مباشرة بعد ترأسه لحفل بعد زوال اليوم السبت، في ساحة المشور السعيد بالقصر الملكي بالرباط، بمناسبة الذكرى 14 لاعتلائه سدة الحكم ، انتشرت على الفايسبوك ، تعليقات لاذعة على الطقوس التي ميزت هذا الحفل والتي كان من بينها أداء المبايعين للملك خمس ركعات متتاليات . فتحت عنوان " فعلا إنه حفل البلاء " كتب أحد الفايسبوكيين المغاربة ويدعى " مهدي " على صفحته بالفايسبوك ،: "فعلا انه حفل البلاء الشوهة الركوع لغير الله مذلة .الله جعل صلاة الجنازة مافيها لا ركوع لا سجود غير باش مانركعوش ونسجدوا لبشر فما بالك بهاد التخربيق ديال حفل الولاء " . وعلق آخر على مراسيم حفل الولاء بالقول : " لابسا ثوبا أبيضا، راكبا على فرس، واقفا تحت مظلة يحملها رجل أسود، و أمامه صفوف من الناس، يركعون له تباعا." إذا قرأ أي شخص من العالم المتحضر، هذا السطر، سوف يدرك أن الأمر يتعلق بطقس وثني يعود إلى آلاف من السنين، و سيرجح أن الطقس هذا يتعلق ربما بحضارة المايا أو الأزتيك أو مصر القديمة. فإذا أخبرته أن الأمر يتعلق بطقس يمارس في القرن ال21، سيقول أنك تمتلك روح دعابة قوية! و إذا رفعت التحدي و أريته تسجيلا مرئيا للطقس هذا، سوف لن يساوره شك في أن ما يشاهده ليس سوى فيلما وثائقيا يحاكي تلك الطقوس الوثنية. أما إذا قررت أن تضعه في الصورة، فكن على يقين، أن الرجل سيحمل أغراضه و يأتي إلى المغرب فورا، لكي يجرب الحياة في العصور الوسطى ". وبطريقة ساخرة تساءل الناشط أحمد فرجي على صفحته بالفيسبوك عن شرط الطهارة في الركوع الذي يعرفه حفل الولاء ، وقال في هذا السياق " بالنسبة للركوع في حفل الولاء .. واش الواحد خصو يكون موضي ولا يكتفي بالتيمم ولا غير يركع بلا وضوء ؟ " . ودعا العديد من الفايسبوكيين المغاربة في بيان يحمل عنوان " بيان الكرامة " إلى القطيعة مع الطقوس التي ترافق حفل الولاء السنويباعتبارها تتنافى مع قيم المواطنةوتسيئ إلى سمعة المواطن والوطن . واعتبر الموقعون على هذا البيان أن الطقوس المخزنية الممارسة في حفل البيعة والولاء " ترجع إلى عهود غابرة، وتتنافى مع الذوق السليم وتتناقض مع قيم العصر. كما تذكرنا بمنظومة من التقاليد التي رافقت سنوات الجمر والرصاص ومآسيها". وفي الوقت الذي طالب فيه أصحاب بيان الكرامة ب "احترام كرامة المواطنين والمواطنات، بعيدا عن طقوس الإذلال والطاعة التي تتضمنها المناسبة السنوية لهذه الطقوس ببلادنا" قال ناشطون يطلقون على أنفسهم لقب " الشباب الملكي " إن الركوع للملك " لا عيب فيه ، ولا ضرر فيه ولا ضرار ما دامت النية التي تحكمه هي إظهار الاحترام للملك وتوقيره بعيدا عن العبودية المرفوضة شكلا ومضمونا " . وأورد هؤلاء في معرض دفاعهم عن حفل الولاء والركوع للملك عددا من " البراهين " التاريخية والدينية التي رأوا فيها تزكية لدفاعهم عن طقوس البيعة المثيرة للجدل ، ومن تلك الحجج والبراهين سجود يعقوب عليه السلام وبنيه ليوسف عليه السلام ، وبيعة الرضوان ، الأمر الذي جعل عددا من الفايسبوكيين الرافضين لطقوس البيعة شكلا ومضمونا يستشهدون بزلة " مسقط الطائرات " مصطفى العلوي حين أبدل واو الولاء باء فجعل منه بلاء لخص ما كان يريد هؤلاء قوله تلخيصا جامعا وقاطعا في نفس الوقت .