرير الطبي الفرنسي الذي نشر في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 عقب وفاة عرفات قد أشار إلى التهاب في الأمعاء ومشاكل "جدية" في تخثر الدم لكنه لم يكشف أسباب الوفاة.