قبل أسبوع فقط ، الكل كان ينتظر لمشاهدة الديربي البيضاوي ، عفوا سأسحب هذه الكلمة ، سأسميها مبارة فقط ، لأن ما شاهده المشاهد المغربي اليوم هو عبارة عن مبارة جد جد عادية إن لم أقل متوسطة . نعم ذلك الديربي البيضاوي الذي كان يحسب له ألف حساب ، ديربي الدارالبيضاء نعم ذلك الديربي الذي كان يعتبر ثامن أفضل ديربي في العالم والأفضل عربياً وإفريقياً، نعم ذلك الديربي الذي كان يلعب أمام أزيد من 60 ألف مناصر .كنت أتذكر أنه في أسبوع ديربي كازابلانكا كانت تعيش المدينة أياما غير عادية و كأنها تجهز لزفاف او لإحتفال وطني ، كثير من المحلات التجارية تغلق أبوابها وكثير من سائقي سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة تغير وجهتها لتبتعد عن جوار الملعب و كثير من المنازل تعلق رايات و شعارات أندية الرجاء و الوداد و كأنهم سيلعبون نهائي كأس العالم ، مع العلم أنها مبارة 90 دقيقة فقط ، و عند مشاهدتها نحس بالملل ، ربما مبارة النادي المكناسي ضد رجاء بني ملال تكون أفضل منها و بكثير . كل ما سبق و ذكرته تغير جدريا إن لم أقل تغير رأسا على عقب ، إن لم تكن هناك جرائد و إذاعات و نشرات إخبارية ، بدون شك لن نعرف هل هناك ديربي نهاية الأسبوع أم لا ، لأن الأمور أصبحت جد عادية . سأترك الديربي و أعود لأناقش مبارة اليوم ، أولا مقاطعة الجماهير الودادية لهذه المبارة ، من كان الخاسر الأكبر ؟ هو الديربي البيضاوي طبعا ، بيع تقريبا نصف التذاكر التي طبعت فقط . من كان الخاسر الأكبر ؟ هو الديربي البيضاوي طبعا . حضور جماهيري لابأس به من جهة الرجاء و حضور ضعيف من جهة الوداد ، من كان الخاسر الأكبر ؟ هو الديربي البيضاوي طبعا . و و و و ... نترك الجمهور و ننتقل للمستطيل الأخضر ، لن أحلل و لن أناقش المبارة ، سأتحدث بلسان شعب مغربي تابع المبارة بلهفة و كان ينتظر طبقا كرويا يليق بسمعة الفريقين ، طبقا كرويا يليق بسمعة الديربي البيضاوي ، طبقا كرويا يليق بقطبي كرة القدم المغربية ، كل هذا لم نشاهده بل شاهدنا فريقين بمستوى جد متوسط ، غابت الفرجة و غاب الأداء ، و حضر الملل و الضجر بقوة . إنتهت المسرحية التي أطلق عليها إسم الديربي و إنتهت بالتعادل الإيجابي هدف في كل شبكة ، حتى نقول أن الديربي لم ينتهي بالتعادل السلبي على الأقل خرج بهدفين يشفيان غليل الجماهير التي تابعت المبارة . بعد تراكم نفس الأداء و نفس النتائج ، شيء عادي أيها الرجاوي ، أيها الودادي ، أيها المغربي أن يتراجع الديربي في تصنيفه العالمي ، و شيء عادي أيضا أن نشاهد الديربي المقبل بحول الله بحضور جماهيري جد ضعيف ، و كن مستعدا لتتابع تعادلا اخر
في الأخير ، نعتذر لكم ، فأنتم لم تكونوا على موعد مع ديربي الإثارة و التشويق كما كان يطلق عليه في الماضي ، بل كنتم تشاهدون الحلقة 114 من الفيلم المكسيكي الرجاء و الوداد ، شكرا لكل من شاهد هذه الحلقة و نلتقي بكم في البطولة المقبلة دمتم في رعاية الله ، إلى اللقاء.