تشهد العديد من الصالات والنوادي الرياضية إقبالا ملحوظا لنساء وفتيات مغربيات على ممارسة رياضات فنون الحرب كالتايكاوندو و الكاراتيه والجودو وغير ذلك من الرياضات الأخرى بهدف الدفاع عن أنفسهن أمام تزايد الاعتداءات الاعتداءات الجسدية التي تتربص بهن داخل بيوتهن وخارج هذه البيوت . وتقبل نساء متزوجات وغير متزوجات على تعلم فنون الحرب ، وتتعدد الأسباب التي تدفع " الجنس اللطيف " بالمغرب إلى الانخراط في نوادي وصالات رياضات كانت إلى وقت قريب خاصة بالرجال . دفاع عن النفس تشير إحصائيات رسمية وغير رسمية بالمغرب إلى ارتفاع نسبة العنف ضد النساء ،وعلى الرغم من سن قوانين تمنع العنف إزاء المرأة المغربية وتجرم التحرش بهن ،إلا أن هذه الظواهر لا تزال في مستوياتها المرتفعة، خاصة في الشارع ومقرات العمل، دون أن تحظى النساء بقوانين تحميهن من هذه التصرفات . كل هذا وغيره دفع بالعديد من النساء المغربيات إلى الانخراط في النوادي والصالات الرياضية لتعلم فنون الحرب قصد الدفاع عن أنفسهن من العنف الذي يتربص بهن آناء الليل وأطراف النهار . وأوضح سعيد نجمي مالك إحدى الصالات الرياضية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة أن نسبة ارتياد الفتيات والنساء إلى صالته لتعلم فنون الرياضات القتالية ارتفعت في السنوات الأخيرة بشكل لافت للانتباه، مضيفا أن الرغبة في الدفاع عن النفس هي الدافع الرئيسي للجوء عدد كبير من الفتيات والنساء إلى تعلم رياضات فنون الحرب . ومن داخل صالة سعيد نجمي أكدت لنا إحدى الممارسات لرياضة االفول كونتاكت،أنها قررت رفقة صديقات لها من الحي تعلم هذه الرياضة بعد تجربة مريرة عاشتها مع أحد قطاع الطرق الذي اعتدى عليها لينهب ما بحوزتها ، إضافة إلى رغبتها في الشعور بصحة نفسية وجسدية سليمة . متدربات من مختلف الأعمار والأصناف وفي إحدى الصالات الرياضية المخصصة لتعلم فنون الدفاع عن النفس بالدار البيضاء تلمح العين سيدة في الثلاثين من عمرها تقوم بتدريب مجموعة من النساء من مختلف الأعمار أساليب وأبجديات القتال الفردي ومواجهة أو صد محاولات أي اعتداء. هذه المدربة الحائزة على الحزام الأسود في الكاراتي أكدت لنا أن المشاركات في دورات الدفاع عن النفس التي تقوم بها مقابل مبلغ مالي شهري هن نساء من كافة الأعمار،فيهن المتزوجة والمطلقة والمخطوبة والعوانس ، وفيهن الأمهات وربات البيوت والعاملات والموظفات وغيرهن ، وكلهن يتدربن على القتال ، ومنهن من تقبل بإشراف الرجال على تدريبهن ومنهن من يرفضن هذا الأمر خاصة المتزوجات والملتزمات . ويرى الباحث في علم الاجتماع الأستاذ رشيد أغير أن لجوء المغربيات من مختلف الأعمار والأشكال إلى ممارسة رياضات فنون الحرب يعود إلى طبيعة المجتمع المغربي التي أضحت تتسم بكثير من العنف في الفضاءات العمومية والفضاءات الخاصة . واستطرد رشيد بأنه إن كانت المتزوجات والعاملات " البسيطات " يلجأن لتعلم فنون الحرب وباقي أنواع الرياضات الدفاعية لمواجهة العنف فإن الفتيات والشابات والمقبلات على الزواج وبعض الموظفات والميسورات يمارسن هذه الرياضات من أجل دعم لياقتهن البدنية. واعتبر المتحدث أن اقتناع المغربيات بأن الرياضة تعد وسيلة وقائية من مجموعة من الأمراض التي يحبل بها العصر يدفع ببعضهن إلى ممارسة الرياضة بشكل عام وفنون الحرب بشكل خاص .