بلهجة مغربية لا بأس بها، أفصحت التلميذة الألمانية من أصل مغربي، مريم رادك، الحاصلة على شهادة الباكالوريا بألمانيا بمعدل 20/20، عن تعلقها بالوطن، وبالأجواء المغربية التي رسمت جزء من شخصيتها متنوعة الثقافات. وأعربت مريم، ذات 17 ربيعا والقاطنة بمدينة ديسلدوف، في حديثها مع جريدة هسبريس، عن حب وعلاقة متميزة تجمعها بالمغرب الذي تحرص على زيارته سنويا رفقة والدتها ليلى الحسوني وإخوتها الأربعة. وقالت التلميذة المتألقة في هذا الصدد "في المغرب يستقبلك الناس بحفاوة، ولا يتأخرون في جلب الصينية إلى المائدة، والتجمع حولها، حتى يغمرك إحساس بالتواجد ضمن أحضان العائلة" تقول مريم مستطردة، " ما كَتحَسِّيش راسْك برَّانية". وأكدت، مريم المنحدرة من أم مغربية فاسية وأب ألماني مسلم، أن العلاقات وطيدة وعميقة بين المغاربة، الأمر الذي تفتقده الشابة بشدة في ديارها الألمانية، معبرة عن رغبتها القوية في الحصول على الجنسية المغربية، الأمر الذي استعصى بسبب تعقيدات إدارية ونقص في الوثائق اللازمة، وفق تعبيرها. وأشارت مريم إلى أن الحصول على علامة كاملة في امتحانات "الباكالوريا" أمر غير مستحيل، وعلى الراغبين في تحقيق هذا التميز الدراسة بجد والتعلق بالمدرسة من القلب"، مبرزة أن والدها كان حريصا على مراجعة الدروس رفقتها، كما أن والدتها تشجعها وتدعمها في كل وقت". "تفاجأ أبي بحصولي على 20/20 في امتحان الباكالوريا، وكانت فرحة والديَّ وإخوتي كبيرة جدا بعد نجاحي بامتياز"، تورد مريم التي تحب المطالعة، وتفضل كتب السير الذاتية، إلى جانب ممارسة كرة السلة، وتتطلع إلى ولوج كلية الطب أسوة بأختها الكبرى حديثة التخرج. وأفادت المتحدثة أنها كانت محظوظة داخل ثانويتها، حيث لم تعان مشاكل مع زملائها أو أساتذتها بعد ارتدائها الحجاب قبل ثلاث سنوات، بالرغم من أن الأمر أثار تساؤلات بعض أصدقائها وأساتذتها داخل الثانوية، موضحة أن بعض الألمانيين يعبرون صراحة عن امتعاضهم من النساء المحتجبات أو المسلمات. وشددت هذه التلميذة النجيبة على أنها "مغربية الهوى والشخصية، بالرغم من جنسيتها وازديادها بألمانيا"، متقدمة بالشكر لجميع المغاربة الذين دعموها وهنئوها على نجاحها في الباكالوريا بالديار الألمانية.