وافقت الداخلية المصرية على حضور الشيخ الدكتور عبد السلام جاد بسيونى 65 عاماً ، المعتقل السياسي ، حفل زفاف نجلته "زهراء" بالشرقية ، أمس، وسط حراسة أمنية مشددة و مقيدا بالكلابشات . والشيخ عبدالسلام بسيوني هو مدير مركز التوحيد الإسلامي ورئيس المركز التأسيسي لجاليات الدول العربية والمحاضر بجامعة جوهانسبرج في جنوب أفريقيا، بفضل الدعوة التي يقوم بها المركز الذي يديره أسلم أكثر من 100.000 شخص في جنوب أفريقيا، اعتقل في أوائل دجنبر من العام الماضي جراء عودته مصر رفقة عائلته لتزويج إبنته، شيخ أفنى عمره لتبليغ رسالة الإسلام بجميع اللغات.
ولد الشيخ الدكتور عبد السلام جاد بسيوني في سنة 1950 بالقاهرة- مصر، تتلميذ على يد الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي المفسر المعروف، و كان يُدَرس مذكرة أصول الفقه و كتاب البرهان للجويني في 1977-1978، تخرج من جامعة الأزهر ثم حصل على الدكتوراه في اللغة العربية و الدعوة بمكة المكرمة بدرجة متميزة.
خلال دراسته في السعودية التحق الشيخ بسيوني للعمل برابطة العالم الإسلامي، و بعد مدة تم إرساله مبعوثا في 1990 للدعوة في القارة الأفريقية بداية من دول غرب أفريقيا خاصة سيراليون وليبيريا وغينيا كونكري، استقر الشيخ في مدينة جوهانسبرج، وتحديدا في منطقة لينيشيا والتي تقطنها اغلبية مسلمة من ذوي الاصول الهندية، و خلال مكوثه هناك لاحظ قلة الاهتمام بالجانب الدعوي في هذا البلد خاصة دعوة غير المسلمين فلم يكن هناك اطار منظم للدعوة عبر مراكز تعني بهذا الامر وتهتم لشئونه، فبادر ان يطرق بابا لم يكن مطروقا من المسلمين في هذا البلد وهو الذهاب لقري الافارقة سكان البلد الاصليين ودعوتهم للاسلام، وقد يسر الله له ان اهتدي بعضهم للاسلام، واحب في نفس الوقت ان يعلمهم الدين حتى لا يرتدوا بعد اذا لم يجدوا عونا وتعليما كما يحدث في كثير من الحالات. واستطاع بعد عمله في جنوب أفريقيا الحصول علي الماجستير من جامعة راو عام 1994، ثم الدكتوراه من يونسة وهي أكبر جامعة بجنوب أفريقيا.
و حاليا يدير بعثة أزهرية مكونة من 65 عضواً منهم خمسة في المؤسسة التي يتولى رئاستها وكذلك لديه ستة معاهد أزهرية تدرس مناهج الأزهر تهتم بتعليم اللغة العربية والتعليم الديني ونعمل علي توثيق علاقتنا ومنها إنشاء كلية للقرآن الكريم علي غرار كلية القرآن بطنطا.
و يذكر أنه ضمن بعثة الشيخ بسيوني أسس جمعيات ومراكز إسلامية فيها، ومنها اتحاد الدعاة بسيراليون الذي يشبه وزارة الأوقاف في مصر، حيث يضم جميع الدعاة والعاملين بالحقل الإسلامي، وللعلم أن عدد سكان سيراليون يبلغ ستة ملايين نسمة 85% منهم مسلمون.
بعد قليل من الدعوة و المثابرة يسر الله للشيخ ان مر احد المسلمين التجار من اهل البلد و رأي عمله فتبرع بمكان لاعلم المسلمين فيه، ومن هنا تم انشاء مركز التوحيد الاسلامي بجوهانسبرغ لنشر الدعوة وتعليم المسلمين، وبعد حوالي23 عاما من انشاء هذا المركز بفضل الله سبحانه ثم بجهود المخلصين وتبرعات التجار المسلمين توسع المركز حتي صار اليوم اكبر مركز اسلامي في جنوب افريقيا، وله اربعة عشر فرعا في محافظاتجنوب افريقيا المختلفة.
يهتم المركز ليس فقط بدعوة غير المسلمين للاسلام وانما تعليمهم الدين مجانا عبر عشرات المدرسين الذين دخل معظمهم في الاسلام من خلال المركز وتعلموا الدين ثم صاروا الان دعاة به بلغات بلدهم جنوب افريقيا.
باعتبار أن العمل الدعوي لا يقتصر فقط علي ادخال الناس في الاسلام فقط وانما تعليمهم والعناية بهم وكان هذا هو شغل الشيخ بسيوني الشاغل منذ قدم هذه البلاد واسس مركز التوحيد الاسلامي، فقد استطاع الشيخ انشاء الجامعة التقنية منذ سنوات قليلة والتي تعني بتعليم المسلمين الجدد اي صنعة يحبونها سواء كانت ( نجارة حدادة كهرباء ميكانيكا.. ألخ) وذلك حتي يتخرج المسلم الجديد ومعه صنعة يستطيع منها ان يتكسب فلا يكون عالة علي غيره.
بعد تزايد تعداد العرب في جنوب افريقيا، استطاع الشيخ بسيوني أن يؤسس اتحاد الجاليات العربية في السنوات القليلة الماضية ، وتم اختياره كأول رئيس للاتحاد الذي يهدف الي الاهتمام بالجاليات العربية وشئونهم.
لم يترك الشيخ بسيوني هذه الدورة العالمية تفلت منه دون ترك أثر الدعوة فيها، حيث قامت مجموعته بطباعة كتب تعريفية بالإسلام بمختلف اللغات وتوزيعها علي الجماهير الوافدين من مختلف دول العالم، و علل ذلك كونه يعلم أن غالبيتهم يتوفرون على رؤية خاطئة عن الإسلام لكونهم استمدوها عن طريق كتابات المستشرقين المعادين للإسلام أو لديهم جهل تام بالإسلام. وكان لهذا مردود إيجابي عليهم، إذا أشارت تقارير و احصائيات عن ارتفاع ملحوظ لاعلان الاسلام في تلك الفترة بالبلاد. ذكر الشيخ بسيوني أن الإسلام بفضل الله هو الأكثر انتشاراً في البلاد على اثر الدعوة التي يقومون بها، خاصة بين القبائل الوثنية الذين يعملون علي تعريفهم بالإسلام من خلال العمل الدعوي وإصدار كتب بلغاتهم المحلية حتي يستطيعوا إقناعهم.
يذكر أنه بفضل وجود قادة الكفاح المسلمين رفقاء لمانديلا في الاعتقال، استطاع بعض المسلمين الآن الوصول إلي مناصب وزارية وأعضاء المجالس النيابية. يعمل مركز الشيخ بسيوني باستمرار علي ترسيخ الوجود الإسلامي وتقوية الهوية الإسلامية في نفوس المسلمين، حيث يشجع المسلمين علي الارتباط بالمسلمات، ويتم عقد الزواج في المساجد وأقامة الإحتفالات لذلك في دور المناسبات الملحقة بها.
واستطاع المركز نشر الوعي الديني بأهمية تيسير الزواج وتقليل المهر إلي أقل درجة ممكنة بما يعادل عدة مئات من الجنيهات المصرية.
ساهم مركز الشيخ بسيوني بمشاركة مراكز إسلامية أخرى في إنشاء جمعيات للعلماء تعني بشئون المسلمين، واتحاد عام لمسلمي الجنوب الافريقي, الذي يندرج تحته هيئات للزكاة وهيئات للفتوى والدعوة، وهيئات للطعام الحلال والحج والعمرة واستطلاع الهلال.
و عمل مركز التوحيد الإسلامي بشراكة جمعيات على إنشاء حوالي 5 إذاعات إسلامية، ومحطة تلفاز “قناة الإسلام:، وعدد كبير جداً مِن دور تحفيظ القرآن .
كما عمل المركز و رئيسه على بناء عدد كبير من المساجد التي تصل لأكثر من 2000 مسجد. كما ساهم المركز أيضا في إنشاء اكثر من مائة مدرسة إسلامية معترَفٌ بها من الحكومة تعنى بتعليم المسلمين العلوم الدينية والعصرية ويتخرج منها الطالب ليلتحق بالجامعات الجنوب أفريقية، هذا بالإضافة إلى انشاء دور العلوم الإسلامية التي هي بمثابة معاهد إسلامية على نسق الازهر الشريف في مصر أو الأربطة التعليمية في حضرموت تكون فيها الدراسة مركزة في علوم الدين. ومن مأثوراته: 1. Needs of the Wise for Guidance of Teachers (الحاجة للحكمة لإرشاد المعلمين) 2. Propogation of Islam during the Earlier and Present Periods – West Africa (نشر الإسلام خلال الفترات السابقة والحالية – غرب أفريقيا) 3. Propogation of Islam during the Earlier and Present Periods – South Africa (نشر الإسلام خلال الفترات السابقة والحالية – جنوب أفريقيا) 4. Learn the language of Quraan and Islam (تعلم لغة القرآن والإسلام ) 5. Arabic for Non-Arabic Speakers (2 parts) (العربية لغير الناطقين باللغة العربية (2 أجزاء) 6. Various other concise booklets primarily in Arabic (مختلف كتيبات موجزة أخرى في المقام الأول باللغة العربية) وأدانت عدة منظمات دولية و محلية، جمعوية و حقوقية اعتقال الشيخ الدكتور عبد السلام بسيوني و طالبت السلطات المصرية الى اطلاق سراحه فورا، و قد انتشر على وسائل التواصل الاجتماعية هاشتاج #FreeBassiouni من أجل ذلك الطلب و تعريفا بسيرة الشيخ و مسير دعوته، في حين صرحت السلطات أنها ألقت عليه القبض بتهمة “الإنتماء الى الإخوان المسلمين” بالرغم من أنه لم يصدر من الجماعة أو من الشيخ تأكيد حول هذا الإدعاء. يذكر أن الشيخ الدكتور عبد السلام بسيوني قضى قرابة العام في سجن الطرة، مع عدم السماح لعائلته بزيارته و تفقده.