أفاد مصدر مطلع أن رئيس محطة القطار المسافرين في الدارالبيضاء جرى توقيفه عن العمل، على خلفية أحداث الشغب التي وقعت، الخميس الماضي، قبل المباراة التي جمعت بين الرجاء والجيش الملكي برسم الجولة 23 من الدوري المغربي للمحترفين، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي هدف لمثله. وذكر المصدر أن قرار توقيف رئيس المحطة جاء بناء على كشف المعطيات المتوفرة عن ارتكاب خطأ فادح تمثل في فتح أبواب القطار، بعد إطلاق أحد مشجعي الجيش الملكي الفرامل الإنذارية، رغم أن هذا الإجراء لم يكن ضروريا، علما أنه كان مبرمجا أن ينقل المشجعون مباشرة إلى محطة الوازيس، حيث كانت هناك ترتيبات أمنية لمرافقة الجمهور إلى المركب الرياضي محمد الخامس. من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني أن مصالح الأمن في الدارالبيضاء اتخذت كل الإجراءات التنظيمية والتدابير الأمنية الكفيلة بضمان مرور مباراة الجيش والرجاء في أجواء عادية، بناء على المعطيات الميدانية التي جرى تدارسها خلال الاجتماعات التحضيرية للمباراة، والتي شهدت حضور جميع المتدخلين. وبهذا الصدد، جرى وضع مخطط لتأمين عملية تنقل الجمهور الزائر بين المدينتين، بالتنسيق بين ولاية أمن البيضاء ونظيرتها بالرباط، إذ كان مقررا أن تتوقف القطارات التي تقل الجمهور العسكري بمحطة القطار الوازيس، على أن تقوم عناصر القوات العمومية بمرافقة ومواكبة تنقل الجماهير من المحطة المذكورة إلى الملعب. وبعد نجاح مصالح الأمن في تأمين عملية تنقل الجمهور من مدينة الرباط، قامت القوات العمومية بمواكبة تنقل الجمهور القادم على متن القطار المخصص للجمهور في اتجاه الملعب، انطلاقا من محطة الوازيس، في حين فُوجئت بنزول غير متوقع لأنصار الجيش الملكي، الذين قدموا على متن قطار عاد بمحطة الدارالبيضاء المسافرين، على إثر قيام مجموعة محسوبة على المشجعين بإطلاق الفرامل الإنذارية، التي أوقفت القطار، والتي تبعها فتح لأبواب القطار بطريقة غير مسؤولة، باعتبار أن التوقف الاضطراري لا يؤدي بالضرورة إلى فتح أبواب المقطورات، إذ كان على القطار أن يستكمل المسير في اتجاه محطة الوازيس وإنزال الجمهور وتأطير هذا الأخير إلى حين دخوله إلى المركب الرياضي محمد الخامس، كما كان مسطرا. وكشف المصدر أن مصالح الأمن لم تقف مكتوفة الأيدي أمام أعمال التخريب، التي قام بها بعض الأفراد المحسوبين على الجمهور الزائر فور وصولهم إلى مدينة الدارالبيضاء، إذ تدخلت فورا مصالح الأمن على مستوى مجموعة من المحاور بالمدينة لوقف أعمال الشغب والتخريب. وأبرز أن التدخل أسفر عن إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي وإيقاف 214 شخصا من المشتبه فيهم بالقيام بإحداث الفوضى وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة، وجرى البحث معهم تحت إشراف النيابة العامة، وتقديمهم أمام العدالة لتقول كلمتها في الموضوع. وختم المصدر أن مصالح الأمن نجحت في تأمين أطوار المباراة بكيفية ملحوظة، كما تمكنت من ضمان مواكبة أمنية محكمة لمغادرة الجمهور للملعب وتفككه في ظروف عادية جدا، مؤكدا أن جميع الإجراءات قد جرى اتخاذها في حينها للحفاظ على النظام العام، قبل وخلال وبعد إجراء المباراة، التي كان لها طابع خاص.