تظاهر عشرات الآلاف اليوم الاحد في وسط كيشيناو، عاصمة مولدافيا، للمطالبة باستقالة الرئيس نيكولاي تيموفتي المتهم بعدم مكافحة الفساد بفعالية واجراء انتخابات رئاسية مبكرة. والتظاهرة التي نظمها تجمع (الكرامة والعدالة) المدني، حركة معارضة أسسها صحافيون وناشطون في المجتمع المدني المولدافي تروج لقييم دمج مولدافيا في اوروبا، ضمت بين 50 و 100 الف متظاهر تجمعوا في الساحة المركزية للتخصص وفقا للمنظمين. من جهتها، قدرت الشرطة عدد المتظاهرين ب 30 الفا. وصرح فالنتين دولغانيوتش، احد قادة هذه الحركة التي تأسست في الربيع بعد اختفاء مليار دولار من المصارف الثلاثة الرئيسية في البلاد "نؤيد الاندماج الاوروبي الحقيقي لكن السلطات الحالية تتحدث فقط عن ذلك في حين انها تنهب البلاد". ورغم توقيع هذا البلد العام الماضي اتفاقية شراكة مع الاتحاد الاوروبي فقدت السلطات المولدافية "المصداقية عن مفهوم الاندماج الاوروبي" امام الشعب حسب دولغانيوتش داعيا الى "انهاء هذا التعسف". وفي الوقت نفسه، حاول نشطاء من حزب اليسار الراديكالي الذي اعلن تأييده التظاهرة تحطيم ابواب النيابة العامة في العاصمة، ما ادى الى اشتباكات مع الشرطة وسقوط جرحى. واعلنت السلطات اعتقال عدد من النشطاء في وقت لاحق. ومطلع نيسان (ابريل) الماضي، اكتشف البنك المركزي المولدافي ان ثلاثة مصارف تجمع حوالي ثلث الارصدة المصرفية في البلاد منحت قروضا بقيمة مليار دولار (890 مليون يورو) اي 15% من اجمالي الناتج الداخلي الى جهات لم تكشف حتى الان. وكان الاعلان عن "اختفاء" هذا المبلغ المالي الضخم اثار تظاهرات احتجاج ضخمة في كيشيناو طالب المشاركون خلالها باستقالة المدعي العام المتهم بعدم كشف الجهات المسؤولة عن ذلك. وطالب المتظاهرون الذين تجمعوا في وسط العاصمة المودلافية باستقالة الرئيس تيموفتي الذي تراجعت شعبيته التي كانت متدنية اصلا منذ وصوله الى السلطة في 2012، اكثر بعد هذه الفضيحة المالية. ويتهم المتظاهرون الرئيس الذي تنتهي ولايته الرئاسية في اذار (مارس) 2016 بقربه من الاقلية النافذة في البلاد ولم يواجه الفساد بشكل فعال. وطالب المتظاهرون باستقالته وبتنظيم انتخابات بالاقتراع العام. ويتم انتخاب الرئيس من قبل البرلمان حاليا. وقال دولغانيوتش "نريد ان تعود الامور الى طبيعتها في مولدافيا". كما يطالب المحتجون ايضا برحيل مسؤولي البنك المركزي ومكتب النائب العام وانضمام مولدافيا الى الاتحاد الاوروبي، في بيان وزعه المحامي اندريه ناستاسي، احد منظمي التظاهرة . وكان ممثلون عن المتظاهرين سيلتقون مساء رئيس الوزراء فاليريو ستريليتس، الذي عين في هذا المنصب في اواخر تموز (يوليو) الماضي، لتسليمه مطالبهم لكن اللقاء لم يتم. وقال المحامي ان المعارضين انتظروا ستريليتس 20 دقيقة في المبنى الحكومي "لكن الجميع رفض استقبالنا"، مضيفا ان بعض المحتجين قرروا تمضية ليلتهم في خيم ومواصلة تحركهم الاثنين. واكد رئيس الوزراء انه حدد موعدا للمعارضين في مبنى وزارة الزراعة وانه انتظر برفقة صحافيين عبثا. ويبلغ عدد سكان مولدافيا 3,5 ملايين شخص، وتقع بين اوكرانيا ورومانيا وتعتبرها بعض المنظمات الدولية من افقر الدول في اوروبا. وكان هذا البلد وقع العام الماضي اتفاقية شراكة مع الاتحاد الاوروبي رغم ضغوط مارستها موسكو التي فرضت حظرا على استيراد الفواكه من مولدافيا. ولا تنظر روسيا التي تنشر قوة سلام في ترانسدنيستريا، المنطقة الانفصالية في مولدافيا على الحدود مع اوكرانيا، بارتياح الى هذا التقارب مع الاتحاد الاوروبي.