بنبرة هادئة، تنبئ عن العلاقة الفاترة التي كانت تجمع "الداعشي" سعيد التيفانيبوالده الستيني، خاصة بعد اختياره التوجه إلى مناطق القتال في سورياوالعراق رمضان قبل الماضي، أكد والده أن "لا علم له بأن ابنه كان يعتزم التوجه إلى سوريا، ولم يخبره إلا بعد أن حلَّ هناك". وتابع الأب المنحدر من بوجنيبة نواحي خريبكة في حديثه لهسبريس، "اتصل بي وقال: اسمح لي أ الواليد راني ما تْشاورْتْش معاك ولكن راني فسوريا ومْراتي معايا" ليقفل بعدها محمد الخط ويرفض استقبال أية مكالمة من ابنه الذي استمر في الاتصال بوالدته وطمأنتها عليه وعلى زوجته، موضحا أن والدته بكت مرارا وعاتبته على التحاقه بتنظيم "داعش" الذي يتزعمه أبو بكر البغدادي. يستجمع الوالد ذكرياته، ليؤكد مرور سنة على التحاق سعيد وزوجته بالتنظيم الإرهابي قبل وصول خبر مقتله يوم 2 يونيو الماضي، حين تلقى اتصالا من كنَّته لتخبره أن سعيد توفي في إحدى معارك القتال، مؤكدة أن من كانوا برفقته عادوا دونه ليخبروها بمصرعه، مضيفة أنها بحثت عن جثته في المستشفيات ومستودعات الأموات ولم تعثر عليها، إلا أن اسمه سجل ضمن لائحة القتلى. "تصْدمنا، بْكينا، الوالدة ديالو مَرضات، جاوْ العزَّايا، بلا قبَر بلا كَسدَة" يقول محمد التيفاني، مستطردا " تعرضت لوابل من الانتقادات من المعارف والأصدقاء والعائلة خلال مراسيم العزاء الكل يقول "ولدك غَلبَك، ما ربِّتيهش مزيان، ما قدَرتيش عليه"، مؤكدا أنه لم يكن ليقبل بتاتا بتصرفات ابنه حتى أن علاقتهُما كانت فاترة منذ سنوات، ولا تتعدى زيارته رفقة زوجته لبيت العائلة ليلة واحدة. ويعود الأب إلى يوم تزوج ابنه المزداد سنة 1981 من زوجته الخريبكية قبل 8 سنوات خلت دون إنجاب أطفال، "بعد زواجه سكن معنا سنة لا غير، وبعدها استقر في واد زم ثم خريبكة، وكان يشتغل بالتجارة، ولا يزورنا إلا خلال الأعياد أو بعد انقضاء شهور طويلة، ولم أكن أساله عما يفعل، حتى أنه سافر دون العودة إلي". "لا أعلم من أصدق ومن أكذب، أمه تكاد تجن تبكي ليل نهار خاصة بعد اطلاعنا على محتوى الفيديو الذي يتكلم فيه سعيد عن اختفاء زوجته وبحثه عنها دون جدوى، وهي التي أخبرتنا أنه قتل"، ما يطرح علامات استفهام عديدة عن مصير سعيد الذي اعتبرته العائلة ميتا في حين أنه ربما يكون على قيد الحياة، ليختم الوالد كلامه بنبرة متحسرة " واخّا يكون باقي حي راه بْحال إلا ميت". وتحدث سعيد التيفاني عن اختفاء زوجته واصطحابها من طرف أحد "أمراء داعش" مغربي الجنسية كذلك، ضمن مقابلة تلفزية نشرت يوم 9 شتنبر الجاري، أي بعد ثلاثة أشهر من اتصال زوجته "المختفية" وحديثها عن مقتله خلال إحدى المعارك القتالية، حيث لم يعد سعيد فيما عاد مرافقوه دون جثته. وكان سعيد قد هاجر رفقة زوجته المغربية بغية القتال إلى جانب صفوف "داعش" الإرهابي و"نصرة الإسلام"، وفق تعبيره، قبل يتم إبعاد زوجته عنه وإلحاقها بأحد "معسكرات زوجات المقاتلين" لمدة شهر ونصف الشهر، ليكتشف لاحقا اختفاءها، قبل أن يأمروه بالذهاب فورا للقتال في العراق. ويتابع "الداعشي" المغربي، المأسور لدى وحدات حماية الشعب الكردية، وفق ما جاء في التقرير التلفزي، أنه بدأ يسأل عن أحوال زوجته معلنا عن رغبته لقائها والاطمئنان على أحوالها، ليتم إخباره لاحقا أن أبا معاذ التركي، اصطحبها برفقته إلى حمص، وتبدأ رحلة البحث دون جدوى إلى حين وقوعه تحت الأسر.