أدلى العميد الإقليمي حميد بحري، رئيس المنطقة الأمنية أنفا بولاية الأمن في الدارالبيضاء، بتصريحات خص بها جريدة "المغربية" حول ما جرى في الكلاسيكو الذي اشتهر بالخميس الأسود ، كشف من خلالها الخطأ التنظيمي، الذي أدى إلى تسرب الجمهور، وكيفية التدخل لاحتواء المشاغبين، وأيضا، بعض التصرفات الاستفزازية، التي بدرت من بعض مسيري فريق الجيش، والتي لم ينسق وراءها جمهور الرجاء البيضاوي. وشرح العميد الإقليمي بالتفصيل ما وقع فقال : "بعد وصول القطار، الذي على متنه 2500 من الجمهور، إلى محطة الوازيس جرى تأطيره ونقله للملعب. لكن بعد ذلك فوجئنا بوصول قطار ثان على متنه ما بين 600 و800 شخص، حسب التقديرات المتوفرة، وأن هذا الجمهور يحاول النزول في محطة الدارالبيضاء المسافرين، الشيء الذي لم يكن متفقا عليه، ولم نكن على علم به، ولم يجر إشعارنا به من أي جهة من الجهات. في تلك الأثناء، تدخل رئيس المنطقة الأمنية العميد الإقليمي الغلوظي في محطة الوازيس، وأعطى تعليمات صارمة للمسؤولين بعدم فتح الأبواب وعدم السماح لهذا الجمهور بالنزول جماعة، لأن ليست هناك ترتيبات أمنية مواتية لاستقبال حوالي 800 من الجمهور، بل كانت هناك فقط ترتيبات لضمان السير العادي والمرور في ظروف عادية". وأضاف لذات الجريدة "ربما لمسائل تقنية أو لأسباب أمنية جرى فتح الأبواب بعد إطلاق محسوبين على مشجعي الجيش الملكي الفرامل الإنذارية ليتسرب الجمهور، الذي قد يكون اجتمع بطريقة عفوية من تمارة، أو سلا، أو الرباط، وربما كانت له نية مبيتة لتنقله بطريقة بعيدة عن التأطير الأمني الذي رافق المجموعة الأولى، التي نقلت مباشرة إلى محطة الوازيس. وأريد أن أشير إلى أن الفرامل الإنذارية أطلقت أربع مرات، وهي عملية لم يجر إشعار مصالحنا بها، إلا أن الاستجابة لم تجر إلا في المرة الأخيرة في نقطة كانت فيها خطورة أكثر". وبخصوص الاعتقالات، قال "كان من الممكن أن تصل حتى إلى ألف شخص يظهر عليهم عنصر الشبهة، ولأننا في دولة الحق والقانون، لم يجر اعتقال إلا الأشخاص الذين قاموا بأفعال أمام أنظار ضباط الشرطة القضائية. وأن مصالح الشرطة مازالت تلاحق عددا من المتورطين بشكل مباشر في أحداث الشغب، وآخرين ظهروا على أنهم "غزاة" للبيضاء في أشرطة فيديو على "يوتيوب". وطالب العميد الإقليمي بفرض عقوبات قاسية على جمهور الجيش الملكي، ومنها عدم مرافقته لفريقه ليس لمدينة البيضاء فقط، بل لمدن أخرى، حيث تقع مشاكل. وقال في هذا الصدد " ينبغي إصدار عقوبات رادعة وصارمة في حق الفريق، لأن مسألة تأطير الجمهور ليست اختصاصا خالصا للأمن، أو أن الأمن قادر لوحده على احتواء هذا الجمهور الهائل. الجمهور هو تربية، وأخلاق، ومدرسة، ومجتمع، وعائلة، وفرق، وجمعيات، وإلترات، ولا يمكن أن نقول إن الأمن لوحده قادر، بل ينبغي أن يتحمل الجميع مسؤوليته. ولماذا لا، عدم مرافقة جمهور الجيش فريقه لمدة طويلة، قد تكون في هذه السنة أو السنوات المقبلة. فهذا تدبير وقائي وزجري، ويدخل في خانة العقوبات المعنوية والمادية."