يبدو أن الخلاف الأساسي بين الولاياتالمتحدة الأميركية وروسيا، القوتين العظميين، لا يقتصر على قضية التغلغل في دول الكتلة الشرقية ومسألة السلاح النووي، إنما هو تحدي الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الرئيس الأميركي باراك أوباما من خلال سيارته الملقبة ب «فرس النهر» الأقوى والأغلى والأفخم.. فبعد رد فعل وسائل الإعلام على طلة سيارة الرئيس الأميركي «الشبح» التي أحضرها الرئيس معه من واشنطن إلى لندن لحضور قمة مجموعة العشرين، وبعد الانبهار الذي رافق عناوين الصحف بشكل السيارة، وما تحويه من مواصفات تكنولوجية لا تجدها إلا في سيارة الرئيس الأميركي، أثيرت حفيظة أحد المسؤولين في الكرملين؛ مما اضطره إلى التحذير بأن العالم لم ير أي شيء بعد في عالم السيارات والتكنولوجيا والتقدم، إلا بعد أن يشاهد سيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الجديدة التي وصلت إلى لندن هي الأخرى على متن طائرة انتونوف للنقل، ليتنقل بواسطتها الرئيس خلال انعقاد القمة. وذكر تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية BBCفي برنامج صباحي أن سيارة ميدفيديف تتفوق على سيارة أوباما بأشواط. وقام المتحدث باسم الكرملين بشرح تفاصيل «زيل» ليموزين، التي من شأنها أن تجعل «الشبح» في خبر كان. الأميركيون تباهوا بتكلفة سيارة الرئيس، التي تبلغ 300 ألف جنيه استرليني، ولكنهم لم يتنبهوا إلى سعر سيارة ميدفيديف، الذي يبلغ 60 مليون دولار أميركي، وتزن 16 طنا، ومصممة لمواجهة أي ضربة نووية، وهي السيارة الأكثر أمنا في العالم. وتابع المتحدث «سيارة الأميركيين آمنة في حال تعرضها لاعتداءات بسيطة، إنما سيارة رئيسنا فهي تتحدى أكبر الهجمات، وباستطاعتها الوقوف في وجه الحرب». وتابع المتحدث «نحن لا نريد التقليل من شأن سيارة أوباما، إنما سيارة ميدفيدف أهم بكثير، وستجعل «الشبح» تبدو قزما أمام «فرس النهر». وتابع المسؤول بأن، وبحسب ما كتبته صحيفة «الغارديان» البريطانية، سيارة أوباما هي السيارة الأهم في العالم، والأكثر أمنا، وتتمتع بكاميرات قادرة على التصوير في الظلام، وهيكلها مصفح، وتحتوي على الأوكسجين لمكافحة الحريق، ومصنعة من الحديد والألمنيوم والتيتانيوم والسيراميك، والإطارات مضادة للثقوب والتمزق، ولكن بعد نشر مؤهلات سيارة ميدفيدف؛ فقد تضطر الصحيفة إلى تصويب الخطأ، والاعتذار عن تسمية «الشبح» السيارة الأقوى في العالم. فسيارة الرئيس الروسي تتمتع ب 12 سنتم من التيتانيوم المقوى، وسقفها من الحديد الخالص، لدرجة أنه يستطيع تحمل وزن دبابة من طراز «تي 72»، ونوافذها مصنعة من البلور المقاوم للصواريخ والقنابل، في حين تتحول إطاراتها إلى سلاسل معدنية عريضة عندما يتم قيادة السيارة في طرقات غير معبدة ووعرة. ويلقب الروسيون سيارة ميدفيدف باسم «هيبوبوتاموس»، أو «فرس النهر»، تيمنا بحجم الحيوان الضخم، فيبلغ طولها مترين، وتضم كل ما يحتاجه الرئيس، بما في ذلك حمام مع دش، ومكتب، و6 خطوط هاتفية، وتكسو الزجاج الخلفي ستارة على غرار الستائر التي كانت تستعمل في سيارات المسؤولين السوفيات التي كانت تصنع في نفس المصانع التي تم فيها تجميع ليموزين الرئيس ميدفيديف. وأكد المتحدث باسم الكريملين بأن سيارة الرئيس الروسي يمكنها أن تتحدى ضربة نووية فقط إذا كانت الرياح تعصف من جهة معينة. ولوضع الملح في جرح الأميركيين، ذكّر المسؤول في الكريملين بالأزمة المالية التي تعصف بشركة «جنرال موتورز» المسؤولة عن تصنيع سيارة أوباما، التي تنتظر مصيرها المستقبلي في غضون 60 يوما، وذكّر بحديث أوباما عن إمكانية إعلان إفلاس الشركة قريبا، على عكس زيارة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي توجه مؤخرا إلى مصانع «أفتوفاز» الروسية للسيارات في تولياتي، للإعلان عن ضخ مبلغ مليار دولار لإنقاذ الشركة من أزمتها المالية. وختم المسؤول كلامه بأن أوباما قد يفضل أن تفلس الشركة المصنعة لسيارته الرئاسية، غير أننا نفضل خيار الاستثمار