الديربي كما نريده أريد للديربي البيضاوي بين الرجاء والوداد أن يتزامن مع أحد أشهر الديربيات العالمية، ذلك الذي يجمع برشلونة وريال مدريد، ديربي الليغا هذا عودنا أنه يجمع دائما نيازيك ومجرات عالمية تؤثت فضاء هذه المباراة الكلاسيكية الحافلة بالإثارة، حيث تتسابق القنوات العالمية من أجل نقل المباراة ومعايشة أجوائها، لأن تأثير البارصا والريال يفوق الحدود ويتعداها شعبية وإثارة ومتابعة، وللأمانة أنه كم هي المرات التي لم يرق الكلاسيكو الإسباني إلى المستوى الأفضل وكم هي المباريات بين الفريقين التي أفرزت عروضا مخيبة، ومع ذلك يبقى لهذا الكلاسيكو نكهته الخاصة، لأنه ببساطة يجمع برشلونة وريال مدريد. الكلاسيكو الإسباني هذه المرة لن يختلف عن سابقيه، نفس أجواء ،الإثارة والاهتمام الإعلامي ورغبة كل طرف في الفوز، والفوز هنا لن يقتصر على الناديين فقط وإنما هناك صراع ثنائي ستفرزه البطولة بين ليونيل ميسي الهادئ والرزين والمارد الذي يسحر القلوب بتقنياته غير العادية وكريستيانو رونالدو المشاكس، لذلك لم يخطئ من بات يلقب الفريقين بميسي برشلونة وريال رونالدو، قياسا بتأثيرهما القوي على الفريقين، حتى أن المحللين أكدوا أن فوز كل طرف رهين بالمستوى الذي يظهر به النجمين. تأثير هذا الكلاسيكو الإسباني جرني لكتابة هذه التوطئة، لكنه لن ينسيني ولن يدفعني لإغفال الديربي البيضاوي الذي سنظل نفتخر به، لأنه يصنف ضمن أفضل الديربيات العالمية، بطقوسه ومتابعته الجماهيرية والإحتفالات التي تميزه، مرت السنوات والديربي ما زال يحتفظ بقيمته المحلية والدولية وطقوسه، لذلك نفتخر به، بل يدفعنا هذا الموروث الكروي للإهتمام به ومتابعته رغم أنفنا ورغم الغضب الذي ينتاب الجماهير من بطولة لم تعد تقدم منتوجا كرويا جيدا، نتابعه ونهتم به رغم السنوات العجاف والإخفاقات التي ضربت أطناب كرتنا في الفترة الأخيرة، ثم نتابعه رغم ثورة القنوات العالمية التي جعلت الملاعب الكونية مثل القرية الصغيرة، إذ لا نحتاج سوى لآلة التحكم من بعيد لنتابع أبرز البطولات والمباريات. هو الديربي الذي نتباهى به احتراما للرجالات الذين صنعوا مجد الفريقين الأحمر والأخضر، واحتراما لصناع تاريخ الرجاء والبيضاوي والذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجلهما، وأخيرا من أجلنا نحن ومن أجل الجيل القادم لضمان استمراريته. لذلك لا يسعنا نحن إلا أن نحافظ على هذا الديربي المغربي، لأنه في ذلك احترام لهؤلاء الرجالات الذين صنعوا هذا الموروث الكروي، والكل مطالب هنا أن يساهم بإنجاح هذه المباراة حتى تمر في جو رياضي جميل وأن نجعل منها فعلا عرسا كرويا المنتصر فيه هي الروح الرياضية والخاسر الأكبر فيه هو الشغب، لأنه يهمنا أن يمر الديربي البيضاوي بلا مشاكل وبدون تلطيخ الصورة الجميلة لهذا الكلاسيكو المغربي وتلطخ سمعته وسمعة الكرة المغربية على الصعيد العالمي. الديربي كما نريده ليس هو تسعين دقيقة من الركض والجري وراء الكرة والتسديد والإحتجاج على الحكم، وإنما هو عرس كروي يعنينا نحن الإعلاميين ويعني أيضا المسؤولين واللاعبين والمدربين والجمهور والحكام.. ديربي الرجاء والوداد تزامن مع كلاسيكو برشلونة والريال، فلنأخذ العبرة من ذاك التنظيم ومن جماهيره ومن أجوائه، صحيح أن الفرق يبقى شائعا بينهما ما دام أنه لا قياس مع وجود الفارق، لكن الديربي البيضاوي يقتضي منا أن نساهم في إنجاحة.. وعلى الإعلام أن يلتزم الحياد والإبتعاد عن التعصب والشوفينية.. على اللاعبين أن يمتعوا الملايين من المشاهدين بالأداء الرفيع، وعلى المدربين والمسيرين أن يبتعدوا عن الإحتجاجات المجانية على الحكام لتفادي البلبلة والشوشرة، أما أنت أيها الجمهور الكريم، فلا داعي للتذكير، فأنت ملح الديربي وسر شهرته ونجاحه، ننتظر منك الفرجة والإحتفالية كما عودتنا، فنجاح الديربي رهين ببتشجيعاتك وتألقك وبعيدا عن الشغب.