كشفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أمس الأربعاء، معطيات إضافية حول خطة هروب حياة بومدين، شريكة منفذ اعتداء المتجر اليهودي بباريس في التاسع من يناير الماضي. وأوردت الصحيفة ترجيحات تفيد بأنه في الأول من يناير، أي قبل أسبوع فقط من الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الساخرة، تم في منزل محمد بلحوسين، في منطقة بوندي (الضاحية الشمالية الشرقية لباريس)، التخطيط لعملية هروب شريكة أميدي كوليبيالي من فرنسا نحو سوريا برفقة مجموعة أخرى كانت تنوي الذهاب أيضا إلى ما يعتبره الجهاديون “أرضا للخلافة”. وضمت المجموعة إجمالا 11 شخصا غادروا نحو تركيا عبر مدريد في الفترة ما بين الأول والرابع من يناير 2015، ومن بينهم محمد بلحوسين وزوجته وأبناؤه الثلاثة وشقيقه مهدي وحياة بومدين. وغادر الأخيران في الثاني من يناير، بينما التحق بهم فرنسي اعتنق الإسلام وزوجته وأبناؤه الثلاثة في الثالث من الشهر نفسه. أما في الرابع من يناير فانضم إليهم أيضا شاب يبلغ من العمر 23 سنة وكان على اتصال مع محمد بلحوسين. ويرجح أن محمد بلحوسين (27 عاما) هو المخطط لعملية الهروب، حسب لوفيغارو. وكان قد حكم على هذا المهندس الذي قرر التحول إلى “الجهاد الإلكتروني”، بالسجن سنتين في 2010 بتهمة الانضمام إلى خلية جهادية تنشط على الحدود الأفغانية-الباكستانية. وتضيف لوفيغارو أن محمد بلحوسين تعرف على أميدي كوليبالي في فترة سجنه بمدينة فيلبانت (سان-سانت-دنيس)، وأن المحققين يشتبهون بلعبه دورا حاسما في الإعداد لهجوم كوليبالي على المتجر اليهودي في باريس، وبأنه يقف أيضا وراء نشر فيديو تبنى فيه أميدي كوليبالي الهجوم الذي ذهب ضحيته أربعة رهائن كان يحتجزهم قبل أن تقتله الشرطة. من جهتها، كشفت صحيفة لوموند أيضا أن عائلة بلحوسين عثرت في الرابع من يناير على هاتف جوال مخبأ في إحدى خزائن المنزل. وعثرت العائلة في هذا الهاتف على رسالة قصيرة وجهها لهم محمد وجاء فيها “السلام، أنا من أخفى هذا الهاتف، أمي-أبي لا تقلقا، نلتحق بأرض الخلافة، لا تقلقا، نفضل العيش في بلاد تطبق فيها الشريعة وليس القوانين التي سنها البشر”. وفي الأول من يناير استقل مهدي بلحوسين حافلة “أورولاينز” باتجاه إسبانيا، أما شقيقه محمد فقد التحق به إلى نفس الوجهة بعد زيارة لوالديه، ورافقته زوجته إيمان وابنهما البالغ أربع سنوات. أما حياة بومدين، فقد أوصلها شريكها أميدي كوليبالي إلى نفس الوجهة، إسبانيا، على متن سيارة مؤجرة من طراز “سيات-إيبيزا” سوداء اللون. وأظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة في مطار إسطنبول الفارين الثلاثة، أي الشقيقين بلحوسين وحياة بومدين، وذلك في الثاني من يناير 2015 . وبعد أن تم التحفظ عليهم لفترة وجيزة من قبل السلطات التركية، بلغت المجموعة مقصدها، أي الأراضي السورية.