من مقامات مفجوع الزمان الجوعاني : مقامة عن العري الحريمي في الرقص الدوزيمي حدثنا مفجوع الزمان الجوعاني ، وهو من ضحايا القمع المجاني ، فقال : في بلد يتهم فيه الرسول بالإرهابْ ، ويدخل فيه السكارى إلى مجلس النوابْ ، وترعى فيه العدالة مصالح الضباع والذئابْ ، ويضيع فيه القانون حقوق الشيب والشبابْ ، في هذا البلد المشهور بالدروس الحسنيهْ ، والمعروف عن أناسه العض على السنة النبويهْ ، والمحكوم شكلا من قبل العدالة والتنميهْ ، جرت واقعة تشمئز منها النفوسْ ، لم تفعلها لا يهود ولا مجوسْ ، ولا يصنعها إلا من لعبت برأسه الخمرة والكؤوسْ ، فقد تجرأت في بلد الإسلامْ ، قناة تابعة لوزارة الإتصال والإعلامْ ، على استفزاز المسلمين ببثٍّ حرامْ ، أبت فيه ومن خلالهْ ، إلا أن تبين لعلماء الكون وجهّالهْ ، بأن المغرب الذي يفتخر بأوليائه ورجالهْ ، أمسى ديوثا في عهد بنكيران ويتيمْ ، لا تقدم قنواته للمشاهد الكريمْ ، إلا رقصا يتعرى فيه الرجال والحريمْ ، واستحمارا يقوده من يتقن فن التعتيمْ ، ولأن ذلك كذلكْ ، فقد خرجتُ من حي المسالكْ ، في ظلام حالكْ ، وتوجهت في صمت رهيبْ ، مع قلب كئيبْ ، إلى سوق العجاب العجيبْ ، وهو سوق للحزن يذيبْ ، يلتقي فيه كل شاعر وأديبْ ، فيمسي البعيد معهم أقرب من كل قريبْ ، ويصبح السقيم فيه معافى من كل غوايهْ ، ووصلت إليه بعدما تلوت مائة آيهْ ، وحين سألت الله الهدايهْ ، سمعت صوت خلي ابن أبي الرعايهْ ، ينادي في الناس أن اسمعوا كلام حر عابرْ ، فقد عادت بالهزيمة إلى بنكيران العساكرْ ، وما أفلح الخلفي في تطبيق الدفاترْ ، فتعرت أمام الوالد والولدْ ، عاريات ما احترمن دين الواحد الأحدْ ، ورقصت على جراح الحزن والنكدْ ، قناة تبرأ منها إبليس في منتصف الطريقْ ، لتثبت للعدو وللصديقْ ، أن لنا حكومة يقودها الأخ والرفيقْ ، لا تتقن إلا النباح والنهيقْ ، ولا تفلح إلا في الزفير والشهيقْ ، والدليل على ما نقول يا أحباب المصطفَى ، فشل الخلفي مصطفَى ، في تطبيق دفاتر لها الشعب اصطفَى ، وتحكم شرذمة قليلهْ ، " ماماها " فرنسا العليلهْ ، و " باباها " مفسد لم يشفي غليلهْ ، في تلك القناة المذكورهْ ، فهل ترى قبل الأمس وبعده يا ابن المستورهْ ، إلا برامج عهر في ديارنا منشورهْ ، فهذه مسلسلات تهلكْ، وتلك أمسيات جريمة تفتكْ ، وأخرى برقص سافر لقيمنا تستهلكْ ، وبين هذا وتلكْ ، قبل مليئة بالإفكْ ، وعبارات ممزوجة بالشركْ ، يخففون من هولها يا محتارْ ، بنشرات أخبارْ ، تشعرك بالخزي والعارْ ، والهدف واضحْ ، نشر الفضائحْ ، وتنشئة جيل طالحْ ، وزرع الغربة في نفس كل صالحْ ، وانظر مرة أخرى في برامجهم يا ابن المغربْ ، هل ترى إلا احتقارا لجنون ذوي الألباب يجلبْ ، واستخفافا في الدين بصمتنا يضربْ ، فالمدام عندهم مسافرهْ ، والبنت في الأستوديو ساهرهْ ، تائهة بين الأنغام حائرهْ ، والابن نفسه على الأوضاع ثائرهْ ، وفي طريق أخطر المجرمين هي سائرهْ ، والأب يندب حظوظه العاثرهْ ، وعند الخيط الأبيض يلتقونْ ، وأمام الملإ يفضحونْ ، وإليك ما يدمي القلب يا أيها المفتونْ ، فأنت وأنا والشعب لهذه القناة نموّلْ ، وعليها في تقديم الأفضل نعوّلْ ، ولأنهم ينصتوا لنا بالتفصيل المفصِّلْ ، قدموا رعاية لنا ولديننا الحنيفْ ، مسلسلات غربية الأصل والتعريفْ ، وأخرى أجنبية عنا مليئة بالتخاريفْ ، ثقيلة في التكاليفْ ، إن رأيتها قلت" يا لطيف يا لطيفْ " ، إبليس منها يتعلم حروف الغرامْ ، والصبي منها يسير للخلف لا للأمامْ ، واسأل المدارس عن جيل " الدبلجة " الهمامْ ، تجبك بعد الشكوى للواحد العلامْ ، إنا لله وإنا إليه راجعونْ ، تلامذتنا بالهوى متأثرونْ ، وبغير عبارات " العشق الممنوع " لا يتكلمونْ ، وفي الهوى هم ساقطونْ ، وآباؤهم عنهم هنا وهناك يفتشونْ ، ضاعوا والسبب قناة لمسلسلات الضلال لا تخونْ ... وإليك عني يا مفجوعْ ، لا لا تأمرني بالرجوعْ ، وأعد النظر أيضا من غير دموعْ ، وانظر إلى أخبارهم وما فيها من موضوعْ ، هل تجد ذكرا لأحوال المغرب الأقصَى ، وما بال الرأي الآخر فيها يقصَى ، وما بال الكذب فيها لا يعد ولا يحصَى ، ثم انظر إلى الدين والتقاليد عندها يا ابن العمّْ ، ما بالك لروائحها لا تشتمّْ ، وما با لها بقبس من نور لا تهتمّْ ، حتى إذا أعميت البصر والبصيرهْ ، ففتش هناك عن كل مدير ومديرهْ ، وتتبع أخبارهم يأتيك اليقين بالحقيقة المريرهْ ، لقد قادوا الإعلام نحو عوالم التشويهْ ، وشغلوا المغاربة بالتتفيهْ ، ورقعوا الإفساد بالترفيهْ ، فلا تشجيعَ لهم ولا تنويهْ ... ولأن ما قلناه واقع مرّْ ، فإني أدعوك إن كنت من سلالة حرّْ ، أن تقاطع قناة العهر والضرّ ، وأن تقول لكل مسؤول اعتدى على لحيته وبها ما سرّْ ، لا نريد حكومة تعجز عن إيقاف مفسد صغيرْ ، ولا تستطيع التحكم في مدير ضريرْ ، وتطأطئ الرأس لكل أمر صغير وكبيرْ ،ولا نريد وزير إعلام يدور ولا يدير ...مصباحه من كثرة الاهتمام بنا لا ينير ، وعقله من خدمتنا كاد يطيرْ ، ولو أنا نخاف من الانحراف عن سكة المسيرْ ، لقلنا له إنه من فرط ما قام به من تغييرْ ، أمسى لا فرق بينه وبين البعيرْ ، واللبيب بالإشارة يفهم من غير شرح أو تفسيرْ