بعد فاس ووجدة والحسيمة وتاونات، جاء الدور على مراكش حيث حجزت مصالح الشرطة القضائية بالمدينة الحمراء، أطنان من المواد الغذائية الاستهلاكية مخزنة في ظروف غير صحية داخل مستودع تابع لشركة مملوكة للمدعو سعيد العلواني، المعتقل على خلفية الغش في المواد الاستهلاكية. وتأتي هذه العملية الجديدة أياما قليلة بعد حجز مواد غذائية فاسدة من طرف السلطات بأحد مخازن شركة العلواني بمدينة الحسيمة، وذلك على خلفية التحقيقات التي باشرها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، والتي أسفرت عن اعتقال العلواني. ويبدو من خلال الصور، التي حصلت عليها هسبريس، من داخل المخزن المذكور بمراكش، وجود العديد من المواد الغذائية الاستهلاكية التي تشير إلى تواريخ منقضية الصلاحية، من عصائر ومربى ومواد أخرى، بعضها يعود تاريخ انتهاء صلاحيته إلى 18 شتنبر 2014. ويظهر من المواد التي تم حجزها أيضا من طرف السلطات المعنية، تمور مهربة عليها شعار "عرش دفلة النور" الجزائرية، تحتوي على بيانات مزورة، كان ينوي صاحبها ترويجها في الأسواق المغربية بمناسبة شهر رمضان، وهو المعطى الذي ورد في بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني. وقال المصدر الأمني إن الأبحاث التي باشرها أمن مراكش، بتنسيق مع السلطة المحلية، والمصالح البيطرية، ولجان مراقبة المنتوجات الغذائية، ومصالح الجمارك، أسفرت عن حجز كميات كبيرة من المواد الغذائية منتهية الصلاحية، ومواد استهلاكية مهربة ببيانات زائفة، وبضائع أجنبية معبأة في أكياس محلية دون إشارة لاسم المصنع. وأضاف المصدر أنه تم جرد وفحص هذه المواد الاستهلاكية من طرف المصالح الطبية والتقنية المختصة، كما تم توقيف مسير المستودع رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، مبرزا أن هذه العملية تروم "مكافحة مختلف صور الجريمة، خاصة التي تمس بالصحة العامة". وكانت مصالح المكتب المركزي للأبحاث القضائية، قد اعتقلت مطلع الأسبوع الجاري بفاس، سعيد العلواني، بتهمة ترويج أطنان من مواد غير صالحة للاستهلاك، فضلا عن اشتباهه بتسفير امرأة إلى تنظيم "داعش" في العراق وسوريا عبر تركيا، وهو ما نفته أسرة هذا التاجر جملة وتفصيلا.