وجد نشطاء شيعة مغاربة في الكارثة الإنسانية التي شهدتها مِنى يوم عيد الأضحى، وأسفرت عن مصرع المئات من الحجاج في مشاهد مؤلمة ومؤثرة، فرصة مواتية لينتقدوا النظام السعودي، خاصة المسؤولين عن إدارة شؤون الحجاج، وطالبوا بسحب هذه المسؤولية من الرياض، مع دفع تعويضات مالية لأسر الضحايا. وقال الناشط الشيعي، رضا الموسوي، إن هناك حاجة ماسة إلى حملة دولية لسحب مسؤولية إدارة ملف مكة والحج من السعودية، لتصبح من مهام منظمة المؤتمر الإسلامي، ولديها إدارة مستقلة عن الدولة، مشيرا إلى عجز السلطات السعودية عن تأمين ناجع لفترة مكوث الحجاج بالديار المقدسة. وأورد ذات الناشط، ضمن تدوينة فيسبوكية تفاعلا مع فاجعة منى، بالقول "نحن ننتظر تحقيقا كبيرا في الجريمة، وننتظر أن يقام حداد رسمي لمن مات من الحجاج المغاربة، كما ننتظر أن يشكل المغرب بعثة تشارك في التحقيق لما جرى صبيحة عيد الأضحى" وفق تعبيره. وفي تعليق طريف، طالب سفيان المشيشي الحسني الهيئات العالمية والدولية بأن تصبح مكة والمدينة إمارة مستقلة عن أي نظام، وخارجة من أي سياسة، لكونها العاصمة الإسلامية المقدسة"، مقترحا تشكيل لجنة أو مجلس إسلامي كل دولة تبعث من يمثلها، وينتخبون أميرا يدير شؤون الحرمين بدعم مالي وضريبي مفروض على كل دولة إسلامية". ودعا عصام حميدان الحسني، العضو البارز في مؤسسة الخط الرسالي، الدولة السعودية، بناء على ما سماه ثبوت مسؤوليتها التقصيرية، إلى دفع تعويضات مالية للجرحى وأسر الضحايا، ومطالبتها بالكشف عن مصير المختفين من الحجاج"، مشددا على أن "التقصير وسوء التدبير ثابت في حق السلطات السعودية، ولا يمكنها إلقاء اللوم على الحجاج". وعاد حميدان إلى التدافع الذي حدث في منى، وقال إنه "أيا كانت أسباب التدافع بين الحجاج، من المعلوم أن التدافع يحدث في المسالك الضيقة، أو لسوء تنظيم مسار الحجاج وحتى لو قيل إن الحجاج لا يلتزمون فإن مهمة الأجهزة الأمنية فرض القانون بالقوة، وليس ترك الخيار للحجاج بتنفيذ القانون أو تركه".