في مفاجأة لمحبيه ومنتقديه، أعلن الداعية الإسلامي المصري عمرو خالد إصداره رواية أدبية؛ مما أثار ردود فعل مختلفة بين مهنئة ورافضة وساخرة. وبعد أيام قليلة من الإعلان عن الرواية، صرّح الدكتور عمرو خالد أنه لا توجد قيود على أي شخص عندما يريد توصيل فكرة جميلة. وأشار خلال لقائه بإحدى المحطات الفضائية إلى تردده في الكتابة، إلى أن ساعده البعض على كسر ما وصفه ب"التابو"، مشددا على تمسكه بدوره كداعية. وسبق الإعلان عن الرواية حملة دعائية كبيرة عبر فيديوهات تسويقية وملصقات طرق، تحت شعار "قريبا.. رافي بركات"؛ مما شكل هالة غامضة حول ماهية المنتج، ليتم الكشف عن رواية الداعية التي تحمل اسم "رافي بركات.. وسر الرمال المتحركة". التعليقات على رواية خالد تنوعت بين التأييد والنقد والسخرية (الجزيرة نت) تشجيع وسخرية أحد فيديوهات الدعاية للرواية بثت بصوت عمرو خالد، قال فيه "رواية شبابية غنية بالمغامرات والإثارة والأفكار، وكلها خيال وحماس ومعلومات، سنسافر فيها من مصر للهند في رحلة ممتلئة بآخر صيحات التكنولوجيا ممزوجة بقيم جميلة". وعلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي على انتقال الداعية إلى مجال الرواية، بالسخرية والتشجيع. إذ سخر أحمد محمود من تعدد مجالات عمل الداعية وكتب عبر فيسبوك "لا ينقصه إلا السينما، وأقترح عليه التمثيل وكتابة السيناريو والإخراج". وانتقد أحمد سنجاب التكلفة الكبيرة لتسويق الرواية "إعلانات بملايين، والرواية تقريبا صعب إنها تجيب مليون جنيه.. السؤال من الذي يدفع تلك الأموال ولماذا؟". بينما أثنى محمود رأفت على فكرة الدعاية الغامضة للرواية، فكتب "إعلانات مختلفة، جميل ألا يعرف أحد معلومات عن المنتج لفترة زمنية". وعلق مصطفى عبر وسم (هاشتاغ) "رافي بركات طلعت رواية"، قائلا "عمرو خالد مميز بحسه التصويري، وأنه يأخذ الجمهور في منطقة وزمن الحدث". داعية وسياسي وبزغ نجم عمرو خالد الدعوي أوائل الألفية الثالثة عبر تقديمه عدة برامج دينية في محطات فضائية، واقتران اسمه بارتداء فنانات الحجاب. ولم يكن انتقال الداعية المصري من مجال الدعوة لمجال آخر أمرا جديدا، فبعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، أعلن عن تأسيس حزب سياسي وترأسه لفترة ثم أعلن استقالته منه ليتفرغ للعمل الدعوي، بحسب تأكيده. وبعد فترة صمت سياسي له خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي والإطاحة به، ظهر فيديو للداعية عقب فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس/آب 2013، يحث عبره جنود الجيش على تنفيذ الأوامر العسكرية باعتبارها تنفيذا لأمر الله. الناقد عمر شهريار: عمرو خالد الروائي سيتأثر بطابع الوعظ والخطابة (الجزيرة نت) بنية دعوية الناقد الأدبي عمر شهريار أكد عدم إمكانية الحكم على أي عمل أدبي قبل قراءته، لكنه في الوقت نفسه أكد تأثر الأعمال الأدبية للكاتب ببنيته الفكرية. وأضاف شهريار للجزيرة نت، أن البنية الفكرية لعمرو خالد تعتمد على الوعظ وهو ما سيظهر بشكل تلقائي في الرواية المرتقبة، وفق ترجيحه. وتوقع أن يغلب الطابع التعليمي والخطابي على أحداث الرواية، مما سيؤثر سلباً على الجانب الفني. وعمرو خالد ليس رجل دين تقليديا؛ فجمهوره الأكبر من فئة الشباب -وفق تصنيف الناقد الأدبي- مما سيؤدي إلى ارتفاع مبيعات الرواية. وتابع "نجاح أي رواية لا يعتمد على تفوقها الفني فقط، بل تؤثر عوامل أخرى منها الدعاية الجيدة وثقل الكاتب لدى الجمهور". بدوره أكد أستاذ العلوم اللغوية في جامعة كفر الشيخ الدكتور محمد يحيى عقل أن الروائي يسرد حياته وثقافته بشكل غير مباشر. وأضاف للجزيرة نت أن نموذج الكاتب يوسف زيدان خير دليل على انغماس الأديب في بيئته، وأردف "زيدان تأثر بدراسته للفلسفة الإسلامية مما ظهر في كتابته ذات الفحوى الديني". وعن تأثر القراء بشخصية عمرو خالد عند قراءة روايته، أوضح عقل أن القارئ لا يشغله سوى الإبداع بعيدا عما وصفه بالبروباغندا المحيطة بالرواية، وأكد أستاذ العلوم اللغوية أن النص الأدبي هو الفيصل في تقييم رواية الداعية. أما الروائي السوداني حمور زيادة فقال "أتوقع أن تحقق رواية رافي بركات مبيعات تفوق هاري بوتر والإنجيل نفسه كأعلى الكتب مبيعا في تاريخ العالم.. رافي بركات رواية تليق بهذا الكوكب". وأضاف ساخراً عبر حسابه بفيسبوك "عمرو خالد سيتسبب في جلوس علاء الأسواني بالبيت"، في إشارة لتفوق الداعية على الأسواني أدبياً، وفق ما كتب.