مباشرة بعد شيوع تسريبات كواليس وطبخة التحالفات لتشكيل مجلس بلدية الخميسات، احتشد العشرات من المصوتين في الانتخابات الجماعية والجهوية التي عرفتها بلادنا يوم الجمعة الماضي، أمام المقر الإقليمي لحزب العدالة والتنمية، للتنديد بالتحالف الذي عقده مرشحو الحزب مع أحزاب التجمع الوطني للأحرار، الاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية، والذي منح حميد بلفيل، وكيل لائحة العدّاء المستقلة التي حصدت أربعة مقاعد من أصل 39، والمرشح الأوفر حظا للعودة إلى رئاسة المجلس الحضري للخميسات، (منحته) لونها الحزبي، وهو التحالف الذي يضم ثلاثة رؤساء سابقين هم الحسين الجامعي، عن الحركة الشعبية (ولايتان)، حميد بلفيل الذي ترأس المجلس باسم الاستقلال، وعبد السلام البويرماني، الرئيس المنتهية ولايته عن التجمع الوطني للأحرار. واعتبر المحتجون دخول مرشحي «البيجيدي» في تحالف مع الأحزاب المذكورة خيانة عظمى للثقة التي وضعها الناخبون في الحزب الذي صوتوا له، عبر تزكيته ودعمه لوكيل لائحة العدّاء والرئيس السابق للمجلس البلدي الذي كان تسييره موضوع عشرات الصفحات من التقرير السنوي لقضاة المجلس الجهوي للحسابات، ولمرشحين سبق أن نعتوهم بالمفسدين وبرموز الفساد، خصوصا وكيل لائحة الحركة الشعبية الذي اتهمه العدالة والتنمية سابقا بالوقوف وراء «المؤامرة» التي حاكها العامل السابق حسن فاتح ضد مستشارهم إسماعيل مشعر، نائب الرئيس المنتهية ولايته ورئيس القسم التقني، والتي انتهت، بحسبهم، بإقالته من منصبه. ورفع الغاضبون، وسط تعزيزات أمنية كبيرة، شعارات قوية «صوتي وصوتك أمانة لاش تعطيه للخونة..؟ والعدالة والبياعة».. «واش انت مصطي تبيع ليا صوتي»، وهي الشعارات التي استفزت أعضاء بشبيبة العدالة والتنمية ومتعاطفين دخلوا مع بعض المحتجين في مناوشات سرعان ما تحولت إلى تبادل للضرب والجرح قبل تدخل قوات الأمن التي فضت التطاحن بين الجانبين، فيما علق بعض المواطنين بأن مستشاري العدالة والتنمية الذين كانوا في التسيير خلال الولاية المنتهية، استطابوا المقاعد على حساب قضايا وهموم المواطن الخميسي. مقابل ذلك عقدت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية، مساء اليوم ذاته، لقاء بمقر الحزب لبحث هذه التطورات وسط تبريرها التحالف مع أحزاب الأغلبية الحكومية ومكون من المعارضة هو الاتحاد الاشتراكي، بمحدودية عدد المقاعد السبعة التي حصدتها من أصل 39 مقعدا، ما لم يخولها الحصول على أغلبية مريحة تمكنها من إدارة التحالفات مع باقي الهيآت السياسية الممثلة بالمجلس من موقع قوة، وقزم من هامش عقد تحالفات أخرى، فيما أبدى المجتمعون تشبثهم بقرار التحالف واعتبروه اختيارا نهائيا لا رجعة فيه، بحسب الأخبار المتسربة.